حمّاد بن حامد السالمي
اللهم ارحم الخال (عبدالرحمن بن ريشان السالمي- أبو جميل).. غادر دنيانا الفانية قبل أيام فارطة. عاش حياته بكل عصامية. قال عنه ابن الأخ الشاب النبيه (عادل)؛ وهو يقدم لمرثية رأيت أنها تمثلني في خالي الفقيد؛ مثلما هي تمثله وتمثل أبناء وبنات الفقيد وكل قريب له وأريب. قال: (قليل من الرجال من يستحق كلمة رجل، وقليلٌ من قليلهم من يعمل بمقتضاها، ولأن تجتمع صفات الرجولة والكرامة والسطوة والمروءة في شخص؛ فلعمري لهو من صفوة الرجال، ومن الجحاجحة الأبطال). هذا هو خالنا المرحوم: (عبدالرحمن بن عبداللطيف بن ريشان السالمي الثقفي)، عليه شآبيب الرحمة من رب العزة والجلال.
* في رثاء الخال الفقيد؛ أكتفي بهذه القصيدة للابن الشاعر: (عادل بن حميّد بن حامد السالمي- عزّ الرهيد)، الذي قال وقلنا جميعنا معه:
وش فيك يا الحزن وافي بالوصل من بدّ الأكوان
من دون ميعاد تاتيني.. وزولك ما يونّا
مقيم في حلتي؛ ترزى لي الرفقة والأخوان
مدري علامك على الخفاق، ما ودك يهنّا
العام خذت الفؤاد وثومته وامسيت بحلان
واليوم تصلى حشا جوفي على زبن المجنّا
الله يجبر مصاب القلب فالخال الكحيلان
خالي عسى الله يبيحه راعي الدار المبنّا
أبو جميل المسمى ضافي السمعة والأمتان
ذيب السراة الصميدع راعي السيف المحنّا
انشد جبال الحجاز وخذ صداه يضج بازمان
لي حل في حلة ٍ يمسي کما الراعد يدنّا
والجود يلفي بداره ضيف له من عرض ضيفان
ياخذ علوم السخا من صلب راسه مايعنّا
والسيرة إن كان تنشد للمراجل قلب ولسان
ما كنها إلا کما سيرة حذيفه والمثنّى
الله على ما مضى لك يا سلايل طير حوران
يدري بها اللي سرى ليلك ودربك له تعنّى
ما يلحق أحدٍ على سطوة جليل القدر من كان
ما يلحق إلا عديمٍ عفّه الله عن زمنّا
نادر حرارٍ ماكن الرب صاغه مثل الانسان
ما كنه إلا ملاك ٍ يذهل العُقّال منّا
فعله عليه الشهود وقد وعاه القاص والدان
فعل السباع الجريه في زمان ٍ فات عنّا
يوم المراجل حشا ما طالها إلا خطل الأيمان
متسيّد عرشها واف الخصال بكل فنّا
فيه الوفا والمروّة والحيا مع صدق وإيمان
والفزعه اللي تسرك لا دهت منّا ومنّا
هذاك خالي حصيف الراي كان الغير بحلان
منصى العوارف ليا جات الصعيبات ودهنّا
انا اشهد انه حوى اللي ما حوته الإنس والجان
سبحان من جمّع الاضداد من إنس ٍ وجنّا
على المعادي كما سهم المنية صدق لا حان
وإلا على صاحبه سمح الجناب و به تهنّا
منهو يخاويه يبشر بالسعد في كل الأحيان
وإلا عدوه أنا اشهد يالله إن لا تمتحنّا
مذكور بالخير يا ضلع الحجاز بكل ميدان
ليتك على الأرض في صحتك ثم نفداك حنّا
نفداك باللي غلا من قوّة ومن صح الأبدان
نشري معافاك باللي نملكه واللي تسنّى
شرواك من يستحق العيش يا حمّاي الأظعان
يا واحد ٍ فيه من سمت الكرامة ما يمنّا
كرمتني بالمساجل يوم أنا بالحرف نشوان
رفعت قدري وخاب اللي على الرفقة تشنّا
واليوم أنا ارثيك يامنهو على الأبيات سلطان
تقصر حروفي على وصفك وعن حصره عصنّا
طاح الجبل ثمّ لا طاح الجبل ترتجّ وديان
والشامخ اللي تحدّر حيد ما مثله مبنّا
مرحوم يا راعي البيضا في ماض الوقت والآن
يامن بكته المروة والسنان إلها تسنّا
منهو لها عقب راعيها الصنيهات البليهان
يرعى الحقوق ويداريها ورايه ما يثنّى
كم من صبي ٍ بغى دربك عصاه الدرب ما لان
حاول وحاول وقر إنه صعيب ولو تمنّى
مفطور لك طرقة ٍ ما هي لغيرك وأنت شيهان
يضحى سراته وكان الفجر في روضة مهنّا
مالوم عيني لو انْها تستهل بدمع الأمزان
حيثك حشا الروح وانت الروح والماقف شحنّا
لا صنّف الصيد والشجعان في تعداد الأوطان
أنا اشهد إنك على التصنيف من خيرة وطنّا
أنت المكنّى بذيب القوم والميدان برهان
برهانك الدوم بالميدان يالذيب المكنّى
يالله عسى فالك الفردوس تنزلها وتنصان
مرتاح فيها ضميرك لا تماد ولا تجنّى
تصبح وتمسي قرير العين ضيف لعالي الشان
في صحبة أحمد نبي الكون بالروض المهنّا