منذ أن صدر قرار وزارة الرياضة عام 2018 بالسماح للأندية بتسجيل 8 لاعبين أجانب، وحتى هذا اليوم، يتم نقاش هذه القضية ما بين مؤيِّد للعدد الحالي، ومعارض له يطالب بإنقاص عدد اللاعبين الأجانب لـ5 لاعبين فقط.
رياضيون كثر، لاعبون ومدربون وإعلاميون وجماهير، تحدثوا عن هذا الموضوع وأبدوا وجهة نظرهم، وكل طرف من الأطراف يملك حجة قوية، تساعده في التمسك برأيه والإصرار عليه.
في مساحة حسين الرويلي التويترية، تلك المساحة الجميلة التي تأخذنا لعالم مليء بالرقي والاحترام والتقدير لكل من يحضرها، تمت مناقشة هذه القضية بوجود قامات إعلامية وأكاديمية وجماهير واعية، وما بين مؤيِّد ومعارض لعدد اللاعبين الأجانب الحالي، فرض هذا الموضوع نفسه على المساحة التي استغرقت أكثر من 4 ساعات وهي تناقش هذه القضية، وقد شاركت برأيي المتواضع والذي كان بجانب زيادة عدد اللاعبين الأجانب، وليس التوقف عند عدد محدد، وشرحت وجهة نظري التي خالفني فيها وبكل قوة أستاذي خلف ملفي الذي يؤيِّد تقليص عدد اللاعبين الأجانب ليكون العدد 5 لاعبين فقط، واتفق معه المدرب الوطني عبدالعزيز العودة، إلا أن وجود أستاذي الآخر سعود العتيبي كان عامل قوة لي، حيث اتفقنا رغم أننا من النادر أن نتفق.
وجهة نظري كانت مبنية على أن فتح المجال للأندية لاستقطاب اللاعبين الأجانب دون تحديد العدد، سيزيد من قوة الدوري، وعلى اللاعب السعودي متى أراد المشاركة أن يثبت نفسه وقدراته، ويكون صاحب موهبة عالية، فنحن اليوم وصلنا لقناعة تامة أن كرة القدم السعودية لا تحتاج إلى لاعب «مكمل»، بل تحتاج إلى «المواهب»، التي تستطيع فرض نفسها على اللاعب الأجنبي، وإن لم تستطع تلك المواهب «فرض» نفسها على اللاعب الأجنبي المحترف في دورينا، فلن تستطيع «مجاراة» المنتخبات العالمية والآسيوية! وهذا ما كنا نعاني منه طوال السنوات العشر الماضية، والتي خرج فيها أنصاف لاعبين ومثَّلوا كرة القدم السعودية في عدد من المسابقات، وكانت مشاركاتنا فيها سيئة جداً، إذ لم تحقق كرة القدم السعودية سواء «أندية أو منتخبات» أي إنجازات في تلك الفترة، بل لم تبرز مواهب تستطيع المراهنة عليها إلا ما ندر، وكنا نعاني في جميع المراكز باستثناء الوسط، فأين تلك المواهب التي يُقال اليوم أنها ستُحرم من اللعب بسبب كثرة اللاعبين الأجانب؟!
اللاعب المحلي «الموهوب» إن كان فعلاً موهوباً ويملك «الثقة» و»القدرة على التطور» لن يمنعه الأجنبي من المشاركة، فالموهبة تفرض نفسها، وخير دليل وجود الشاب المبدع سعود عبدالحميد، الذي استطاع فرض نفسه على جميع اللاعبين حتى وصل وحصل على إشادة جميع النقاد والمحللين والجماهير الرياضية، بل حصل على إشادات دولية بعد مشاركة منتخبنا في كأس العالم 2022، فلماذا لم يمنعه الأجنبي من اللعب؟! بكل بساطة، موهبته فرضت نفسها، فهل هناك مواهب مثل سعود ومثل تمبكتي الشباب تستطيع أن تفرض نفسها ومنعها اللاعب الأجنبي؟!
وجود اللاعب الأجنبي بهذا العدد، رفع من قيمة الدوري السعودي فنياً وتسويقياً، ومن خلال وجودهم ارتفع مستوى اللاعب المحلي بشكل ملاحظ، فهذا الفرج وسالم والشهراني وحتى المعيوف والعويس وسميحان النابت وغيرهم من اللاعبين، ارتفعت مستوياتهم عن السابق، لأنهم وجدوا لاعبين أجانب أعلى مستوى منهم، فكان لا بد من مجاراتهم، وهذا عاد على منتخبنا بالنفع، كذلك أصبح للاعب السعودي شخصية واضحة، ومن شاهد مباراة السعودية والأرجنتين ومباراة السعودية وبولندا في كأس العالم سيدرك التغيّر الذي طرأ على شخصية اللاعب السعودي وقدرته على اللعب تحت أي ضغط.
تحت السطر
- إنجاز عربي تاريخي، صنعه أسود الأطلسي بعد فوزهم على المنتخب العالمي الإسباني، والتأهل لدور الـ8، مبروك لأبناء المغرب هذا الإنجاز التاريخي غير المسبوق عربياً.
- كرة القدم الممتعة، لم يعد يمثِّلها إلا منتخب البرازيل، هذا المنتخب العالمي الوحيد الذي يستطيع إجبارك على متابعته وعشقه، مهما كانت جنسيتك.
- تغريدة المؤرِّخ صاحب «الشطحات» تدل على عقليته المتعصبة جداً، فكيف كان يتوقّع أن يكون عضواً في لجنة توثيق البطولات؟!
** **
- سلطان الحارثي