شروق سعد العبدان
لم يسبق وأن كتبت بهذه الفوضى العارمة وكأنني نهضت من مكاني لأقطف الكتابة رغماً عنها وأنا لستُ كذلك.
لكنني أردت أن تهدأ الأمواج في ذاتي أولاً حتى أستطيع الإمساك ب» الدفة «.
نمتلئ بالفراغ من حولنا نبدو وكأننا خاوين على عروش اعتقدنا أنها قد تكون لنا ..
لكن عجاج التساؤلات لايرحم فما أن ترتب الإجابة لهذا تقف حائراً أمام آخر ..
وهكذا تستمر في ترتب ما حولك والفوضى تعم صدرك ..
وحتى تخرج للعالم بشكلك المعتاد عليك وضع أكبر الحجارة فوق قلبك .
قلبك الذي وكأنه طائر قُصت إحدى جناحيه ولا فائدة من وجود الآخر في ظهره.
هناك أشياء مهما صعدنا بها تأتي عليها لحظة تساؤل وتهوي ..
وهناك أشياء أخرى مهما كانت في قاع الشعور تُقال لها أجوبة فتطير ..
فلا ذنب للعاصفة بانفلات الدفة ..
إن كان ممسكها لم يحاول ثباتها ...
لكن الذنب علينا كيف نبحر في احتمال عاصفة
لا يلقي الإنسان بنفسه في أمور اختارها دائماً وهو يريد ذلك ..
قد لايريد وقد يكون يبحث عن شيء يفتقده
ظناً منه أنه بعد كل هذا العناء سيستريح .
كلما تجدد بي شعور يحزنني هربت منه إليك
على أن الهروب من الشيء يوقع به أكثر .
ألا إنني لا أملك غير ذلك سبيلا ..
التنازلات التي يقدمها المرء للبقاء لا تُقدر بثمن .
فهو قد يدفع كل طاقته لتجاوز موقف ونسيان كلمة وتخيل فكرة ..
وقد يمضي عشر ليالي يحاول جمع نفسه ليستطيع النوم ليلة
وقد مرّ بي مالم تُحط به علما.
الصراخ الذي يشقُ مسار صدري دون صوت يأخذ في طريقه للنهاية مقاليد صبري .
والبكاء الذي ابتلعهُ سكيناً معترضة في نصف حلقي
جرحت في طريقها قوانين قدري .
فبعد كل هذا اللوم المتكرر والاعتراف المؤلم والكتابات الكثيرة ..
أنا من اخترت هذا وأنا من سيقوده
وأنا من علمت بحدوث هذا وأنا من يريده
وأنا من وقعت مرارا وعدتُ للوقوف لأني أريدك.
لكن الخوف أن تقلب هذه العاصفة كل هذا رأساً على عقب ..
وتنكسر في يدي الدفة وتخور قواي وأغرق في اختياري ..
يا سلامةً اخترتها من صفعات السنين حتى أطيب.
وأمنيةً بذلت كل عمري لأجدها دون نصيب .
يا شيئاً وجدتهُ في كومة قشٍ عصيب .
قد لا تكون المستحيلات في يدك لكن النجاة معك .
وقد لا تكون الأمنيات بمقدرتك لكن الدعاء لأجلك.
ما أعذب أن تكون حُلم شخص لا يريد سواك .
ولا يطمح بغيرك ..
وما أرقى أن تكون له ذلك ..
فبما أنه اختار قيادة الدفة في عاصفتك
اختر أن تكون عاصفتك برداً وسلاماً عليه..