الثقافية - وهيب الوهيبي:
رجع الدكتور مسعد العطوي بذاكرته الى قبل أكثر من ستين عاما واستذكر نشأته الأولى في بادية منطقة تبوك والتى أمضى فيها سبع سنوات حيث شظف العيش والفقر والقحط والجوع الذي كان يفتك بالأطفال ثم انتقاله إلى مرحلة الدراسة الأولية وماواجهه من صعوبة في التعليم وقلة الامكانات إذ يؤكد في هذا السياق أنه لم ينس تلك الأيام التي كان يراجع فيها دروسه تحت إضاءة الفانوس حيث لا كهرباء في الحي المتواضع الذي كان يقطن فيهولم يخف الدكتور العطوي الذي كان يتحدث في ثلوثية الدكتور محمد المشوح وادار دفة الحوار فيها الدكتور سعد النفيسة في حضور نخبة من المثقفين والأدباء حبه وشغفه بالقراءة في شبابه واطلاعه على القصص الشعبية رغم قلة توفر الكتب والمكتبات إلا أن حب وولعه بالقراءة ظل مستمرا معه وهو مادفعه الى تخصيص مبلغ 50 ريالا من راتبه الشهري الأول 315 ريال لشراء الكتب كل شهر لافتا إلى أن قراءاته بوعي أثرت في عمقه الداخليواعتبر مجالس الرجال التي كان يشهدها وهو صغير بمثابة الجامعة التي تعلم منها الحكمة وفنون الحياة وحل مشاكل الحياة الاجتماعيةوسلط ضيف الثلوثية الضوء على مسيرته العملية بعد تخرجه من كلية اللغة العربية في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية إذ عمل معلما في المعهد العلمي في تبوك ثم حصوله على درجة الماجستير من جامعة الأزهر وبعدها درجة الدكتوراةتلا ذلك تعيينه أستاذا في كلية اللغة العربية بالقصيم إلى أن صدر الأمر الملكي لاحقا بتعيينه عضوا في مجلس الشورى عام 1422 هـ
وشهدت مسيرته العملية والثقافية رئاسة مجلس إدارة نادي تبوك الأدبي وهو إلى جانب ذلك عمل أستاذا للدراسات العليا في جامعة تبوك.
وفي الانتاج العلمي اضاف للمكتبة العربية مجموعة من المؤلفات التي تعنى بتاريخ منطقة تبوك من أبرزها كتاب تبوك المعاصرة والآثار حولها وكتاب تبوك قديمًا وحديثًا كما صدرت له العديد من الإصدارات الأدبية والثقافية منها كتاب أحمد العزاوي وآثاره الأدبية وكتاب الاتجاهات الفنية للقصة القصيرة في المملكة وكتاب التحول وكتاب الشعر والمجتمع في المملكة، وكان الدكتور محمد المشوح قد استهل الأمسية بكلمة نوه فيها بالسيرة العطرةللدكتور العطوي وقال في هذا الصدد تعرفت عليه وأنا طالب أدرس في فرع جامعة الإمام بالقصيم إبان عمله عضوا في هيئة التدريس كان ملهما للطلاب في سمته وأخلاقه وتعاونه مع الجميع امتاز بالبحث العلمي والتنوع المعرفي والتي قادته ليحتل هذه المكانة في صفوف الأدباء والمثقفين.
ووصف الدكتور علي الخضيري ضيف الثلوثية بصاحب البشاشة والإبتسامة والأفق والخيال الواسع وطرح الآراء والمقترحات اللافتة خلال مزاملته في مجلس الشورى وعبر الدكتور محمد الفاضل عن عصامية الدكتور العطوي وتحمله للمشاق في طفولته وحرصه على التعلم منذ مزاملته له في قاعة واحدة على مقاعد الدراسة الجامعية.
وشهدت الأمسية مداخلات أخرى قدمها الدكتور عبدالله ثقفان والدكتور راشد أبالخيل والدكتور عبدالرحمن الهليل والدكتور عايض الردادي والدكتور عبدالله الحيدري والأستاذ محمد الشريف والأستاذ محمد العطوي استعرضوا فيها جوانب متنوعة من سيرة الضيف ومواقفهم معه ثقافياً واجتماعياً,
وفي ختام ليلة الاحتفاء قدم الدكتور محمد المشوح درع الثلوثية للمحتفى به.