سلمان بن محمد العُمري
لم تسعدنا الانتصارات الكبيرة للمنتخب المغربي على كبار المنتخبات الأوروبية والمصنفة ضمن السبعة فرق الأبرز عالمياً فحسب، بل كانت هناك انتصارات أخرى تحققت لنا ولهم وستبقى راسخة في أذهان العالم أجمع فهي انتصار للفطرة السوية وللقيم، ومن هذه الصور الجميلة التي رسمها أعضاء المنتخب المغربي بلاعبيه وطاقمه التدريبي والإداري (البر بالوالدين) فبعد كل مباراة نرى من يحتضن والده أو والدته ومن يقبل رأس أحدهما أو كلاهما، في حين أن اللاعب الغربي لم يشاهد والده من سنة أوسنتين؛ فضلاً إن كان يعرف من هو والده.
والمثل العربي يقول: (والفضل ما شهدت به الأعداء) ومؤخراً لفت الإعلام الغربي الانتباه إلى القيم العائلية التي عبر عنها اللاعبون المغاربة خلال المونديال بعد فوز كل مباراة؛ فقد علق أحد المذيعين الألمان على لقطة اللاعب المغربي «يوسف النصيري» يعانق والده وبجانبه زميله «جواد الياميق» في نهاية مقابلة المغرب مع إسبانيا والتي انتهت بتأهل المغرب إلى دور الربع، وكذلك اللقطات الأخرى ل»أشرف حكيمي»، و»سفيان بوفال» و»حكيم زياش» مع أمهاتهم وعائلاتهم بالقول: هذه المشاهد الحميمية مع العائلة لم نعد نراها في مجتمعاتنا الغربية التي تسودها الأنانية والمثلية الجنسية واندثار مفهوم الأسرة ودفئها وعقوق الوالدين ورميهما في الملاجئ...
العائلة وتحفيزها المعنوي وراء انتصارات الفريق المغربي، أما نحن فجئنا لنساند المثليين ونضع أكفنا على أفواهنا بشكل مخجل، فخرجنا خاليي الوفاض ومن الباب الضيق.. هم تعلموا الكرة منا وأصبحوا يتقنونها وتجاوزونا، ونحن يجب أن نتعلم الأخلاق منهم لعل وعسى أن نرى يوماً أمهاتنا تعانقننا يوماً ما في المدرجات.
شكراً لمنتخبنا المغربي الذي أبهرنا بانتصاراته وبأخلاقه والصور الجميلة التي يرسمها بعد كل مباراة بسجود الشكر لله تعالى، ومن ثم يبحثون أولاً عن والديهم لتقبيلهم وإهداء النصر لهم، وحينما تستغرب الصحافة من انحطاط هذه القيم في الغرب فيجب علينا أن نعزز هذه القيم ونشيد بها لأنها من متطلبات الدين والفطرة السوية، ونحن والعالم أحوج في هذا الوقت لتعزيز القيم والأخلاق، ولاسيما ونحن نرى مؤخراً بعض الجحود والأنانية تجاه الوالدين.