علي الخزيم
(ابتهال النصير) فتاة من شمال المملكة أُبتُلِيَت بإصابات ببصرها أثناء دراسة الطب بجامعة الحدود الشمالية ممَّا شكَّل عائقاً أمامها لتحقيق هذا الحلم والمبتغى، لكنها لم تنثني أو تيأس؛ فبمساعدة النظارة على محدودية فائدتها تعلمت لغة برايل للمكفوفين، وحوَّلت دراستها لتحصل مؤخراً على درجة البكالوريوس بإدارة الأعمال، وتكمل حالياً درجة الماجستير بتخصص القانون بجامعة الملك سعود، تقول عن قصتها مع الإرادة وتحقيق الطموح لتكون مثلاً يُحتذى: (إن ما حدث كان تحدياً كبيراً ولكن الثقة بالله ثم الدعم حفَّزني أن أصنع الفرق وأُحوِّل التحدي إلى حافز والصعوبات إلى دافع وأتطوع لخدمة أقراني من فاقدي البصر وأعكس صورة حسنة عنهم وقدرتهم على صناعة الفرق بجميع الظروف متى ما تمت تهيئة الظروف ومثلما تحقق معي)، ومثلها السيدة السبعينية المثابرة (وقيفة الرويلي) التي تحترف ببراعة حياكة وخياطة المنسوجات التراثية رغم فقدها البصر معتمدة على حاسة اللمس فقط، كما تُجيد نظم قوافي الشعر مُنمَّقة كنظمها المنسوجات مُزركشة.
وتُعرِّف الأمم المتحدة الإعاقة بأنها حالة أو وظيفة يُحكم عليها - بالأداء الفردي - بأنها أقل قدرة قياسا بالمعيار المستخدم لقياس مثيلاتها بذات المجموعة، وأن صاحبها أقل حظاً من غيره فيما يخص الحالة الصحية والإنجازات التعليمية وفرص العمل، كما أنه - غالباً - أشد فقراً مقارنة بغيره، ويُعَد اليوم الثالث من ديسمبر من كل عام يوماً عالمياً لدعم ذوي الإعاقة أو (ذوي الاحتياجات الخاصة)، ويهدف لمزيد من الوعي والفهم لقضايا الإعاقة وتصميم الوسائل والبرامج المناسبة المُعِينة لهذه الفئة على العيش الكريم ونيل حقها من أسباب الحياة، وادراجهم ما أمكن بمجالات الأعمال والحياة العامة ولشغل وظائف حيوية ثقافية وسياسية وتجارية ونحوها، وتتنوع وتتجدَّد موضوعات اليوم العالمي لدعم هذه الفئة مع تجدد الأعوام، كما يتم تحسين وتطوير المحاور والموضوعات السابقة لتكتمل فوائدها وعوائدها للفئة المستهدفة، فقد بات من الضروري جداً التركيز من قبل جهات الاختصاص وكافة الداعمين من المؤسسات الرسمية والأهلية وزيادة مساحة فهم الإعاقة كجزء من أحوال الإنسان؛ فالكل معرض لنوع من الإعاقة المؤقتة أو الدائمة بوقت ما مِن عمره، وهذا ما يدعو الأمم المتحدة ومنظماتها المتخصصة لحث الدول التي تتوافر بها آليات كافية لتلبية احتياجات ذوي الإعاقة لمزيد من الجهود لتكامل الخدمات الموجهة لهذه الفئة الغالية، حيث أن من أبرز أهداف يومهم العالمي فهم قضاياهم لضمان حقوقهم؛ وتمكينهم للمُضِي بثقة وثبات نحو مستقبل مُطَمئِن مُستقر والحصول على أفضل الخدمات دون عناء وتمييز، ولتعزيز الثقة والمثابرة بنفوسهم حين اشراكهم بالأنشطة المجتمعية والتنموية المتنوعة، والعمل الجاد على كسر الحواجز وهدم العقبات الحائلة دون تفاعلهم مع البيئة المجتمعية.
ولهذا كانت الدعوات متكررة بكل مناسبة وتَجمّع من اجل هذه الفئة الغالية موجهة بالخصوص لهيئات الأمم المتحدة ومنظمات المجتمع المدني والمؤسسات الأكاديمية والقطاع الخاص لإبراز اليوم الخاص بهم في سبيل مزيد من الدعم وتشجيع الجهود الرامية لتعزيز مكانهم بين صفوف المجتمعات، وتكثيف التعاون مع المنظمات المعنية بهم لتعميم الفعاليات والأنشطة بهذا الاتجاه.