الثقافية - جدة - علي بن سعد القحطاني:
يغلق معرض جدة للكتاب أبوابه يوم غدٍ السبت بعد رحلة حافلة مع الثقافة استمرت 10أيام، حيث شارك في المعرض 900 دار نشر، وقدمت العديد من الفعاليات الثقافية من الندوات والمحاضرات وورش العمل التي شارك فيها عدد كبير من الأدباء والمثقفين والفنانين، وقد شهد المعرض حضورًا كبيرًا من قبل الزوار والمتابعين لفعاليته، الذي يأملون من وزارة الثقافة ممثلة في هيئة الأدب والنشر والترجمة أن تمدد مدد معارض الكتاب القادمة لتكون على أسبوعين أو أكثر.
حيث انطلقت يوم الخميس الماضي مع بدء افتتاح معرض جدة للكتاب 14 / 5 / 1444هـ الموافق 8 / 12 /2022م أولى ندوات معرض جدة للكتاب، ، وحملت الندوة عنوان "كيف يلهم الخيال العلمي واقعنا"، حيث تناول المشاركون مفهوم الخيال العلمي، وارتباطه بالواقع، مستشهدين بأمثلة واقعية لخيالات علمية كُتب عنها في الألفية الأولى، وتحققت في الألفية الثانية. وافُتتحت الجلسة بمقدمة تعريفية عن الخيال العليمي، قدمتها الأكاديمية والمذيعة في قناة الشرق السعودية مايا حجيج، قبل أن يُعرف الكاتب والروائي والناشر الكويتي عبدالوهاب الرفاعي، الخيال العلمي، بأنه أدب توقع العلم بالمستقبل، متحدثًا عن النبوءات التي كتب عنها العلماء وذكرت في الكتب التاريخية، لتتحقق اليوم في عالمنا، مستشهدًا بالطائرة، وشاشة اللمس المستخدمة في الهواتف المحمولة، وأجهزة التابلت، مضيفًا أن العلم في وقتنا الحالي يتوقع استقبال زوار من الفضاء وخيالات أخرى من الممكن أن تحدث في الوقت الراهن أو في المستقبل القريب ومن جانبه، أشار الشريك المؤسس في دار التنوير، شريف جوزف رزق، إلى الجدل حول التعريف الصحيح لمفهوم الخيال العلمي، مفندًا تعريف الكاتب الكويتي عبدالوهاب الرفاعي، مشيراً إلى أن الإقبال النسائي على قراءة كتب الخيال العلمي أقل بكثير من إقبال الرجال عليها، موضحًا أن كتب الفنتازيا أكثر انتشارًا في المجتمعات الغربية مقارنة بالمجتمع العربي، ومرجعًا السبب في ذلك إلى محدودية التفكير بمجالات الخيال العلمي في عالمنا العربي، وبدوره، قال الكاتب السعودي إبراهيم لامي: "إن تأليف كتب الخيال العلمي عند الغرب أكثر بكثير من العرب، ولكن بعد دخول السينما أصبح الاتجاه نحو تأليف الخيال العلمي كبيرًا".". ومضيفاً خلال حديثه: "إن قصص الأنمي تحولت باتجاه الخيال منذ زمن بعيد، ومن ذلك الأنمي المنشور على شكل قصص، والمصور على شكل أفلام".
مؤتمر الخيال العلمي
ناقش مختصون وكتاب وناشرون في اليوم الأول من مؤتمر الخيال العلمي، الذي عقد بالتزامن مع معرض جدة للكتاب، عددًا من القضايا المتعلقة بالخيال العلمي والأساطير العربية وتأثيرها على الفانتازيا العالمية، إضافةً إلى تأثير الخيال العلمي على الواقع الحالي، وحقوق الملكية الفكرية الدولية والثقافة المحلية، وتاريخ المانجا وتأثيرها وانعكاساتها على الأعمال السعودية
وحملت جلسة الافتتاح عنوان "كيف يلهم الخيال العلمي واقعنا"، تناول المشاركون خلالها مفهوم الخيال العلمي، وارتباطه بالواقع، مستشهدين بأمثلة واقعية لخيالات علمية كُتب عنها في الألفية الأولى، وتحققت في الألفية الثانية، حيث افتتحت الجلسة بمقدمة تعريفية عن الخيال العليمي، ونبذة عن سيرة الضيوف، قدمتها الأكاديمية والمذيعة في قناة الشرق السعودية مايا حجيج، وألقت الجلسة الثانية التي كانت بعنوان حقوق الملكية الفكرية الدولية والثقافة المحلية: نظرة على الترجمة والمواءمة، حيث ناقش مختصون واقع الترجمة في العالم العربي وحقوق الملكية الفكرية الدولية، منوهين بأنه رغم ازدهار الترجمة في السنوات الخمس الأخيرة في العالم العربي، إلا أن ما يترجم في أوروبا يفوق ما يترجم في كافة الوطن العربي بخمسة أضعاف، لافتين إلى أن ضعف المحتوى العربي كان سببًا في توجه دور النشر لترجمة العناوين التي يقترحها القراء.
وعن أثر ثقافة وأساطير الشرق الأوسط على الخيال العلمي والفانتازيا عالميًّا، أوضح مختصون، في الجلسة الثالثة من جلسات المؤتمر، تأثر الكثير من أعمال الروائيين الغربيين بأساطير وحكايات وردت في ألف ليلة وليلة، مشيرين إلى أن الغرب وظف حكايات بساط الريح في ألف ليلة وليلة، في الخيال العلمي، ومؤكدين على تأثر أدب الخيال الغربي بالتراث العربي، وبالأساطير السومرية في بعض المؤلفات الغربية القائمة على الخيال العلمي.
وشارك في الجلسة الرابعة من جلسات مؤتمر الخيال العلمي، التي جاءت بعنوان "المانجا تجوب العالم"، كل من رئيس تحرير محروسة سنتر للنشر محمد فريد زهران، ومؤلف عمل "الولد الضب" عدي كرسوع، ورسامة المانجا ميران بحيري، فيما أدار الندوة الأستاذ محمد النعامي
مؤلفون سعوديون والخيال العلمي
ضمن مؤتمر الخيال العلمي ، تناول عدد من الكتاب والمؤلفين السعوديين، الذين أثروا محتوى الخيال العلمي بعدد من الروايات التي تصدرت أرفف المكتبات ودور النشر، عددًا من القضايا والموضوعات المتعلقة بالخيال العلمي والفانتازيا وأبرز تجاربهم في هذا المجال.
بدايةً تحدث الكاتب والروائي فوزي صادق، المؤلف لأكثر من 14 عنوانًا في هذا المجال، عن الفرق بين الخيال العلمي والفانتازيا، حيث أوضح أن الخيال العلمي عبارة عن مزج بين الحقائق العلمية والتنبؤات، في حين تعد الفانتازيا خليطًا من عالم مليء بالرعب والجن والأحداث المخيفة، مضيفًا أن الكلام في الخيال العلمي كان من محظورًا الخوض فيه، وقد منعت روايته "عاويل" في من دخول دول خليجية، مؤكدًا أن الجيل الجديد تغيرت مفاهيمهم وأصبحت ثقافتهم أكثر شمولية.
أما خالد الحقيل، الكاتب لسلسلة روايات خيال علمي مكونة من 5 روايات، فذكر أن سلسلة رواياته كانت من أوائل الروايات في هذا المجال، ولا مانع أن نبدأ من حيث انتهى الآخرون، وكلما زادت مثل هذه الروايات والأفلام، خصوصًا في دول الخليج، كلما زادت الثقافة العلمية لدينا.
من جهته أوضح إبراهيم لامي، كاتب رواية "هيكل بنداوي"، أن المؤلف ليس كاتب أحداث للتنبؤ، بقدر ما يكون هناك شد لانتباه المتلقي للأحداث، مبينًا أن هناك قبولًا بسيطًا لهذه الأعمال مقارنة بالسوق العالمي، وهناك جانب مشرق فيها، ولكننا نفتقد للتسويق.
وقال الكاتب والروائي عبدالله بو موزة، إن اتجاهه لكتابة روايات عن الزومبي كان بسبب أنه لم يجد أي رواية عربية أو خليجية تتحدث عن هذا التحول.
وختم عثمان العابد، كاتب سلسلة الجزيرة المهجورة، الندوة بقوله إن الخيال العلمي مهم، وهو مستقبل العلوم، ما يعطينا تصورًا عما سيكون عليه العالم في المستقبل، مبينًا أن برنامج "التيك توك" زاد من أعداد قراء الخيال العلمي، وأدخل فئات من أعمار صغيرة لهذا النوع من الكتابة.
فيلولوجيا اللغة العربية
وكانت هناك ندوة بعنوان "فيلولوجيا اللغة العربية" ضمن فعاليات البرنامج الثقافي لمعرض جدة للكتاب 2022وأدارها الكاتب الدكتور محمد الصفراني، بحضور عدد من المهتمين والباحثين في نفس المجال، في نقاشٍ ثري حول الفروقات في علم اللسانيات وفقه اللغة العربية وافتتح الجلسة، مدير معهد الفيلولوجيا بالنرويج الدكتور أموند بجورسنيس بشرحٍ تفصيلي عن "فيلولوجيا اللغة العربية"، مستعرضاً الفرق بين الفيلولوجيا واللغويات اللسانية واقتبس الأستاذ في قسم اللغة العربية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية الدكتور محمد بن سعيد الغامدي من حديث الناقد والباحث في مجال السرديات العربية الدكتور سعيد يقطين عن الفيلولوجيا وما خلصت له دراسات اليقطيني في علم اللسانيات وفي اللغة العربية تحديداً، مبيناً الصلة بين فقه اللغة والفيلولوجيا
السرد وجسور الذاكرة الثقافية
استحضر الأكاديمي التونسي الدكتور صالح رمضان، محتوى وسائل التواصل الاجتماعي الذي يجسد الواقع الذي يُعاش اليوم بين الذاكرة اللغوية والذاكرة الرقمية، مستعيرًا مقولة "نمشي ورؤوسنا بين أيدينا"، ومستلهمًا سيطرة الأجهزة الرقمية على الحواس وتسييرها للحياة اليوم، مضيفًا أننا نعيش أزمة في تعريفنا لمصطلح الذاكرة الثقافية.
وقد جاء ذلك في جلسة حوارية تحت عنوان "السرد وجسور الذاكرة الثقافية" أقيمت ضمن فعاليات اليوم الأول لمؤتمر الخيال العلمي، الذي يعقد بالتزامن مع معرض جدة للكتاب، والتي شارك فيها كل من الدكتور معجب العدواني، والدكتور صالح بن الهادي رمضان، والدكتورة نجلاء مطري، وأدارها الدكتور عبدالرحمن الفهد.
وبدروه أوضح الدكتور معجب العدواني أن هذا المصطلح بدأ يشيع بعد كتب السرد، مضيفاً أن الذاكرة الثقافية هي ذلك العقد الذي جعل الكثير من الكتاب يتحولون إليه وينتجون عددًا من الأشكال السردية، فيما حددت الدكتورة نجلاء مطري الفرق بين كتابة الأدب وكتابة التاريخ في التقييد الذي يلزم التاريخي، لأنه يوثق، في حين الأدبي يكتب للإبداع، وقالت إن سارد التاريخ مقيد بالإجابة عن تساؤلات،وفي مداخلة للدكتور حسن النعمي، عاب تقييد تخصيص الذاكرة بالثقافة، مشيراً إنه اختيار إشكالي، ومؤكداً أن الذاكرة ماضي الحياة والسرد حاضرها، كما نوّه بخطورة إنتاج الأطفال لنصهم السردي من خلال الألعاب الإلكترونية
صناعة الشخصيات القصصية
نظم البرنامج الثقافي المصاحب لمعرض جدة للكتاب 2022 ورشتي عمل، تناولت الأولى (التبصر القرائي في عصر رقمي)، وقدمتها المعنية بالجانب القرائي في مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي "إثراء" ريم الجوفي، وقالت خلالها: "لا يوجد هدف مباشر لاكتساب المعرفة، وللأدب قيمة تأثيرية عالية في الدماغ، بل والجسد كله يتأثر بقراءة الأدب"، مضيفة "إعادة قراءة الكتاب مهمة لاسيما وأنها تشبه العودة للحديث مع صديق تعرفه مسبقًا حيث لا وجود للرسميات بينك وبينه".
وحملت الورشة الثانية عنوان (كيف نصنع شخصيات قصصية لا تُنسى)، والتي أدارتها الكاتبة لأدب الأطفال واليافعين الأستاذة فاطمة يعقوب خوجه، وذكرت خلالها أننا نحتفظ في داخلنا بشخصيات قصص كتابية وأفلام شاهدناها منذ وقت مبكر من أعمارنا، ومازالت مخلدة عندنا، مبينةً أن طريقة بناء هذه الشخصيات المقنعة والمليئة بالأمالي ساهمت بشكل كبير في ذلك.
التدوين البصرية
أكد الفنان بندر سليمان أن الرسومات البصرية تعد اللغة الأسهل والأسرع في العالم، وذلك خلال ورشة العمل التي أقيمت ضمن فعاليات البرنامج الثقافي لمعرض جدة للكتاب، وحملت عنوان "التدوين البصري"، موضحاً أن الدراسات تشير إلى رفع نسبة الاستيعاب لـ 60% بعد دمج الرسم مع الكتابة ، وأبدى الفنان بندر سليمان اعتزازه بالتفرد عربيًّا كمتخصص يسعى جاهدًا لنشر هذا الفن، وتدريب المهتمين وتعليمهم مهاراته، مشيرًا إلى أن فن التدوين البصري ينضوي تحت فنون الأنفوجرافيك كأحد الفنون البصرية، لافتاً إلى افتقاد المكتبة العربية للكتب المتخصصة في هذا الفن واقتصارها على اللغات الأجنبية، ومتأملًا الدخول في مجال التأليف، وتأسيس أكاديمية متخصصة في فن التدوين البصري؛ كمشاريع مستقبلية تواكب اهتمامه بهذا الفن.
"جيل الطيبين" و"ذكريات الطفولة"
أعاد معرض جدة للكتاب 2022، الزوار من جيل الثمانينات إلى ذكريات الطفولة عبر العديد من الأجنحة المخصصة لعرض مجسمات الشخصيات الكرتونية التي كانت تُعرض على شاشات التلفزيون في تلك الحقبة، ويسلط المعرض الضوء على القصص المصورة (الأنمي) وفن المانجا، ومسيرة لأشهر أبطال القصص المصورة ، وقد جذب متجر "جزيرة الكنز" المخصص لبيع نوادر مجسمات شخصيات المسلسلات الكرتونية الكلاسيكية الزوار من مختلف الأجيال ، وكشف مالك المتجر فارس سمباوه بأنه حوّل شغفه الذي بدأ منذ الصغر إلى استثمار يهدف إلى إحياء الشخصيات الكرتونية القديمة، التي عاش معها جيلي الثمانينات والتسعينات، وتضمنت أعمال مقتبسه من حكايات وروايات عالمية و يُسجّل لمعرض جدة للكتاب جمعه الجيل القديم من عشاق المسلسلات الكرتونية الكلاسيكية الذي لازال يتذكر الشخصيات الكرتونية القديمة مثل سيلفر من جزيرة الكنز، ودايسكي من جرانديزر، وعبسي والدكتور رامي وعلام من مسلسل عدنان ولينا، مؤكداً على أن هذه العلاقة بنيت لعدة أسباب، منها روعة القصة وإبداع الرسومات والإخراج، إضافةً إلى الأداء المميز للدبلجة التي قدمت من خلال أصوات خيرة فناني الوطن العربي ومنهم: جهاد الأطرش، وحيد جلال، وأيمان هايل، وأمل حويجة، وجوزيف نانو.
"القصص القصيرة جدًّا" بين التأليف والنقد
في ندوةٍ حوارية ضمن فعاليات معرض جدة للكتاب استعرضا مارسيل العيد ومحمد عارف مشة استعرضا "القصص القصيرة جدًّا" بين التأليف والنقد واعتبرت القاصة السورية مارسيل العيد القصة القصيرة جدًّا بمثابة تحدٍّ للقاص لإثبات براعته، كونها تعتمد على الإيجاز والتكثيف اللغوي، باشتمالها على كلمات قليلة، تذهب بالقارئ بعيدًا إلى عوالم أخرى، عبر نافذة الخيال، ولهذا تعد متنفّسًا له، وذلك خلال ندوة حوارية بعنوان "القصة القصيرة جدًّا: في التأليف والنقد" التي أدارتها الدكتورة هيفاء الفريح، وشارك فيها أيضا القاص الأردني محمد عارف مشة، في إطار فعاليات البرنامج الثقافي لمعرض جدة للكتاب.
اللبنانية "الجندي" تصدح بـ"الفصحى"
أحيت الفنانة اللبنانية ولاء الجندي، حفلاً غنائياً بالفصحى، اليوم في قاعة المسرح الكبرى، التي امتلأت جنباتها بالحضور، حيث أدت عددًا من الأغاني الخاصة والعامة، وذلك ضمن فعاليات البرنامج الثقافي المصاحب لمعرض جدة للكتاب .
وبدأت الفنانة الحفل بأغنية "أمس انتهينا" للفناة اللبنانية فيروز، أعقبتها بمقاطع من "رباعيات الخيام" لأم كلثوم، ثم أغنية من أشهر أغانيها "منازلكم الغنائية"، كما قدمت عدداً من أشهر الأغاني لشعراء كبار أمثال الراحل أحمد شوقي، والتي لاقت تفاعلاً كبيراً من قبل الجماهير الحاضرة.
وكرُمت الجندي في وقت سابق من هذا العام، عن أدائها لقصيدة "لن أسلاكم" للشاعر الكويتي عبدالعزيز سعود البابطين؛ لفوز القصيدة بجائزة الأمير عبد الله الفيصل للشعر العربي، لفئة القصيدة المغناة. كما اشتهرت بإحيائها العديد من الحفلات الغنائية الكلاسيكية بالفصحى في الوطن العربي.
شعر العالم عبر وسيط
شهد معرض جدة للكتاب تنظيم ندوة حوارية بعنوان "شعر العالم عبر وسيط: الغاوي الأمين"، قدمها المترجم والشاعر حسن الصلهبي، وشارك فيها كل من الشعراء: اللبناني عباس بيضون، والتونسي آدم فتحي، والسوري نوري الجراح، وعدّ الشاعر عباس بيضون ترجمة أدونيس لشعر بيرس فتحًا في الشعر العربي، وقال إنه رغم الانتقادات التي طالته في وقتها إلا أنها خدمت القصيدة، مضيفًا أن الكثرة الكاثرة من الترجمات العربية لم تكن في المستوى المأمول، إلا أنها طورت لغة الشعر وتوجهاته والصورة الشعرية للقصيدة الحديثة، مؤكداً أن الترجمة هي تواصل بين اللغات، كما أنها مواجهة بينها، وزاد بأن الأعمال المترجمة تنبع من الأصل، ولكن مما يسميه حياته الثانية -أي النص-، فالترجمة هي قراءة ثانية للنص، واستحضار له في لغة مقابلة، وفي رده عن كيفية ترجمة الشعر وأثر الترجمات على لغة الشعراء العرب، قال: "القصيدة العربية في السنوات العشرين الأخيرة أصبحت متشابهة، وكل ذلك بتأثير الترجمات الشعرية، كأنما يغرفون من صندوق واحد".
وبدوره بيّن الشاعر حسن الصلهبي أن الحديث عن الترجمة الشعرية يأتي بوصفها مؤثرًا مهمًّا في خلق التواصل بين الثقافات، كما أنها تسهم في التعرف على رؤى متعددة وأفكار جديدة، وعدّ الترجمة عنصرًا أساسًا في تشكيل ثقافتنا وشعرنا ومشهدنا الثقافي. في حين استحضر الشاعر آدم فتحي مباراة المغرب الأخيرة في كأس العالم أمام بلجيكا، بوصفها نصًّا إبداعيًّا، وقال إن الترجمة هي أكبر رافد يمد لغتنا الأم بالطاقة والروح ويحرك فيها الثابت، مطالبًا المترجم بأن يترصد النصوص الملهمة التي تكون محملة باللقاح، كما أن عليه البحث عن نصِ يفجر الإبداع في لغته الأم ليجددها ويصيرها إلى حياة جديدة، معتبرًا أن النص وليمة والترجمة التهام للنصوص.
من جهته أكد الشاعر نوري الجراح دور الترجمة العربية في حفظ تاريخ الثقافات الإغريقية والفلسفية، قائلاً إن هناك تاريخًا كبيرًا للترجمة في الثقافة العربية، فيما نوّه بالمراحل المتعددة التي مرت بها حركة الترجمة، حيث أعيدت ترجمة نصوص كثيرة تكاد تكون مختلفة تمامًا عن ترجماتها السابقة.
السرد الحكائي بين الأدب والسينما..
استعرضت أستاذة الأدب الدكتورة فايزة الحربي، التقنيات السينمائية في بناء النص الأدبي، موضحةً أن النص الأدبي يعتمد على السيناريو بتقنية سينمائية، وهو المخطط الأساسي والوثيقة المرجعية التي يعتمد عليها المخرج، جاء ذلك في ورشة العمل التي أقيمت ضمن البرنامج الثقافي المصاحب لمعرض جدة للكتاب 2022، الذي يواصل فعالياته حتى السبت المقبل بتنظيم هيئة الأدب والنشر والترجمة في مركز "سوبر دوم" بمدينة جدة.
وأوضحت الحربي أن السيناريو قائم على الجانب اللغوي، ويعتبر تلاقيًا بين الأدب والسينما، ولا يختلف عن إعداد السيناريو الفيلمي، حيث يعتمد على الفعل والحركة وتعدد المشاهد التصويرية، مضيفةً: "هناك الكثير من الشعراء الذين استفادوا من السيناريو في كتابة شعرهم، فالقصيدة المطولة (أقوال جديدة عن حرب البسوس) لأمل دنقل، استفادت من السيناريو في انعكاس الأحداث وتنقلاته، وكذلك استفيد من هذه التقنيات في قصيدة (شنق زهران) بشكلٍ جمالي وغنائي، إضافةً إلى أسلوب البناء السردي للقصيدة".
واستطردت د. الحربي: "ومن ضمن التقنيات المونتاج الذي استفادت منه الفنون الأدبية، سواءً رواية أو شعرًا، ووظفته حتى أصبح أحد أجزائه المهمة في الرواية والقصائد المطولة"، مؤكدةً أن من الأسباب التي جعلت المخرجين يعتمدون على المونتاج هو توفير التنوع وتغيير المناظر، والتخلص من المقاطع غير المرغوب فيها، وإثارة الحدث، ومن القصائد المطولة التي اعتمدت على المونتاج قصيدة "سحيم" لغازي القصيبي، حيث نجد بها مشاهد درامية وحدثًا تاريخيًّا ورؤية حكائية.
قراءة اللوحة
أشار الناقد الفني الدكتور سامي جريدي، إلى أنه لا يمكن قراءة وفهم اللوحة بمعزل عن دلالات الألوان، وأن لكل لون قراءة مختلفة بحسب الثقافة التي ولد ونشأ فيها، وذلك خلال حديثه في ورشة بعنوان " كيف تفهم اللوحة التشكيلية"، ضمن فعاليات البرنامج الثقافي المصاحب لمعرض جدة للكتاب 2022 الذي تنظمه هيئة الأدب والنشر والترجمة تحت قبة "سوبر دوم" في جدة.
وطوّف د. جريدي في الورشة حول الأسس العلمية والعملية لفهم وقراءة لوحات الفنون التشكيلية، من خلال محاور عدة، من أبرزها: مفهوم العمل، والأبعاد الفلسفية، الدينية، السياسية، النفسية، الاجتماعية، الثقافية، والاقتصادية، فضلاً عن البعد الرمزي للعمل، كما تطرق إلى تعريفات الفن، والنظريات حول هذا الموضوع، مشيرًا إلى أن أبرز من عمل في هذا الحقل من أمثال اندست كايسيرر، وأفلاطون.
وتحدث د. جريدي عن الفن ما بين العاطفة والعقل والخيال، وما نتج عن ذلك من تعدد مدارس الفنون وتنوع مشاربها، واتجاهات الفن من التقليدي، مرورًا بالحديث، وصولاً إلى ما بعد الحداثة، متطرقًا إلى أعمال العديد من الفنانين العالميين، أمثال ليوناردو دافنشي، وبيكاسو، وغيرهما من المشاهير في هذا المجال، محدداً أساسيات فهم اللوحة التشكيلية، ومنها: الذوق، الإحساس العميق، المعرفة الثقافية، وسعة الاطلاع، إضافة إلى التجربة، والممارسة الفنية. قد شهدت الورشة مداخلات متعددة من قبل الحضور الكثيف.
صورة المرأة في الدراما
نظم معرض جدة للكتاب 2022 ندوة حوارية بعنوان "صورة المرأة العربية في الأعمال الدرامية"، والتي استضافت الفنانة المصرية المخضرمة يسرا، والفنانة المصرية شيماء سيف، وأدارتها الإعلامية سارة دندراوي، وسط حضوراً كبير من زوّار المعرض من المهتمين بالأفلام والسينما، وذلك ضمن فعاليات البرنامج الثقافي المصاحب للمعرض الذي يقام تحت قبة "سوبر دوم" حتى 17 ديسمبر الجاري.
وأكدت الفنانة المصرية "يسرا" على أن قضايا المرأة في الدراما أوصلت رسائل مهمة إلى المسؤولين في الدول العربية، حيث حققت نتائج مهمة في الانتصار للمرأة بالمجتمعات التي تسلب حقوقها، مشيرةً إلى أن أغلب الأفلام والمسلسلات تنحصر في حدود 30 قضية تتنوع بين المرأة في بعض الأحيان والرجل في أحيان أخرى. مشددةً على ضرورة اندماج الفنان في المشهد، وأن المشهد في الفيلم أو المسلسل ليس حفظًا للنص، ولكنه فهم وترجمة للسيناريو؛ حتى يتقن الفنان أداء أدواره بحرفية عالية، مشيرةً إلى أنه يجب على الفنان التعلم من الأخطاء التي وقع فيها في السابق.
وبدورها، قالت الفنانة شيماء سيف: "هناك جوانب حقيقية سوداء في المجتمع، ويجب تسليط الضوء عليها من خلال الدراما، حيث إن الدراما المحتوية على قضايا المرأة تتسبب في مراجعة القوانين العدلية وتصل إلى تغييرها في حال أصبحت قضية رأي عام". مضيفةً: "أطمح في المستقبل إلى تمثيل دور يركز على العنوسة، لإظهار الجانب الإيجابي للنساء اللاتي لم يحالفهن الحظ بالزواج لأي سبب كان، لأن هذه القضية لم تنل حقها في الدراما".
التحالفات المستقبلية بين التكنولوجيا والتسويق
أوضحت صاحبة السمو الملكي الأميرة ريم الفيصل، خلال الندوة الحوارية التي نظمها البرنامج الثقافي المصاحب لمعرض جدة للكتاب، بعنوان "مخيلة التكنولوجيا ولعبة التسويق: تحالفات مستقبلية: NFTs / Web3/ Metaverse"، وأدارتها الدكتورة آلاء المحمدي، أن هذه التقنيات من أحدث التقنيات التي يتوسع أثرها في العالم الافتراضي.
وأكدت على أن تقنية " البلوك شين"، أو "كتل السلاسل"، والتي هي عبارة عن تقنية لتخزين المعلومات، بطريقةٍ لا مركزية، وتحفظ المعلومات بطريقةٍ أكثر أمانًا، تعد هي اللبنة الأولى لثورة معرفية قادمة، مضيفةً أن من الأمثلة على هذا المجال العملات المشفرة كالبتكوين، وطريقة تحويل الأموال، والتعامل بين البنوك، لافتة إلى أن عدد من الجهات الحكومية والخاصة بدأت تعتمد هذه التقنية.
وانتقلت سموها في حديثها بعد ذلك إلى التعريف بتقنية "الإنفنيتي"، وهي الرموز غير القابلة للاستبدال والتقسيم، وأكثر استخداماتها في الأعمال الفنية والعقود الرقمية، كما ذكرت أن هذه التقنية سمحت للفنانين أن يدخلوا للعالم الرقمي، مثل فنون المجسمات واللوحات، لتكون فنونًا رقمية تباع وتشترى، وزادت: "تستخدم أيضًا في العقارات؛ لأنها تستخدم الرموز غير القابلة للتقسيم، وميزتها أن كل المعلومات التي توضع في العقد تظل محفوظة وتستمر حتى الممات".
وحول "الميتافيرس"، أشارت الأميرة الفيصل إلى أنه يعد تقنية لما فوق الواقع، كما يعتبر المدينة الحاوية لكل البناء الرقمي، مضيفة: "في حين يعتبر الويب3، جيلًا جديدًا من الإنترنت، وقد بدأنا به، ولكننا لسنا بصدد استخدامه، لأنه يحتاج لتبنٍّ عام، ويحتاج وقتًا على الأقل من - عامًا حتى يصبح مستخدمًا بشكل عام". وكشفت إلى أننا نستخدم البلوك تشين في تعاملاتنا بنسبة ،، في البنوك والفرص الاستثمارية والتجارية، كما أن هناك منصات تستخدم هذه التقنية، ومنها "اوبن سي، فاندويشن، ريبيلز"، كما تستخدم في التسويق للأعمال والمعارض، وأكثر منصة تدعم هذه التقنية هي تويتر.
وبينت سموها أن "الميتافيرس" سيغير أمورًا كثيرة في عدة مجالات، منها البنوك، حيث ستستغني مثلاً عن كثير من الفروع، وكذلك في الخدمات الطبية، التي تستخدم البعد الثلاثي، وأيضًا الجامعات في الدراسة عن بعد، مختتمةً حديثها قائلة: "إن أبرز التحديات لهذه التقنيات هي عدم المعرفة، فعلى الفرد الذي سيتعامل هذه التقنيات دراستها جيدًا، وأن يأخذ وقته في التعلم، حيث إنه يحتاج إلى ساعة على الأقل ليلم بجميع المجالات، لأن من المخاطر التي سيقع فيها غير الدارس للمجال هي سرقة الهوية والمبالغ المالية، على سبيل المثال".
"عروبة العراق: الثقافة والهوية"
ناقش مختصون إشكالية هوية جمهورية العراق، ومدى إمكانية استعادة عروبته، في ندوةٍ حوارية بعنوان "عروبة العراق: الثقافة والهوية"، ضمن فعاليات البرنامج الثقافي المصاحب لمعرض جدة للكتاب 2022، والتي أدارها الكاتب والإعلامي مشاري الذايدي، وشارك فيها كل من الباحث السعودي كامل الخطي، والمفكر العراقي رحيم أبو رغيف، والباحث العراقي الدكتور رشيد.
وفي بداية الندوة، استشرف رحيم أبو رغيف المستقبل بقوله: "إن العروبة متحققة، وإن ما يحدث هو حالة استلاب ثقافي عصف بالعراق، الأمر الذي أثار حفيظة المحيط العربي"، منوهًا إلى أنه بعد تكوّن مشهد سياسي جديد في العراق، بعد عام 2003، والممثل من ركنين، هما أحزاب إسلاموية، والآخر قومي، لم يجرؤ أحد على أن يتصدى لولادة حزب له توجه عربي.
وفي المقابل لفت الدكتور رشيد خيون، إلى أن الحديث عن عروبة العراق لم يأت إلا وهناك مشكلة في الأساس، منوهًا إلى أن القومية العربية قبل 2003 قدمت بشكلٍ شرس، ومضيفًا: "إن أي تغيير في النظام العراقي، سواءً كان ذلك بسقوطه، أم بتغيير توجهاته فإن ذلك سيؤثر بشكل كبير على العراق"، مشدداً على أن الطبقة الفاسدة تستقوي بالنظام الإيراني، وبالتالي سوف تسقط تلك الطبقة مع سقوط النظام الإيراني. واستدعى خيون تأثير دخول الفرس بأعداد كبيرة إبان فترة الخلافة العباسية، التي امتدت لـ 534 عامًا، منوها بأن الصراع الحالي ليس فارسيًّا عربيًّا، لكنه إيراني عربي، كما لفت إلى تعقد المشهد في العراق والحاجة إلى زمن لإحداث التغيير.
واتفق كامل الخطي مع خطورة التدخل الإيراني في العراق، قائلاً: "إنه منذ عام 1979م وعروبة العراق تتعرض لتهديد إيراني، وإن إيران لا عمق مذهبيًّا ولا عرقيًّا لها في العراق، لذا فهي تخطط لأن تدحرج كرة النار من الداخل العراقي إلى باقي الإقليم"، لافتاً إلى أن ثمة قبائل عربية زالت في الجزيرة العربية؛ لكنها مازالت موجودة في العراق، مثل خزاعة وربيعة وبني أسد، التي تؤكد عمق عروبة العراق، ولم يحسن استغلا تأثيرها، مشيداً بحراك تشرين الذي أنشأ لنفسه مشروعية ذات مرجعية وطنية يتشرف بالانتماء إليها.
البرامج الرياضية وثقافة الشباب
سجّل الوسط الرياضي حضوره في معرض جدة للكتاب 2022، عبر ندوةٍ حوارية بعنوان "ثقافة البرامج الرياضية وأثرها على الشباب" التي جاءت ضمن البرنامج الثقافي المصاحب للمعرض وأدارها الإعلامي الرياضي سلطان الغشيان، واستضافت؛ مقدم البرامج الرياضية وليد الفراج، ومحمد المسحل، والدكتور سلطان اللحياني.
وفي بداية الندوة، استهل "الفراج" الندوة بشكره لوزارة الثقافة، ممثلة في هيئة الأدب والنشر والترجمة، على الاستضافة، وعلى الدعم الكبير للثقافة والإبداع، مشيرًا إلى أن تأثير الإعلام المرئي لم يعد كما كان سابقاً، بعد دخول برامج "التواصل الاجتماعي" المتنوعة إلى المشهد الإعلامي، حيث أصبحت حاضرة بقوة بما يتطلب التعامل معها بحرفية وانتباه عالٍ. منتقداً خلال حديثه، برامج الرياضة التي تبث على العديد من القنوات الرياضية، لعدم قدرتها على التأثير وتقديم الجديد، معللاً ذلك بقوله: "لأنها برامج تضم أشخاصًا لا يحملون أي خبرات، ولا يضيفون أي جديد"، مستدركًا تعميمه باستثناء "برنامجين أو ثلاثة، أما البقية فغير مؤثرة"، على حد قوله.
من جانبه، قال "المسحل": "هناك تأثير كبير من البرامج الرياضية على الوعي وثقافة الشباب، حيث يتابعها الشباب بشغف منذ سن الـ 15 وحتى سن الـ 40، فالبرامج الرياضية دورها التوعوي كبير، ولابد أن تكون صاحبة مصداقية لدى الجمهور فيما تطرح، وعليها أن تُحسن اختيار الضيوف، كما لابد أن يكون هناك حضور واهتمام من قبل وزارة الرياضة، والاتحاد السعودي، واللجنة الإعلامية السعودية، بوضع البنية التحتية التي تسهم في ذلك". واستطرد: "الرياضة ليست كرة قدم فقط؛ إنما ألعاب مختلفة، فدورة الألعاب الرياضية التي اختتمت أخيرًا في المملكة حققت نجاحًا كبيرًا، فلذلك لابد أن تحظى كل الألعاب بالمتابعة بدون تحزب لكرة القدم، والرياضة ليست ترفيهًا؛ بل هي حياة وصحة للإنسان".
أما د. اللحياني فقد ارتأى أن المشاهد يحتاج للمصداقية في البرامج الرياضة، مشيراً إلى أن التعصب من أي قناة يبعد الجمهور عن متابعتها. وقال عن أثر البرامج الرياضية على اللاعبين: "اللاعب قد يتأثر بما يعرض في القنوات الفضائية ومواقع التواصل الاجتماعي، ففي السابق لم يكن هناك سوى بعض البرامج الرياضية والصحف، أما في الوقت الحالي فمواقع التواصل الاجتماعي تأثيرها كبير على اللاعب، وقد يستفيد اللاعب من النقد، كما قد يؤثر ذلك سلبًا عليه".
مراحل الكوميديا في العالم العربي
كشف الفنان المصري محمد هنيدي، خلال ندوة "مراحل الكوميديا في العالم العربي" التي أقيمت بمعرض جدة للكتاب، بمشاركة الممثل السعودي إبراهيم الحجاج، وأدارها الفنان ياسر بكر، عن تحضيره لفيلمٍ جديد يجري الإعداد له حالياً، وسيصور خلال الأشهر القليلة المقبلة في المملكة.
وأشاد هنيدي بالحراك الثقافي السعودي، مثمنًا جهود وزارة الثقافة في النهوض بالسينما والإبداع من خلال إقامة مهرجانات الأفلام واستقطاب كبار الفنانين الأجانب والعرب، مما يسهم في تقديم مواهب جديدة، وصقل المواهب الحالية، في كافة التوجهات السينمائية، سواءً في مجال الكوميديا أو في مجال الرعب، وغيرها من المجالات، وأضاف: "الممثل الكوميدي على منصات التواصل الاجتماعي يختلف كثيرًا في عمله عن الممثل في الأفلام والمسلسلات ذات الطابع الكوميدي، حيث إن ممثلي التواصل يعتمدون على المقاطع الصغيرة والسريعة". مواصلاً حديثه: "تاريخ الكوميديا قديم، ويعتمد على فكاهة الشعوب أنفسها، وفي عهدنا هذا تعتبر مزدهرة جدًّا، لكثرة المواقف التي من خلالها تبنى المشاهد الفكاهية، والكوميديا شكل واحد لا تختلف بين المجتمعات، ولكن تختلف في اللهجة".
ومن جانبه، بيّن الممثل الكوميدي السعودي إبراهيم الحجاج أن خشبة المسرح هي نقطة انطلاق الفنان، ومنه يبدأ نحو السينما والتلفزيون والمنصات الرقمية، مفيداً بأن المواهب الفنية في السعودية بدأت تزدهر، بسبب ازدهار الهيئات الثقافية المتنوعة. ومحذراً كافة الفنانين من الوقوع في حفرة التعالي على الجمهور، معتبرًا ذلك مقبرة للممثل، وطريقًا للهاوية، مؤكدًا على أن تقييم الأدوار الكوميدية يأتي من خلال ردود أفعال الجمهور، والكوميديا لا تدرس، وإنما هي موهبة لدى الشخص، وتصقل لتظهر احترافية أكبر أثناء تأدية الأدوار.
تجارب وشهادات عمالقة المقالة العربية
نظم معرض جدة للكتاب ندوة حوارية بعنوان "ما لم تقله المقالة.. تجارب وشهادات عمالقة المقالة العربية" ضمن البرنامج الثقافي المصاحب للمعرض والتي أدارها الأكاديمي الدكتور محمد الخازم، وشخّص خلالها الكاتبين اللبنانيين سمير عطا الله، وحازم صاغية، واقع الصحافة الورقية، ومستقبل المقالات القصيرة.
ففي البداية قال الكاتب سمير عطا الله إن الصحافة الخليجية، والسعودية تحديدًا، قفزت للمراتب الأولى بعدما قدمت للعاملين فيها العيش الكريم والاستقرار الوظيفي والكرامة والشهرة في العالم العربي، وهو ما انعكس بدوره على مستوى الصحافة، مؤكدًا أنه الآن أكثر حرية في الشرق الأوسط عما كان قبلها، مشيراً إلى أن الصحافة الورقية ما زالت باقية، مطالباً بعدم التخلي عنها، ومرجعًا الفضل إليها في تحسن الوضع الاجتماعي، إضافةً إلى فضلها على اللغة، مؤكدًا استمرار المقالة القصيرة، وأن الظواهر الحديثة مثل تويتر وغيرها لن تدوم.
وبدوره ربط اللبناني حازم صاغية تطور الصحافة باستقرار البلد الذي تصدر فيه؛ لأن المهن في نظره لا تنمو في عالم غير مستقر، مؤكداً أن كاتب المقالة يعجز أحيانًا عن استشراف المستقبل لغياب العقلانية، موافقاً على ما ذهب إليه "عطالله" من عدم زوال المقالة، قائلاً: "المقالة الصحفية لن تندثر، ولكن يجب أن تتغير لتبقى"، كما طالب بالتركيز على التحليل أكثر من استشراف المستقبل، مقراً بتراجع الصحافة الورقية، وأن زوالها مرحلة انتقالية تتعايش فيها أجناس مختلفة.
وشهدت الندوة مداخلة للشاعر اللبناني شوقي بزيع الذي كان من بين الحضور، وأشار خلالها إلى أن الفضل الكبير للصحافة على اللغة العربية، قائلاً: "اللغة العربية كانت معدمة قبل ظهور الصحافة"، مستشهدًا بمستوى المخاطبات الرسمية قبل ما يقارب القرن، حيث كانت مهلهة وتعاني من رداءة الصياغة، مضيفاً أن الصحافة صاغت لغة ثانية زاوجت فيها بين الفصحى والعامية، كما أنها اختراع دائم للغة، ومن ذلك تحويل الكتّاب مقالاتهم إلى كتب.
الفنان أحمد حلمي و مدينة جدة
كشف الفنان المصري أحمد حلمي خلال ندوة "حلمي حلمك: محطات ملهمة في مسيرة أحمد حلمي"، التي أقيمت بمعرض جدة للكتاب 2022، وحاورته خلالها الإعلامية سارة عبدالعزيز، عن تفاصيل عمله القادم، الذي يحمل بصمات شخصية "بلطجي" يتعامل بسلوك "سايكو"، يبطش ويغرق في ظلم الناس وأولاد الحي.
وأوضح "حلمي" أن المملكة العربية السعودية تشهد نقلة نوعية على كافة الأصعدة، مبيناً أن السينما والأفلام تطورت بشكل ملحوظ؛ بفضل الدعم الذي أولته الثقافة لهذا القطاع الناشئ. وقال: "قضيت فترة المراهقة بمدينة جدة بحي بني مالك، ثم انتقلت لحي الشرفية، ومنه إلى حي الروضة، وأعتبرها جذوراً لي في السعودية، كونت خلالها صداقات كثيرة". مضيفًا: "سكنت جدة 10 سنوات، في كل عام كنت أغيب عنها شهرًا واحدًا فقط، وهو شهر الإجازة السنوية، أما 11 شهرًا المتبقية من العام فتكون في الفصول الدراسية".
وأشار إلى أن الأعمال الفنية عمومًا هي نتاج تجارب شخصية، وأن بعض أعماله تشبهه في الواقع، ومن ذلك فيلم "آسف على الإزعاج"، حيث كان متأثراً بقصة وفاة والده لأنه شديد التعلق به، وكذلك "عسل أسود" والذي أتى على خلفية الأحداث الجارية في جمهورية مصر، وبسبب عشقه لوطنه الذي كان سببًا في هذا إنتاج الفيلم، وبعض الأعمال كانت مواكبة بالصدفة لحدث ما في حياته.