الثقافية - علي القحطاني:
تفاجأت الساحة الأكاديمية والثقافية من تغيير مسمى كلية الآداب في جامعة الملك سعود، لتصبح كلية «العلوم الإنسانية والاجتماعية» وهل جاء المسمّى لمسايرة الأنظمة والتطورات الإدارية؟ البعض يرى أنّ كلية الآداب نواة لإنشاء أقدم جامعة بالمملكة 1377هـ1957م وكان بالإمكان البقاء على الاسم التاريخي وعطف المسمّيات عليه بعد صدور معالي وزير التعليم رئيس مجلس شؤون الجامعات الأستاذ يوسف البنيان، موافقته على تغيير مسمى كلية الآداب «College Of Arts»، لتصبح كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية «College of Humanities and Social Sciences»، وذلك بداية من الفصل الدراسي الثاني للعام الجامعي 1444هـ.، وذلك بناءً على ما رفعه معالي رئيس الجامعة الدكتور بدران العمر، من خلال توصية مجلس الجامعة في جلسته «التاسعة» لعام 1441هـ، بالموافقة على تغيير مسمى كلية الآداب «College Of Arts»، لتصبح كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية «College of Humanities and Social Sciences».
في البداية استضافت «الثقافية» الدكتور إبراهيم الشمسان الأستاذ في قسم اللغة العربية كلية الآداب وأبدى في كلمته معنى المسمّى ودلالته اللغوية وأهم الكتب التراثية التي أُلِّفَت حول هذه الكلمة وقال: إلى هذا الاسم «كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية» حولت كلية الآداب مسمّاها التي تعلّمت فيها وعَلّمت فيها، لا أظن أنه استفتي المعلمون ولا المتعلمون في هذا، و»الأدب» وجمعه «آداب «عرفناه جامعًا للثقافة العربية علومها وآدابها، ومن الأدب أخذ الفعل «أدّب» والفاعل المؤدب، وكان الخلفاء يعينون لأبنائهم من يؤدبهم، وباسم «الأدب «ألفت كتب أريد بها أن تكون جامعة لعلوم العربية، فهذا المبرد يؤلف كتابه (الكامل) يقول فيه «هذا كتاب ألفناه يجمع ضروبًا من الآداب، ما بين كلام منثور، وشعر مرصوف، ومثل سائر، وموعظة بالغة، واختيار من خطبة شريفة، ورسالة بليغة، والنية فيه أن نفسر كل ما وقع في هذا الكتاب من كلام غريب، أو معنى مستغلق، وأن نشرح ما يعرض فيه من الإعراب شرحًا شافيًا»، ونجد البغدادي يكتب (خزانة الأدب)، وهو قائم على شرح شواهد نحوية، ولكنه توسع في ذلك فلم ينكفئ على الشرح الوافي بالغرض، بل أفاض من علمه الأدبي الذي وصف نفسه به في قوله «وَكنت مِمَّن مرن فِي علم الْأَدَب حَتَّى صَار يلبيه من كثب وأفرغ فِي تَحْصِيله جهده وبذل فِيهِ وكده وكده وَجمع دواوينه وَعرف قوانينه وَاجْتمعَ عِنْده بِفضل الله من الْأَسْفَار مَا لم يجْتَمع عِنْد أحد فِي هَذِه الْأَعْصَار فشمرت عَن ساعد الْجد وَالِاجْتِهَاد وشرعت فِي شرحها على وفْق المنى وَالْمرَاد فجَاء بِحَمْد الله حائز المفاخر والمحامد فائقاً على جَمِيع شُرُوح الشواهد فَهُوَ جدير بِأَن يُسمى (خزانَة الْأَدَب ولب لباب لِسَان الْعَرَب)». وكذا ابن حجة الأموي كتب (خزانة الأدب) عن ألوان البديع في الشعر والنثر، قال محقق الكتاب «وضع هذا الشرح المطول لبديعيته، وأسماه (خزانة الأدب وغاية الأرب) فكان أكثر أهمية وفائدة من البديعية ذاتها، إذ جاء كما يدل عليه اسمه، خزانة للأدب مليئة بدرر علومه وجواهر معارفه، وغاية ما يحتاجه المتأدب»، والفارابي يسمي معجمه اللغوي (ديوان الأدب)، والذي نرمي إليه من ذلك كله أن لفظ الأدب عام في دلالته شامل لضروب من المعارف والعلوم، وهي علوم إنسانية أي متعلقة بالإنسان بلا جدال تعلق غيرها من العلوم بالإنسان، ولكن الأدب لا يشمل العلوم العملية التطبيية بل هو مقتصر على اللغات علومها وما ينتج بها من فنون القول وما هو قريب من ذلك في إنشائه من حيث هو فن قوليّ في المقام الأول، وكلية الآداب مصطلح أطلق على كلية جامعة للغة العربية واللغة الإنجليزية والجغرافيا والتاريخ والدراسات الاجتماعية والإعلام وعلم المعلومات، وهو مصطلح يسع تلك العلوم وغيرها من الفنون، ولا مشاحة في الاصطلاح.
المسمّى لم يكن موفقاً
وأبدى الدكتور إبراهيم الشمسان انزعاجه من مسمّى الكلية الجديدة ورأى أنه لم يكن موفقًا وقال :أما مصطلح (كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية) فمصطلح لست أرى مزية فيه، فهذا الاسم الجديد غريب بل إنَّ فيه لتوقفًا، فالعلوم الإنسانية تدخل كل علم يخص الإنسان أو يمتّ إليه بسبب كالطب والصيدلة والزراعة والتجارة والهندسة وغيرها، ثمّ إن عطف الاجتماعية على الإنسانية بالواو يشعر بالغيرية، فكأن الاجتماعية غير إنسانية، وبالجملة لا أرى عنوان الكلية الجديد موفقًا.
الرؤية والآفاق
وكانت للدكتورة منال بنت عبدالعزيز العيسى أستاذ الفلسفة والنقد بالكلية في مداخلتها لـ»الثقافية» رأيًا موافقًا للمسمّى الجديد للكلية ورأت أنه قرار صائب ومنطقي وعلمي يتوافق والواقع الحقيقي للعلوم الإنسانية التي تدرس في كلية الآداب (سابقًا) وقالت: كون الآداب جزءًا من كل، جزءًا من منظومة علمية تحوي أقسامًا عدة ( الاجتماع – التاريخ – الجغرافيا – الإعلام- اللغة الإنجليزية – علوم المكتبات والمعلومات ) واختصار هويتها العلمية في قسم واحد يُعنى بالدرس الأدبي واللغوي والنقدي أمر مجحف بحق بقية الأقسام الإنسانية، لكن لابد من إعادة النظر في الرؤية والآفاق المتوقعة من كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة الملك سعود والمتوافقة ورؤية 2030 بطموحها وشغفها والمتوقع منها وفق رؤية واضحة تتمثل في تفعيل حضور الكلية في سوق العمل السعودي بما يحتاج إليه في الوقت الراهن، والسعي لتجديد الأقسام بمناهجها وأهدافها ومخرجاتها المتوقعة منها، ولعل من أبرز الأهداف التي نتوقها في الفترة القادمة :
- تقليص بعض الأقسام التي لم يعد الواقع الحقيقي يحتاج إليها، ولعل من أبرزها قسم اللغة العربية في ظل تناقص الإقبال عليه من الطلبة سواء أكان ذلك في مرحلة البكالوريوس أم في الدراسات العليا.
- تحويل قسم اللغة العربية لقسم بحثي؛ يهتم بالأبحاث النوعية بالتعاون بين القسم وبقية أقسام كلية العلوم الاجتماعية والإنسانية وكذلك كلية الفنون الوليد الجديد في جامعة الملك سعود.
- تفعيل الدراسات البينية المشتركة بين أقسام كلية الدراسات الاجتماعية والإنسانية بموضوعات متصلة بالواقع الحضاري والثقافي والإبداعي للمملكة العربية السعودية.
- عقد شراكات علمية مع مؤسسات الدولة المتقاربة واهتمامات تلك الكلية بأقسامها المتنوعة، ومن بينها ( وزارة الثقافة بهيئاتها المتنوعة – وزارة السياحة – وزارة الإعلام – وزارة الشؤون الاجتماعية ) بما يضمن تفعيل مد الجسور بين الكلية والقطاعات الحكومية سواء أكان في التنظير أم في البحث عن مجالات عمل للخريجين.
- عقد شراكات مع الجامعات العالمية المتقاربة وأقسام الكلية، بحيث يمكن عرض المنتج العلمي لكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية في المملكة العربية السعودية.
- تجديد القوى البشرية الموجودة حاليًّا في الكلية، بالسماح للجيل الجديد بممارسة مهامه العلمية والمهنية بما يحفظ حق تسلسل الأجيال لخدمة جامعة الملك سعود.
- تقليص طلبات التعاون والتعاقد والتقاعد في أقسام الكلية؛ بالنظر لوجود قوى بشرية ثرية تعلمت في أعرق الجامعات العالمية العريقة، ومازالت تنتظر تفعيلها المهني والعلمي في تلك الأقسام التي لم تعد بحاجة لتلك الطلبات التي تكلف الجامعة ميزانية كبيرة.
فكرة تغيير المسمّى قديمة
ويرى د. صالح بن معيض الغامدي ولديه خبرة طويلة بالأنظمة الإدارية لكلية الآداب لكونه استلم عمادتها لفترة واحدة واستلم رئاسة قسم اللغة العربية لفترتين وتحدث لـ»الثقافية» وقال: أعتقد أن الفكرة قائمة منذ وقت ليس بالقصير وحان وقت تحقيقها وخاصة بعد إنشاء الكلية الجديدة «كلية الفنون» ليستوعب المسمّى الجديد كل هذه الكليات الناشئة فيما رأى الدكتور عبد الله المعيقل ورأيه موافقًا لرأي الدكتور إبراهيم الشمسان إلى أنه كان يمكن الإبقاء على اسم كلية الآداب لا سيما وأن هذه الكلية التاريخية كانت نواة لنشأة جامعة الملك سعود عام 1377هـ/1957م وللمسمّى دلالة ورمز تاريخي..وهذا الاسم باقيًا في كلية «الآداب والعلوم الإنسانية» جامعة الملك عبد العزيز كما أنه موجود في جامعات الدول العربية؛ مثل الكويت ومصر..
أهمية المسمّى
وعن أهمية مسمى «العلوم الإنسانية» في الجامعات السعودية جاءت مشاركة ناصر محمد العديلي، رئيس آفاق الإبداع والجودة للتدريب والاستشارات بالرياض وتحدث قائلًا : تعتبر العلوم الإنسانية Human Science أهم الفروع المعرفية في كل مجتمع، وهي تهتم بدراسة الظواهر والخبرات والأنشطة الإنسانية وذلك لتوسيع وتنوير معرفة الإنسان بوجوده وعلاقته بالبيئة والكائنات المحيطة به، وهي تسعى إلى الدراسة والقياس والنقد العلمي باستخدام المنهجية العلمية (الكمية والكيفية) للوصول إلى نتائج ومقترحات وحلول تخدم الإنسان. وقد تطورت العلوم الإنسانية في السنوات الأخيرة بسبب تطور منهجيه البحث العلمي والقياس لضبط الظواهر السلوكية والسيكولوجية والاجتماعية في البيئة وكشف تأثيرها على العوامل الإنسانية والوصول إلى نتائج وتوصيات ومقترحات تساهم في تطوير البيئة والبعد الإنساني، وتتمثل حقول العلوم الإنسانية في علو ( التربية وعلم النفس (السيكولو جيا) والاجتماع (الانتربولوجيا) والأدب والإعلام والإدارة والبيئة والعلوم السياسية والقانون والفنون الموسيقية والمسرحية) وهذه العلوم الإنسانية تتطور كما تتطور العلوم الطبيعية وعلوم الحاسب والأساليب الكمية وذلك نتيجة لتطور العلم والتقنية بشكل عام والتقدم في البحوث والتطوير في الجامعات ومعاهد ومراكز البحوث في الدول المتقدمة.
ويرى الأستاذ ناصر العديلي أن تغيير اسم أو مصطلح كلية الآداب إلى كلية العلوم الإنسانية هو عمل ضروري بل تطور طبيعي لتطور مجالات وحقول الدراسات الجامعية، وليس غريبًا أن يتغير الاسم وفقًا للحاجة وتطورات متغيرات العصر وتطور التعليم العالي في المملكة ليتلاءم مع رؤية المملكة 2030 التي انعكست على تطور مجالات عديدة في الحياة، وتطور الاسم أو المصطلح هو جزء من التطور والتغير التعليمي، فقد سبق لمسمّى كليه التجارة بجامعه الملك سعود أن تحوّل مسماها إلى كلية العلوم الإدارية كمظلة الحقول المعرفية العديدة منها ( الإدارة وإدارة الأعمال والقانون وغيرها.
وتمنى الأستاذ ناصر العديلي في نهاية مداخلته أن ينعكس تغير مسمى «كلية العلوم الإنسانية» على المناهج والدراسات والبحوث الميدانية في هذه الكليات المتعددة وذلك ليتوافق مع التطور الذي تشهده المملكة وتكون البحوث بحوثًا ميدانية تطبيقية من الواقع، لأن الملاحظ أن مناهج بعض جامعاتنا شبه معزولة عن واقع الحياة، وعليها أن تركز هذه المناهج والدراسات والبحوث الإنسانية من مرحلة البكالوريس حتى الماجستير والدكتوراه على قضايا الواقع وترصد التغيرات الجديدة في المملكة وتستقري التغيرات المستقبلية وتنسى الماضي واجترار البحوث والدراسات والفلسفات القديمة، لأن مجتمعنا المتطور في حاجة ماسة لمثل هذه البحوث الإنسانية الجديدة التي تساهم في حل كثير من المشكلات التي نواجهها سواء ( الأسرية أو الاجتماعية أو النفسية أو الأدبية والنقدية والتاريخية والقانونية ) وغيرها من مجالات الحياه المهمة. ولعل مسمى ومصطلح العلوم الإنسانية يطبق في كافة كليات جامعاتنا العديدة، لأننا نعيش في بلد مثل مساحة القارة، وفيه مناطق ومدن وقرى تتميز بخصائص ثقافية متنوعة ومتعددة تستحق من جامعاتنا وكلياتها الإنسانية والاهتمام والعناية.
وتختتم «الثقافية « قضيتها الصحفية حول هذا المسمّى التاريخي للكلية وتتساءل في النهاية هل لا يزال قرار معالي وزير التعليم نافذًا على الكلية بتغيير مسمّاها لا سيما وأن جامعة الملك سعود انتقل إشرافها من «وزارة التعليم» عبر صدور الموافقة الكريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- وتحويل جامعة الملك سعود للهيئة الملكية لمدينة الرياض، أم أن «الهيئة الملكية لمدينة الرياض» ستعيد النظر في القرار الجديد وتُبقي المسمّى القديم لأول كلية نشأت في هذه الجامعة منذ ما يقارب من سبعين سنة.
فيما أكد د.خالد بن محمد اليوسف، الأكاديمي القانوني، المشرف على الإدارة القانونية في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وأمين عام مجلسها السابق في تصريح للجزيرة الثقافية حيال قانونية تغيير مسمى الكلية من قبل الجامعة التي اعتمدت على قرار مجلس شؤون الجامعات في تغيير مسمى كلية الآداب أكد د.اليوسف أنه عند النظر في هذا الأمر فسنجد أن الإرادة الملكية الكريمة قد صدرت وفقًا للأمر الملكي الكريم المبلغ بالتعميم ذي الرقم 9589 وتاريخ 9/2/1444هـ
بالموافقة على عدة أمور
منها:
أولًا-(الموافقة على النظام الأساس لجامعة الملك سعود).
-ثانيًا: (دون إخلال باختصاصات مجلس إدارة جامعة الملك سعود، المنصوص عليها في النظام الأساس للجامعة، يستمر العمل باللوائح المعمول بها حاليًّا في الجامعة، إلى حين إقرار مجلس إدارة الجامعة اللوائح المنظمة للشؤون الأكاديمية والإدارية والمالية والداخلية للجامعة).
كما ورد في خامسًا:( تنقل ملكية جميع الأصول الثابتة والمنقولة المخصصة لجامعة الملك سعود، إلى الجامعة وفقاً لشكلها التنظيمي الجديد، وتحل الجامعة بشكلها التنظيمي الجديد محل جامعة الملك سعود في جميع الحقوق والالتزامات والتعاقدات).
وقد أوضح هذا الأمر الكريم بأن تستمر الجامعة في العمل بجميع اللوائح المعمول بها حاليًّا في الجامعة لحين صدور اللوائح الخاصة بالجامعة من قبل مجلس إدارة الجامعة.
كما أن هذا الأمر الكريم يعتبر ساريًا من تاريخ صدوره حيث لم ينص فيه على تاريخ محدد للعمل بما ورد بمضمونه.
وبذلك تكون ملكية جامعة الملك سعود قد انتقلت مباشرة للهيئة الملكية لمدينة الرياض اعتبارًا من تاريخ صدور هذا الأمر الملكي الكريم.
يؤكد ذلك أن هذا الأمر الملكي الكريم اعتبر جميع منسوبي الجامعة حاليًّا في حكم المكلفين بالعمل وفقًا لما ورد في سادسًا منه حيث جاء النص على الآتي (1- يعد منسوبو الجامعة –بمختلف فئاتهم– في حكم المكلفين بالعمل في الجامعة بمزاياهم الحالية إلى حين البت في أوضاعهم......).
وما ذاك إلا لخروج الجامعة قانونيًّا وبمجرد صدور هذا الأمر الملكي الكريم من تبعية وزارة التعليم إلى تبعية الهيئة الملكية لمدينة الرياض.
فلا يحق حينها لأي جهة مزاولة أي اختصاص يتعلق بهذه الجامعة إلا بموافقة مجلس إدارة الهيئة استنادًا لهذا الأمر الملكي الكريم.
بناءً على ذلك فإن الجامعة قانونيًّا تقع الآن تحت إدارة الهيئة الملكية لمدينة الرياض.
وتستثنى من نظام الجامعات ومن نظام مجلس التعليم العالي والجامعات فلا يطبق هذان النظامان على هذه الجامعة وذلك اعتبارًا من صدور الأمر الملكي الكريم في 9/2/1444هـ
ونشير إلى أن الفترة الحالية وإلى أن يمضي 120 يومًا من تاريخ نشر النظام الأساس لجامعة الملك سعود والذي تم نشره في تاريخ 13/2/1444هـ
تسري على الجامعة فقط اللوائح الجامعية المعمول بها حاليًّا في الجامعة والمطبقة على جميع الجامعات وفقًا لمنطوق هذا الأمر الملكي الكريم وذلك لحين صدور لوائح الجامعة الخاصة بها.
ومن البديهي أن هذه اللوائح لا تعطي صلاحيات تتعلق بإنشاء كليات أو دمجها أو إلغائها أو تعديلها أو تعديل أسمائها.
وإنما هذه الصلاحيات وردت في نظام الجامعات وفي نظام مجلس التعليم العالي للجامعات وهي بناءً على هذين النظامين من الصلاحيات المقررة لمجلس شؤون الجامعات.
وهذان النظامان كما سبق لا يجوز تطبيقهما على جامعة الملك سعود لأن ملكية هذه الجامعة وتبعيتها حاليًّا تعود فقط للهيئة الملكية لمدينة الرياض ولا يطبق على هذه الجامعة سوى اللوائح المعمول بها حاليًّا وذلك لحين صدور لوائحها الخاصة من مجالسها الرسمية وفقًا للأمر الملكي الكريم كما سبق.
وبذلك يتضح أن قرار الموافقة على تغيير اسم كلية الآداب في جامعة الملك سعود إلى كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية يحتاج إلى موافقة من المجلس المختص التابع للهيئة الملكية لمدينة الرياض تطبيقًا لما ورد في الأمر الملكي الكريم رقم 9589 وتاريخ 9/2/1444هـ
في البداية استضافت «الثقافية» الدكتور إبراهيم الشمسان الأستاذ في قسم اللغة العربية كلية الآداب وأبدى في كلمته معنى المسمّى ودلالته اللغوية وأهم الكتب التراثية التي أُلِّفَت حول هذه الكلمة وقال: إلى هذا الاسم «كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية» حولت كلية الآداب مسمّاها التي تعلّمت فيها وعَلّمت فيها، لا أظن أنه استفتي المعلمون ولا المتعلمون في هذا، و»الأدب» وجمعه «آداب «عرفناه جامعًا للثقافة العربية علومها وآدابها، ومن الأدب أخذ الفعل «أدّب» والفاعل المؤدب، وكان الخلفاء يعينون لأبنائهم من يؤدبهم، وباسم «الأدب «ألفت كتب أريد بها أن تكون جامعة لعلوم العربية، فهذا المبرد يؤلف كتابه (الكامل) يقول فيه «هذا كتاب ألفناه يجمع ضروبًا من الآداب، ما بين كلام منثور، وشعر مرصوف، ومثل سائر، وموعظة بالغة، واختيار من خطبة شريفة، ورسالة بليغة، والنية فيه أن نفسر كل ما وقع في هذا الكتاب من كلام غريب، أو معنى مستغلق، وأن نشرح ما يعرض فيه من الإعراب شرحًا شافيًا»، ونجد البغدادي يكتب (خزانة الأدب)، وهو قائم على شرح شواهد نحوية، ولكنه توسع في ذلك فلم ينكفئ على الشرح الوافي بالغرض، بل أفاض من علمه الأدبي الذي وصف نفسه به في قوله «وَكنت مِمَّن مرن فِي علم الْأَدَب حَتَّى صَار يلبيه من كثب وأفرغ فِي تَحْصِيله جهده وبذل فِيهِ وكده وكده وَجمع دواوينه وَعرف قوانينه وَاجْتمعَ عِنْده بِفضل الله من الْأَسْفَار مَا لم يجْتَمع عِنْد أحد فِي هَذِه الْأَعْصَار فشمرت عَن ساعد الْجد وَالِاجْتِهَاد وشرعت فِي شرحها على وفْق المنى وَالْمرَاد فجَاء بِحَمْد الله حائز المفاخر والمحامد فائقاً على جَمِيع شُرُوح الشواهد فَهُوَ جدير بِأَن يُسمى (خزانَة الْأَدَب ولب لباب لِسَان الْعَرَب)». وكذا ابن حجة الأموي كتب (خزانة الأدب) عن ألوان البديع في الشعر والنثر، قال محقق الكتاب «وضع هذا الشرح المطول لبديعيته، وأسماه (خزانة الأدب وغاية الأرب) فكان أكثر أهمية وفائدة من البديعية ذاتها، إذ جاء كما يدل عليه اسمه، خزانة للأدب مليئة بدرر علومه وجواهر معارفه، وغاية ما يحتاجه المتأدب»، والفارابي يسمي معجمه اللغوي (ديوان الأدب)، والذي نرمي إليه من ذلك كله أن لفظ الأدب عام في دلالته شامل لضروب من المعارف والعلوم، وهي علوم إنسانية أي متعلقة بالإنسان بلا جدال تعلق غيرها من العلوم بالإنسان، ولكن الأدب لا يشمل العلوم العملية التطبيقة بل هو مقتصر على اللغات علومها وما ينتج بها من فنون القول وما هو قريب من ذلك في إنشائه من حيث هو فن قوليّ في المقام الأول، وكلية الآداب مصطلح أطلق على كلية جامعة للغة العربية واللغة الإنجليزية والجغرافيا والتاريخ والدراسات الاجتماعية والإعلام وعلم المعلومات، وهو مصطلح يسع تلك العلوم وغيرها من الفنون، ولا مشاحة في الاصطلاح.
المسمّى لم يكن موفقاً
وأبدى الدكتور إبراهيم الشمسان انزعاجه من مسمّى الكلية الجديدة ورأى أنه لم يكن موفقًا وقال :أما مصطلح (كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية) فمصطلح لست أرى مزية فيه، فهذا الاسم الجديد غريب بل إنَّ فيه لتوقفًا، فالعلوم الإنسانية تدخل كل علم يخص الإنسان أو يمتّ إليه بسبب كالطب والصيدلة والزراعة والتجارة والهندسة وغيرها، ثمّ إن عطف الاجتماعية على الإنسانية بالواو يشعر بالغيرية، فكأن الاجتماعية غير إنسانية، وبالجملة لا أرى عنوان الكلية الجديد موفقًا.
الرؤية والآفاق
وكانت للدكتورة منال بنت عبدالعزيز العيسى أستاذ الفلسفة والنقد بالكلية في مداخلتها لـ»الثقافية» رأيًا موافقًا للمسمّى الجديد للكلية ورأت أنه قرار صائب ومنطقي وعلمي يتوافق والواقع الحقيقي للعلوم الإنسانية التي تدرس في كلية الآداب (سابقًا) وقالت: كون الآداب جزءًا من كل، جزءًا من منظومة علمية تحوي أقسامًا عدة ( الاجتماع – التاريخ – الجغرافيا – الإعلام- اللغة الإنجليزية – علوم المكتبات والمعلومات ) واختصار هويتها العلمية في قسم واحد يُعنى بالدرس الأدبي واللغوي والنقدي أمر مجحف بحق بقية الأقسام الإنسانية، لكن لابد من إعادة النظر في الرؤية والآفاق المتوقعة من كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة الملك سعود والمتوافقة ورؤية 2030 بطموحها وشغفها والمتوقع منها وفق رؤية واضحة تتمثل في تفعيل حضور الكلية في سوق العمل السعودي بما يحتاج إليه في الوقت الراهن، والسعي لتجديد الأقسام بمناهجها وأهدافها ومخرجاتها المتوقعة منها، ولعل من أبرز الأهداف التي نتوقها في الفترة القادمة :
- تقليص بعض الأقسام التي لم يعد الواقع الحقيقي يحتاج إليها، ولعل من أبرزها قسم اللغة العربية في ظل تناقص الإقبال عليه من الطلبة سواء أكان ذلك في مرحلة البكالوريوس أم في الدراسات العليا.
- تحويل قسم اللغة العربية لقسم بحثي؛ يهتم بالأبحاث النوعية بالتعاون بين القسم وبقية أقسام كلية العلوم الاجتماعية والإنسانية وكذلك كلية الفنون الوليد الجديد في جامعة الملك سعود.
- تفعيل الدراسات البينية المشتركة بين أقسام كلية الدراسات الاجتماعية والإنسانية بموضوعات متصلة بالواقع الحضاري والثقافي والإبداعي للمملكة العربية السعودية.
- عقد شراكات علمية مع مؤسسات الدولة المتقاربة واهتمامات تلك الكلية بأقسامها المتنوعة، ومن بينها ( وزارة الثقافة بهيئاتها المتنوعة – وزارة السياحة – وزارة الإعلام – وزارة الشؤون الاجتماعية ) بما يضمن تفعيل مد الجسور بين الكلية والقطاعات الحكومية سواء أكان في التنظير أم في البحث عن مجالات عمل للخريجين.
- عقد شراكات مع الجامعات العالمية المتقاربة وأقسام الكلية، بحيث يمكن عرض المنتج العلمي لكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية في المملكة العربية السعودية.
- تجديد القوى البشرية الموجودة حاليًّا في الكلية، بالسماح للجيل الجديد بممارسة مهامه العلمية والمهنية بما يحفظ حق تسلسل الأجيال لخدمة جامعة الملك سعود.
- تقليص طلبات التعاون والتعاقد والتقاعد في أقسام الكلية؛ بالنظر لوجود قوى بشرية ثرية تعلمت في أعرق الجامعات العالمية العريقة، ومازالت تنتظر تفعيلها المهني والعلمي في تلك الأقسام التي لم تعد بحاجة لتلك الطلبات التي تكلف الجامعة ميزانية كبيرة.
فكرة تغيير المسمّى قديمة
ويرى د. صالح بن معيض الغامدي ولديه خبرة طويلة بالأنظمة الإدارية لكلية الآداب لكونه استلم عمادتها لفترة واحدة واستلم رئاسة قسم اللغة العربية لفترتين وتحدث لـ»الثقافية» وقال: أعتقد أن الفكرة قائمة منذ وقت ليس بالقصير وحان وقت تحقيقها وخاصة بعد إنشاء الكلية الجديدة «كلية الفنون» ليستوعب المسمّى الجديد كل هذه الكليات الناشئة فيما رأى الدكتور عبد الله المعيقل ورأيه موافقًا لرأي الدكتور إبراهيم الشمسان إلى أنه كان يمكن الإبقاء على اسم كلية الآداب لا سيما وأن هذه الكلية التاريخية كانت نواة لنشأة جامعة الملك سعود عام 1377هـ/1957م وللمسمّى دلالة ورمز تاريخي..وهذا الاسم باقيًا في كلية «الآداب والعلوم الإنسانية» جامعة الملك عبد العزيز كما أنه موجود في جامعات الدول العربية؛ مثل الكويت ومصر..
أهمية المسمّى
وعن أهمية مسمى «العلوم الإنسانية» في الجامعات السعودية جاءت مشاركة ناصر محمد العديلي، رئيس آفاق الإبداع والجودة للتدريب والاستشارات بالرياض وتحدث قائلًا : تعتبر العلوم الإنسانية Human Science أهم الفروع المعرفية في كل مجتمع، وهي تهتم بدراسة الظواهر والخبرات والأنشطة الإنسانية وذلك لتوسيع وتنوير معرفة الإنسان بوجوده وعلاقته بالبيئة والكائنات المحيطة به، وهي تسعى إلى الدراسة والقياس والنقد العلمي باستخدام المنهجية العلمية (الكمية والكيفية) للوصول إلى نتائج ومقترحات وحلول تخدم الإنسان. وقد تطورت العلوم الإنسانية في السنوات الأخيرة بسبب تطور منهجيه البحث العلمي والقياس لضبط الظواهر السلوكية والسيكولوجية والاجتماعية في البيئة وكشف تأثيرها على العوامل الإنسانية والوصول إلى نتائج وتوصيات ومقترحات تساهم في تطوير البيئة والبعد الإنساني، وتتمثل حقول العلوم الإنسانية في علو ( التربية وعلم النفس (السيكولو جيا) والاجتماع (الانتربولوجيا) والأدب والإعلام والإدارة والبيئة والعلوم السياسية والقانون والفنون الموسيقية والمسرحية) وهذه العلوم الإنسانية تتطور كما تتطور العلوم الطبيعية وعلوم الحاسب والأساليب الكمية وذلك نتيجة لتطور العلم والتقنية بشكل عام والتقدم في البحوث والتطوير في الجامعات ومعاهد ومراكز البحوث في الدول المتقدمة.
ويرى الأستاذ ناصر العديلي أن تغيير اسم أو مصطلح كلية الآداب إلى كلية العلوم الإنسانية هو عمل ضروري بل تطور طبيعي لتطور مجالات وحقول الدراسات الجامعية، وليس غريبًا أن يتغير الاسم وفقًا للحاجة وتطورات متغيرات العصر وتطور التعليم العالي في المملكة ليتلاءم مع رؤية المملكة 2030 التي انعكست على تطور مجالات عديدة في الحياة، وتطور الاسم أو المصطلح هو جزء من التطور والتغير التعليمي، فقد سبق لمسمّى كليه التجارة بجامعه الملك سعود أن تحوّل مسماها إلى كلية العلوم الإدارية كمظلة الحقول المعرفية العديدة منها ( الإدارة وإدارة الأعمال والقانون وغيرها.
وتمنى الأستاذ ناصر العديلي في نهاية مداخلته أن ينعكس تغير مسمى «كلية العلوم الإنسانية» على المناهج والدراسات والبحوث الميدانية في هذه الكليات المتعددة وذلك ليتوافق مع التطور الذي تشهده المملكة وتكون البحوث بحوثًا ميدانية تطبيقية من الواقع، لأن الملاحظ أن مناهج بعض جامعاتنا شبه معزولة عن واقع الحياة، وعليها أن تركز هذه المناهج والدراسات والبحوث الإنسانية من مرحلة البكالوريس حتى الماجستير والدكتوراه على قضايا الواقع وترصد التغيرات الجديدة في المملكة وتستقري التغيرات المستقبلية وتنسى الماضي واجترار البحوث والدراسات والفلسفات القديمة، لأن مجتمعنا المتطور في حاجة ماسة لمثل هذه البحوث الإنسانية الجديدة التي تساهم في حل كثير من المشكلات التي نواجهها سواء ( الأسرية أو الاجتماعية أو النفسية أو الأدبية والنقدية والتاريخية والقانونية ) وغيرها من مجالات الحياه المهمة. ولعل مسمى ومصطلح العلوم الإنسانية يطبق في كافة كليات جامعاتنا العديدة، لأننا نعيش في بلد مثل مساحة القارة، وفيه مناطق ومدن وقرى تتميز بخصائص ثقافية متنوعة ومتعددة تستحق من جامعاتنا وكلياتها الإنسانية والاهتمام والعناية.
وتختتم «الثقافية « قضيتها الصحفية حول هذا المسمّى التاريخي للكلية وتتساءل في النهاية هل لا يزال قرار معالي وزير التعليم نافذًا على الكلية بتغيير مسمّاها لا سيما وأن جامعة الملك سعود انتقل إشرافها من «وزارة التعليم» عبر صدور الموافقة الكريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- وتحويل جامعة الملك سعود للهيئة الملكية لمدينة الرياض، أم أن «الهيئة الملكية لمدينة الرياض» ستعيد النظر في القرار الجديد وتُبقي المسمّى القديم لأول كلية نشأت في هذه الجامعة منذ ما يقارب من سبعين سنة.
فيما أكد د.خالد بن محمد اليوسف، الأكاديمي القانوني، المشرف على الإدارة القانونية في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وأمين عام مجلسها السابق في تصريح للجزيرة الثقافية حيال قانونية تغيير مسمى الكلية من قبل الجامعة التي اعتمدت على قرار مجلس شؤون الجامعات في تغيير مسمى كلية الآداب أكد د.اليوسف أنه عند النظر في هذا الأمر فسنجد أن الإرادة الملكية الكريمة قد صدرت وفقًا للأمر الملكي الكريم المبلغ بالتعميم ذي الرقم 9589 وتاريخ 9/2/1444هـ
بالموافقة على عدة أمور
منها:
أولًا-(الموافقة على النظام الأساس لجامعة الملك سعود).
-ثانيًا: (دون إخلال باختصاصات مجلس إدارة جامعة الملك سعود، المنصوص عليها في النظام الأساس للجامعة، يستمر العمل باللوائح المعمول بها حاليًّا في الجامعة، إلى حين إقرار مجلس إدارة الجامعة اللوائح المنظمة للشؤون الأكاديمية والإدارية والمالية والداخلية للجامعة).
كما ورد في خامسًا:( تنقل ملكية جميع الأصول الثابتة والمنقولة المخصصة لجامعة الملك سعود، إلى الجامعة وفقاً لشكلها التنظيمي الجديد، وتحل الجامعة بشكلها التنظيمي الجديد محل جامعة الملك سعود في جميع الحقوق والالتزامات والتعاقدات).
وقد أوضح هذا الأمر الكريم بأن تستمر الجامعة في العمل بجميع اللوائح المعمول بها حاليًّا في الجامعة لحين صدور اللوائح الخاصة بالجامعة من قبل مجلس إدارة الجامعة.
كما أن هذا الأمر الكريم يعتبر ساريًا من تاريخ صدوره حيث لم ينص فيه على تاريخ محدد للعمل بما ورد بمضمونه.
وبذلك تكون ملكية جامعة الملك سعود قد انتقلت مباشرة للهيئة الملكية لمدينة الرياض اعتبارًا من تاريخ صدور هذا الأمر الملكي الكريم.
يؤكد ذلك أن هذا الأمر الملكي الكريم اعتبر جميع منسوبي الجامعة حاليًّا في حكم المكلفين بالعمل وفقًا لما ورد في سادسًا منه حيث جاء النص على الآتي (1- يعد منسوبو الجامعة –بمختلف فئاتهم– في حكم المكلفين بالعمل في الجامعة بمزاياهم الحالية إلى حين البت في أوضاعهم......).
وما ذاك إلا لخروج الجامعة قانونيًّا وبمجرد صدور هذا الأمر الملكي الكريم من تبعية وزارة التعليم إلى تبعية الهيئة الملكية لمدينة الرياض.
فلا يحق حينها لأي جهة مزاولة أي اختصاص يتعلق بهذه الجامعة إلا بموافقة مجلس إدارة الهيئة استنادًا لهذا الأمر الملكي الكريم.
بناءً على ذلك فإن الجامعة قانونيًّا تقع الآن تحت إدارة الهيئة الملكية لمدينة الرياض.
وتستثنى من نظام الجامعات ومن نظام مجلس التعليم العالي والجامعات فلا يطبق هذان النظامان على هذه الجامعة وذلك اعتبارًا من صدور الأمر الملكي الكريم في 9/2/1444هـ
ونشير إلى أن الفترة الحالية وإلى أن يمضي 120 يومًا من تاريخ نشر النظام الأساس لجامعة الملك سعود والذي تم نشره في تاريخ 13/2/1444هـ
تسري على الجامعة فقط اللوائح الجامعية المعمول بها حاليًّا في الجامعة والمطبقة على جميع الجامعات وفقًا لمنطوق هذا الأمر الملكي الكريم وذلك لحين صدور لوائح الجامعة الخاصة بها.
ومن البديهي أن هذه اللوائح لا تعطي صلاحيات تتعلق بإنشاء كليات أو دمجها أو إلغائها أو تعديلها أو تعديل أسمائها.
وإنما هذه الصلاحيات وردت في نظام الجامعات وفي نظام مجلس التعليم العالي للجامعات وهي بناءً على هذين النظامين من الصلاحيات المقررة لمجلس شؤون الجامعات.
وهذان النظامان كما سبق لا يجوز تطبيقهما على جامعة الملك سعود لأن ملكية هذه الجامعة وتبعيتها حاليًّا تعود فقط للهيئة الملكية لمدينة الرياض ولا يطبق على هذه الجامعة سوى اللوائح المعمول بها حاليًّا وذلك لحين صدور لوائحها الخاصة من مجالسها الرسمية وفقًا للأمر الملكي الكريم كما سبق.
وبذلك يتضح أن قرار الموافقة على تغيير اسم كلية الآداب في جامعة الملك سعود إلى كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية يحتاج إلى موافقة من المجلس المختص التابع للهيئة الملكية لمدينة الرياض تطبيقًا لما ورد في الأمر الملكي الكريم رقم 9589 وتاريخ 9/2/1444هـ
** **
@ali_s_alq