ما أنقله هنا ليس من نسج الخيال وإنما واقع مأخوذ من فم الحقيقة.
القصة باختصار سأطرحها من ثلاثة فصول.
أحدهم كان يشتكي من ألم في أحد أسنانه ولا يكاد ينام بسببه واستمر لأيام، وكانت الظروف آنذاك قاهرة, العيد أقبل وأغلب العيادات أغلقت أبوابها قبل العيد خصوصًا الحكومية في مدن من مدن المملكة.
الفصل الأول
ذهب إلى طبيب متخصص وعند حضوره وهو يتألم قال له الطبيب إن الأدوات الكافية غير متوفرة وموقع السن صعب, وأرشده إلى طبيب استشاري.. وكان تصرف الأخير أسوأ من الأول!
الفصل الثاني
حضر إلى الموعد قبل حضور الطبيب. تأخر الطبيب وعند قدومه لم يعتذر على تأخيره. وبعد أن شخّص الحالة التي يُرثى عليها استعرض معه نبذه عن سيرته العلمية والعملية.. أنا أعمل منذ 20 عامًا و و و و.. إلخ.
... وبعد أن انتهى قال اليوم لا يمكن العمل لأن اليوم للاستشارات فقط!
سأله المريض: - ماذا أفعل؟
قال الطبيب:- تحمَّل الألم.
الفصل الثالث
طبيب عام في مقتبل عمره وفي أولى أعوام مسيرته العملية
بعد أن قام بالتشخيص عالج السن فورًا.
الخلاصة
تعلّمنا جميعًا كأطباء بأن الطب مهنة إنسانية في المقام الأول قبل كل شيء وإيقاف النزيف أو الألم أولوية قصوى لدى الطبيب وعند الشكوى من ألم لا يهم المريض تاريخ الطبيب العلمي والعملي, كُل همِّه ذهاب ألمه, بالإضافة إلى نقطة مهمة أن الطبيب العام من الممكن أن يقوم بعمل أفضل من المتخصص أو الاستشاري.. كذلك يحبه مرضاه أكثر لأنه بكل بساطة يتعامل معهم بإنسانية صادقة وواضحة.