يومان فقط، ونودع كأس العالم قطر 2022، حيث يُختتم المحفل العالمي يوم الأحد القادم، وتُغلق جميع أبواب الملاعب التي احتضنت كأس العالم لمدة 28 يوماً، استمتعنا خلالها بمباريات كبيرة جداً، ومفاجآت أكبر، ويبقى الجميل والأجمل والأبرز، وهو النجاح القطري في هذه الاستضافة التي أبهرت العالم، وجعلت من كأس العالم 2022، واحداً من أجمل كؤوس العالم منذ انطلاقته على مستوى التنظيم، بل ربما يكون الأجمل على الإطلاق، وهذا ما شاهدناه وسمعناه من بعض الجماهير العالمية والعربية سواء في بعض القنوات الفضائية، أو من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، حيث الإشادة بالتنظيم في جميع المباريات، وسهولة التنقّل، والملاعب التي تستحق أن نطلق عليها عالمية، وهذا لا شك أنه يُحسب للمنظمين في قطر، الذين واجهوا صعوبات بالغة حتى وصلوا للقمة، كما واجهوا انتقادات واسعة وحادة وغير منطقية من قبل الغرب تحديداً، ولكن قطر استطاعت تجاوز تلك المرحلة بكل اقتدار، لتصنع اليوم تاريخاً سيبقى شاهداً على تميزها.
كروياً، لا شك أننا شاهدنا مباريات جميلة وممتعة، وأول تلك المباريات وأهمها لدينا كسعوديين هي مباراة السعودية والأرجنتين، والتي انتصر فيها المنتخب السعودي، ذلك الانتصار كان من أكبر مفاجآت كأس العالم، وسيبقى ما بقيت كرة القدم، وسيظل يُردد كلما تذكّرنا كأس العالم 2022، إذ إن الجميع كان يتوقّع خسارة المنتخب السعودي بنتيجة ثقيلة، فإذا بصقورنا يسحقون ميسي ورفاقه، وينتصرون بثنائية صالح الشهري وسالم الدوسري.
لقد كانت هذه المباراة، أفضل وأجمل مباراة لعبها المنتخب السعودي في جميع مشاركاته العالمية والآسيوية والعربية والخليجية، فقد كان اللاعب السعودي يملك شخصية اللاعب العالمي، وكان على ثقة كبيرة وهو يقابل أفضل منتخب عالمي، كان يسعى لمواصلة انتصاراته التي وصلت لـ36 مباراة لم يخسرها، ليأتي المنتخب السعودي، ويضع حداً للتانغو، الذي واصل بعد ذلك مسيرة الانتصارات حتى وصل اليوم للنهائي العالمي.
أيضاً مباراة اليابان وألمانيا، كانت هي الأخرى مثيرة، إذ استطاع المنتخب الياباني من الفوز على ألمانيا، كما أن مباراة البرتغال وغانا والتي انتهت بفوز البرتغال 3-2 كانت تستحق المشاهدة وفيها إثارة جميلة، أيضاً انتصار المغرب على بلجيكا كان لافتاً للنظر في البداية، ولكن توالي انتصارات أسود الأطلس على إسبانيا والبرتغال، وإخراجهما من دور الـ16 ودور الـ8 جعلنا نصف ذلك الفوز بالطبيعي، ولعل هذه الانتصارات هي أجمل مفاجآت كأس العالم 2022، إذ استطاع منتخب المغرب، تمثيل العرب خير تمثيل، حتى وصل للمربع الذهبي العالمي، ليخسر بكل شرف من أمام منتخب فرنسا، وهذا لا يقلِّل من إمكانياته، فقد قدموا لنا مباريات كبيرة، استطاعوا من خلالها تجاوز منتخبات عالمية، ولم يقصِّروا في أي مرحلة من مراحل كأس العالم 2022، بل إنهم وجدوا الاحترام والتقدير من جميع الجماهير العالمية.
وفي مسك الختام، يبقى الأهم، وهو النهائي الكبير، الذي سيجمع فرنسا بالأرجنتين، في مباراة كبيرة وتاريخية، وهي مباراة كسر عظم، وفك ارتباط، إذ إن المنتخبين يتعادلان في تحقيق كأس العالم «كل منتخب حققها مرتين»، وتعتبر هذه المباراة هي الحد الفاصل، ومن ستُرجح كفة طرف على آخر، والحقيقة أن وصولهما للنهائي العالمي كان مستحقاً عن كل جدارة، ومن يحقق الكأس سيكون جديراً به.
تحت السطر
- خرج منتخب البرازيل من دور الـ8، فبكت كرة القدم على رحيل أجمل من داعبها.
- ربما تكون هذه النسخة من حظ ميسي الأرجنتين، والحقيقة أن هذا اللاعب العالمي يستحق لقب كأس العالم بعد أن حقق كل شيء في كرة القدم، ولم يبق له إلا كأس العالم للمنتخبات، وإن كان الفرنسي امبابي قدم لمحات رائعة وكان من نجوم هذه البطولة، واستطاع قيادة منتخب بلاده للمباراة النهائية، إلا أن التعاطف الجماهيري لميسي واضح بشكل جلي.
- قدم منتخب المغرب واحدة من أعظم النسخ في كأس العالم، ونجح في إبهارنا جميعاً، وقدم نجوماً كانوا حديث العالم.
- الجمهور السعودي كان رائعاً في حضوره ودعمه ومساندته للمنتخب السعودي في جميع مبارياته، كما دعم المنتخب المغربي في جميع مبارياته؛ وهذا ما ذكره وأشاد به الجمهور المغربي.
- تأثير الجمهور السعودي على كأس العالم 2022 كان واضحاً، فقد كان نكهة المونديال القطري، وترديدهم لجملة «ميسي وينه» بعد خسارة الأرجنتين من السعودية، والتي تداولها الإعلام في أصقاع المعمورة، كانت خير دليل على قوة تأثيرهم.
** **
- سلطان الحارثي