الثقافية - أحمد الجروان:
أكد الأستاذ الدكتور: عبدالعزيز بن محمد الفيصل، رائد تحقيق الشعر العربي، أن الاحتفاء باليوم العالمي للغة العربية يأتي في سياق الاهتمام بلغة القرآن الكريم والتذكير بأهمية العربية وأفضالها، حيث بين أن مبادرة منظمة اليونسكو لتحديد يوم ديسمبر -التي تبنتها المملكة عبر جهود مندوبها الدائم- من كل عام للاحتفاء باللغة العربية تحمل دلالات رمزية عميقة تكشف مكانة العربية بين اللغات العالمية فهذه اللغة يتحدث بها الآن أكثر من مليون شخص حول العالم، فهي لغة القرآن الكريم التي يُقيم بها الإنسان شعائر دينه، ولذا فالأبعاد التي تنطلق منها اللغة العربية ثابتة ومؤثرة وينبغي علينا تعزيزها، وتتضاعف أهمية ذلك لدى المتخصصين فيها.
كما أشار أ.د.عبدالعزيز الفيصل إلى أن دعم اللغة العربية وتمكينها ينطلق من استشعار الفرد لأهمية هذه اللغة التي تحمل دينه و تاريخه، فهي الركيزة القوية التي يمكن أن ننافس بها الأمم والمجتمعات، ولا أَبلغ في هذا المقام من مقولة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الذي يقول في شأن اللغة العربية وفضلها: “إن من أجلِّ النعم على أمة الإسلام نعمة القرآن الكريم الذي نزل بلسان عربي مبين، قال تعالى: (إنا أنزلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون)، فقد حفظ هذا الكتاب المبين لأمة العرب لغتها، ولأمة الإسلام طريق الخير والهداية وسائر الأحكام، ولشبابها أحسن الأخلاق والآداب، ثم إن من النعم الكبرى التي تستوجب الشكر أننا نعيش في دولة أُسست على هدى من كتاب الله الكريم، وسنة رسوله الأمين صلى الله عليه وسلم، تطبق شرعه، وتقيم حدوده، وتلتزم عقيدته في سائر تعاملاتها الداخلية والخارجية”، فالملك سلمان - حفظه الله- صاحب المبادرات الخلاقة في خدمة العربية وتاريخها، ولا أدل على ذلك من تَفضله بالموافقة على قرار إن شاء مجمع الملك سلمان العالمي لخدمة اللغة العربية، الذي تأسس، بموجب قرار مجلس الوزراء رقم (34) بتاريخ: 13/1/1442هـ الموافق سبتمبر م، للمساهمة في تعزيز دور اللغة العربية إقليميًا وعالميًا، وإبراز قيمتها المعبّرة عن العمق اللغوي للثقافة العربية والإسلامية، وليكون مرجعية علمية على المستوى الوطني فيما يتعلق باللغة العربية وعلومها، وليسهم بشكل مباشر في تحقيق أهداف برنامج تنمية القدرات البشرية، أحد برامج تحقيق رؤية المملكة .
أسأل الله تبارك وتعالى أن يوفق ولاة أمر هذه البلاد المباركة لخدمة العربية وتعزيز مكانتها، وتبقى المسؤولية علينا مضاعفة نحن أبناء هذه اللغة بتعزيز مكانتها والاعتزاز بها وخدمتها في شتى المجالات.