عبدالعزيز المعيرفي
تمثل المعارض والمتاحف جزءاً رئيسياً من الوجهات السياحية في كل دولة حول العالم، واليوم مع التوجه الكبير للاستثمار السياحي في المملكة فإنه لابد أن يكون هناك خطة إستراتيجية لإقامة معارض ومتاحف دائمة في كافة المجالات، فهي لا تغدو كونها معلماً سياحياً فحسب بل رافداً اقتصادياً يصنع العديد من الوظائف وكذلك يساهم في إثراء تجربة السياح للتعرف أكثر على ما تحتويه المملكة من موارد طبيعية ومقدرات اقتصادية وثقافة أصيلة.
عند زيارتي إلى إحدى الدول الآسيوية وجدت لهم متحفاً ومعرضاً متكاملاً للذهب يستعرض كيفية استخراجه وأبرز المنتجات والمسوغات الذهبية ومتجراً للهدايا والمنتجات على الرغم من أن إنتاج هذه الدولة من الذهب قليل وليست من الدول المعروفة إلا أنها صنعت من المتحف وجهة سياحية يتم الترويج لها بامتياز وهذا ما نحتاجه اعتماداً على الميزة التنافسية الموجودة في كل مدينة من مدن المملكة.
إننا بحاجة إلى معارض ومتاحف في مجالات متنوعة لتكون وجهة سياحية في كل مدينة ومحافظة وهنا يأتي دور هيئة المتاحف ووزارة السياحة في تحفيز الشركات الرائدة لتتبنى إنشاء هذه المعارض والمتاحف فعلى غرار معرض الطاقة في الظهران والذي يستعرض كل تفاصيل إنتاج النفط واستخراجه ومنتجاته فنحن أيضاً بحاجة إلى وجود معرضٍ للقهوة في جازان ومعرضٍ للذهب في مهد الذهب ومعرضٍ للزيتون في الجوف.
من التجارب الرائدة التي سعدت بها كانت تجربة زيارة مزارع شركة المراعي قبل عدة سنوات حيث جهزت الشركة معرضاً متكاملاً داخل مجمعها في الخرج إضافة إلى مسار متكامل داخل المزرعة يعرف الزائر برحلة إنتاج الغذاء بمختلف أصنافه والحقيقة كانت تجربة مميزة وأعتقد أنها وجهة سياحية جاهزة للتعريف بما وصلت له المملكة من تقدم في مجال الصناعات الغذائية وأتمنى أن يتم الترويج للمراعي كإحدى الوجهات السياحية في الرياض والتي نحن بحاجة للمزيد منها مستقبلاً.