قالت هجرتَ
فعُدتَ اليوم تعتذر
ألقَت عِتاباً فخِلتُ الحرف ينتحرُ
هي المدينة
في الآفاق ترسمني
كفّ السلام الذي أوفى لِمن عَبروا
تعاظم الشوقُ
والدّمعات فتنتُها
ومن هداياي قد أضحى لها وترُ
أنا الربيعُ
الذي ألقت جداولُه
على شَغافٍ فلا همٌٌّ ولا كدرُ
أباغتُ الوردَ
والنّجمات ترقبني
أسامِرُ الليلَ والغيمات تنهمِرُ
إنِّي كتبتُك
في الأشعار مَنزلةً
كالعمر ذاك الذي أوفى له القدَرُ
كُلُّ القصائد
في الأرواح نحفظها
وفي حقول رياضٍ يثبُت الأثرُ
أخاطبُ الرملَ
والأنواءُ في حُجُبٍ
تُخضِّبُ الروح حين الماء ينهمرُ
ويرسُم الزّهرُ
من خدّيك صورته
ورداً تجمّل من أوراقه البشرُ
فتكتُبين
حروفَ الشوق من ولهٍ
وتهتفين : بقايا الروح تستعر
وتسكبين
غيوثَ المُزن في قُلَلٍ
ومن مَعينك معنى الماء يُختصرُ
قولي تلوتُكُ
في الأسحار مهبِطُنا
ليتَ الخليّ بفيض الوَجدِ يَعتبرُ
** **
- أحمد أل مجثل