ماذا لو استيقظنا بلا ذاكرة كيف ستكون هي اللحظات الأولى أو الساعات أو اليوم الأول بأكمله؟ من فضلك دعني أجيب عنك: أعتقد أنه سيكون يوماً ممتعاً للغاية حيث إننا لأول مرة نتعرف على الأشياء من حولنا وتغمرنا الدهشة في رؤية الرياح تراقص الأشجار وزخات المطر تملأ المكان وأشعة الشمس المتسللة بين السُحب الرُكامية تثير إعجابنا وهناك أسراب الحمام تحلق عالياً يا له من منظر خلاب كل ذاك ونحن نحاول اكتشاف ماهية الأشياء وكيفية التعامل معها؟
نعم ذلك الخيال قد يشعرنا ببعض من البهجة لكن كيف بنا لو جعلنا الاستمتاع باللحظة (أسلوب حياة)؟ فهو طريق ووسيلة بسيطة جداً من خلالها نستطيع أن نقضي على الكثير من القلق والتوتر فكل شيء يحدث في الوقت المحدد له فلسنا بحاجة إلى ضياع وقتنا بالذي مضى واستنزاف طاقتنا بغرض معرفة القادم المجهول من حياتنا، البقاء في أروقة الماضي والقلق بشأن المستقبل يحرمنا الحياة الحقيقية التي يجب أن نعيشها، لذا نحن نملك هذه اللحظة فقط ومن الأهمية بمكان أن نعرف كيف نستمتع بها بدون أي تكلف أو اصطناع.
فعلى سبيل المثال وهذا دائماً ما يواجهنا بشكل متكرر عزيزي القارئ اذهب إلى أي منتزه أو حديقة أو ما شابه وألقِ نظرة نحو الأطفال قليلاً وكيفية تعاملهم مع الألعاب الموجودة ستجدهم بكل بساطة يقضون الساعات تلو الساعات في اللعب بلا كلل ولا ملل مع وجود الكثير من المتاعب.. لماذا؟ لا يوجد تفسير لذلك سوى أنهم يستمتعون بتلك اللحظات بكل تفاصيلها، وبالمناسبة اللعب ليس مقتصراً على الأطفال فقط بل انه يعد مصدراً مهماً للكبار في علاج التوتر والقلق حيث إن ممارسة الألعاب المسلية تؤدي إلى إفراز هرمون الإندروفين وهو أحد أهم الهرومونات الموجودة في جسم الإنسان حيث إنه يقلل من التوتر ويعطي شعوراً بالسعادة.
الاستمتاع بالحياة يبدأ من خلال تغيير طريقة تفكيرنا ورؤية الأشياء مجدداً بنظرة أكثر إيجابية هذا لا يعني تجنب أو تجاهل الأشياء السلبية الموجودة فهي بطبيعة الحال واقع نعيشه فالتفكير الإيجابي يقتضي التعامل مع المواقف السلبية بشكل واقعي وبناء.
أخيراً ثق دائماً أن الحياة مستمرة ليست متوقفة في زمن معين وكذلك التطور مستمر فالسعي وراء التغيير مهم وإلا ستصبح الحياة أقل متعة.