سيدتي
أنا وأنتِ والكتابة بيننا
في حالة غيمة واغماء
تتراكم السحب في سماء أعماقي ويبدأ بريقها الزجاجي في عينيي وتستبيح رعودها حنجرة صمتي ثم يهطل المطر دموعاً ... دموعاً!
ويصعقني أنين حنين اليك لا حيلة لي فيه وإن حاولت كتم صوتي بابتلاع العبرات!
فيبلل المطر الوجان وتتساقط مثل حبات البرد على ظاهر يدي المرتعشة الممسكة بإصبع يدي السادس متوهما أنني ممسك بمظلة المطر ولكن!
إصبع يدي السادس شوكة تنغرس في غيمة جراح قلبي فتنثر مائها على أكباد أوراقي فتصرخالحروف والكلمات ألمًا من شدة سياط الظمأ ...!!!
سيدتي
أنا وأنتِ والكتابة بيننا
في حالة غيمة واغماء
وهذا المطر الأزرق قبل أن يهطل
وهذا المطر الأزرق أثناء الهطول
وهذا المطر الأزرق بعد أن
يكون أمام ناظري وناظريك
زخات . زخات.. زخات ..فتتكون بحيرة المرايا !!
هذا المطر الأزرق هو رحيق قلبي!!
لا أريده أن يكون العطر في قواريرك
ولا رماده في مكحلة عينييك
ولا الماء البارد في كأسك
ولا الماء المغلي في فنجان قهوتك
إنها دموعي وإن كانت
لا أجلك فهي ليست لك !؟
سيدتي
أنا وأنتِ والكتابة بيننا
في حالة غيمة وإغماء
حين يعتريني الضجر وأنا جالس أكتب أقوم واقفًا أحاول أن أرسم لوحة في المرآة لوجهي المزيف بابتسامة بلا بكاء
وأرتب هندامي وأصفف شعري وأتأنق أناقة السعداء وأنا لست منهم!!
أبدع في رسم وسامتي وبهجتي امام مرآتي كأن خيالي انطلق من قفص الكآبة والألم الى أجواء بيضاء صافية بلا غيوم!!
سيدتي
عذرا لن أهديك ما رسمت ولا صورتي بالشخصية السعيدة التي تقمصتها لأني أحببت نعيم هربت اليه في لحظة من حرماني وتعاستي!!
ولأني ما اعتدت الكذب عليك!
فلوحة "أكذوبة سعادتي
" مثل لوحة " حقيقة حزني"
ولأني ...ولأني ...ولأني
لا أريد أن تصلب صورتي في البوم الصور التي على قيد الحياة لديك!
سيدتي
البوم صورك لن يكون فيه صورة واحدة" لشمعة صغيرة "كانت بيننا طيلة ساعات الليل وتطفئها أنفاسنا وانفاس الفجر!
ولن يكون فيه صورة لرغيف البوح الذي كنا نقتات منه بشوكة صمت وملعقة كلام!
البوم صورك من الغلاف الى الغلاف تملاه صورك الجميلة مع أناس من حولك بعدي!
صورتك وانت حسناء على كرسي تسريحة غرفتك وقلم الكحل لون منابت أهداب عينيك!
صورتك وأنت ضاحكة وجوالك بيدك تصوري باقات ورد أهديت اليك!
وصورتك المميزة وأنت صامتة والبسمة بين شفتيك تكاد تبدو وتكاد تختفي!
سيدتي
أنا وأنتِ والكتابة بيننا
في حالة غيمة واغماء
حين تعتريني نوبة الكتابة
أجد نفسي أمهر فنان لأجلك
أضع لك بين سطوري سريرًا
صنعته من أغصان أسرار ألفتنا!
واضع لك ساعدي كي تتوسدي عليه وألحفك بمعطفي الوحيد!
ومن جنوني فيك أتخيل أثناء الكتابة
أنك تجلسي بقربي ويدك تطوق عنقي!
ونظراتك تتبع نقوش قلمي.
تبكيك بعض الجمل والمفردات حين أبوح
بحنين اليك وحرمان منك وبعض مواجعي!
وتعانقينني كلما ضحكت الكلمات وصمت
الجرح وجفت الدموع وسرى دفء الحنان بيننا!
سيدتي
أنا وأنتِ والكتابة بيننا
في حالة غيمة واغماء
طقوس الكتابة لدي غريبة.. لغز لا أعرف له حلا!!!
حين أكتب أتخلص من ساعة يدي حتى
يكون عمر اللقاء بطيفك طويلا.. طويلا!!
وأضع قارورة عطري وكأس من الماء.. وحين أتخيلك بدلالك بين السطور أرش عليك من العطر وأنت العطر!
وان رأيتك تائهة في صحراء شوارد خاطري
أسكب قطرات الماء
على حروف أسمك حتى
لا تظمي وأضع حروف النداء أمام أسمك كي تعودي إلي!!
فتذوب حروف أسمك ويبقى لك مني الماء والعطر!!أما أنا.. أبقى وحيداً أجدف في بحر الكلام تحت زخات الظمأ !
زخة الوداع
أحببتك يوما وكفى وبقية الأيام بكاء !!
** **
عازف الصمت عبدالعزيز حمد الجطيلي - عنيزة
ayamcan@hotmail.com ** ** twitter: @aljetaily