عثمان أبوبكر مالي
يتعرَّف العالم اليوم على الطرف الثاني لمباراة نهائي كأس العالم لكرة القدم في قطر، ويتم إسدال الستار على (أفخم) نسخة للبطولة في تاريخها الأحد القادم بلقاء السحاب المنتظر.
أكثر ما يُقال عن البطولة من غالبية من يتحدثون عنها، أنها (بطولة المفاجآت) استناداً إلى الكثير من الأحداث التي حصلت فيها، وبعض نتائج التأهل للأدوار المتقدمة في البطولة ومن ثم نصف النهائي.
من وجهة نظري - المتواضعة - البطولة تجاوزت في حداثها أن تكون بطولة المفاجآت، فما حصل فيها يفوق ذلك كثيراً، ويرتقي إلى مستوى يمكن أن أطلق عليه بطولة (كسر المألوف) في مباريات كرة القدم عموماً، وكأس العالم (فيفا) على وجه الخصوص، وهو ما يمكن استعراض بعض منها هنا على عجالة:
كسر المألوف حدث قبل أن تبدأ وتنطلق البطولة، وذلك بإعلان اختيار ملف (الدوحة) للاستضافة، لتُقام لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط، وأول مرة في دولة عربية خليجية، وتبع ذلك تغيير - ولأول مرة - موعد إقامتها ليكون في أول الموسم الرياضي، وتقريباً في الربع الأول منه، مما جعل جميع المنتخبات في شبه كامل جاهزيتها البدنية واللياقيه، وليصادف ذلك أيضاً فصل الشتاء في المنطقة، والمألوف سابقاً إقامتها في موسم الصيف الساخن، فأقيمت في الفترة من 20 نوفمبر الماضي وتختتم في 18 ديسمبر الجاري، وكانت تُقام سابقاً في الفترة ما بين يونيو ويوليو، أيضاً لأول مرة تتضمن قائمة المنتخبات المشاركة (26) لاعباً لكل فريق، في حين كان العدد سابقاً (23) لاعباً، وحتى التبديل في المباراة الواحدة ارتفع إلى خمسة لاعبين، بدلاً من ثلاثة كان مسموحاً بهم سابقاً، وشهدت مباراة إيران وإنجلترا في الدور التمهيدي حدثاً (تجاوز المألوف) عندما غير الأول ست تغييرات في المباراة، وذلك بعد إصابة حارسه (إصابة بليغة) واستبدل في الشوط الأول، وحسب الأنظمة فهذا تغيير اضطراري، لا يحتسب ضمن الخمسة المسموح بهم.
على صعيد المستطيل الأخضر، بدأ كسر المألوف أيضاً مبكراً، بهزيمة منتخب الدولة المضيفة في المباراة الافتتاحية (لأول مرة)، حيث خسرت قطر أمام منتخب الأكوادور(1-2) قبل أن يغادران معاً، واستمر كسر المألوف في اليوم الثالث للمواجهات، عندما خسر منتخب الأرجنتين (المرشح للقب) مباراته الافتتاحية أمام الأخضر السعودي بهدفين مقابل هدف واحد، وكان من كسر المألوف تصدر منتخب آسيوي آخر هو منتخب اليابان مجموعته في الدور التمهيدي (المجموعة الخامسة) بعد أن هزم ألمانيا وإسبانيا.
أكبر من المألوف أيضاً في المونديال، ما احتسب من وقت بدل ضائع في المباريات، حيث بلغ مجموع الدقائق (الوقت بدل الضائع) التي احتسبها الحكام في دور المجموعات فقط (525) دقيقة بالتمام والكمال، وهو ما يعادل قرابة (6 مباريات) إضافية، ومن كسر المألوف في البطولة تأهل أربعة منتخبات من قارة آسيا (اليابان وإيران وكوريا الجنوبية وأستراليا) إلى المرحلة الثانية (دور الستة عشر) ومن ما هو غير مألوف تأهل أربعة منتخبات من ثلاث قارات وهي المغرب (إفريقيا) وفرنسا وكرواتيا (أوروبا) والأرجنتين (أمريكا الجنوبية) إلى الدور نصف النهائي (دور الأربع) كأكبر كسر للمألوف في أجمل نسخة من البطولة، وهذا يحدث للمرة الثانية في تاريخ البطولة، حيث كانت المرة الأولى عام 2002م في مونديال (كوريا واليابان) عندما تأهل منتخب اليابان إلى هذه الدور إلى جوار منتخبات البرازيل وألمانيا وتركيا (على الترتيب).
كلام مشفَّر
- بإذن الله تشهد البطولة ما هو أكبر من كل مألوف فيها حتى الآن، من خلال منتخب المغرب الشقيق (أول منتخب عربي وإفريقي) يصل إلى نصف النهائي، و(ما زال.. ما زال) أمام ليوث الأطلس، وعلى الأقل فرصة تحقيق ميدالية في المونديال ليكون أول منتخب يفعلها من خارج القارتين أوروبا وأمريكا الجنوبية.
- من المألوف جداً في عالم كرة القدم أن تتم إقالة المدرب بعد الفشل في تحقيق أهداف المنتخب الذي يدربه، أو أن يقدم تماشياً مع (بروتوكول) المدربين، خاصة بعد المشاركة في المونديال، الذي يعد (مقياساً) حيوياً كل أربع سنوات لمعرفة مدى نجاح عمل اتحاد اللعبة والمدرب معاً من عدمه.
- قبل انتهاء المونديال ذهب ثمانية مدربين (ضحية) للفشل وهم: تيتي (البرازيل) أنريكي (إسبانيا) لويس فان خال (هولندا) مارتينو (المكسيك) كيروش (إيران) مارتنيز (بلجيكا) بينتو (كوريا الجنوبية)، اوتو ادو (غانا).