د.رفعة بنت موافق الدوسري
شهدنا مؤخرا بوادر احتفاء حقيقية باللغة العربية ترعاها مؤسسات رسمية أكاديمية وغير أكاديمية،
تنبئ بعهد جديد من الممارسات التواصلية على جميع الأصعدة وفي جميع المجالات، العلمي منها والتداولي الوظيفي.
ولعل هذه البوادر تنطلق من التأكيد على أهمية اللغة في تأصيل هوية الأفراد وتأسيس هوية عالمية للمجتمعات.
ولا يخفى الدور الفاعل والرئيس الذي يقره القرار السياسي في تفعيل الممارسات التواصلية على أوجهها ضمن إطار اللغة المحكية، كذلك لا يخفي الدور الفاعل الذي يقره القرار السياسي أيضا في تفعيل لغة ثانية ضمن إطار التواصل المحكي والرسمي، والذي شهدت اللغة العربية فيه حضورا لافتا في بعض الدول نحو إسرائيل وإسبانيا وكوريا.
واللغة العربية ضمن هذا الإطار تشهد تقدما ملموسا في العقد المنصرم على صعيد الممارسة خارج نطاق العالم العربي، ونأمل أن نشهد دور المؤسسات في تعميم اللغة العربية على جميع أصعدة التواصل، لا سيما أن اللغة العربية أثبتت قدرتها على استيعاب جميع مظاهر الحكي، وتوليف الرموز، التي يمكن أن تضمن خطابا علميا محكما يؤسس ويكتب ويتداول باللغة العربية.
ولعل النهضة العلمية والاقتصادية التي تشهدها المملكة العربية السعودية رافدا من روافد تمكين اللغة العربية ضمن المؤسسات الرسمية، في ظل نشاط الجهات العلمية والربحية والقطاعات المصرفية، إذ تعد العربية في إطار المضيف الذي يعرض ما لديه في ضوء ثقافته وبيئته وإمكاناته، ولا يخفى الدور الذي يبثه توظيف اللغة المحكية في تلك القطاعات على الصعيد السياسي.