ميسون أبو بكر
الشعور الإنساني بالسلام والتعايش ومدُّ جسور التلاقي مع الآخر أسقط نظريات عديدة تنبأت بالصراعات.
بعد حصار كورونا؛ وتعطل الحياة زاد شغف الناس للتواصل وعودة الحياة لما كانت عليه.
وبعيداً عن مشاحنات السياسة وصراع الاقتصاد ومواقف الساسة إلا أن الإنسان في أوروبا وأمريكا تحديداً كان طموحه تخطي الأزمات الاقتصادية التي يمر بها وأزمة الطاقة وغلاء المعيشة وثقل الضرائب التي ترهق كاهله، كأس العالم المعقود في قطر كان فرصة سانحة لتلاقي الثقافات المختلفة والاطلاع الغربي على الحياة المرفهة التي يعيشها الإنسان الخليجي وما وصلت إليه هذه الدول من تقدم، فلطالما كان المجتمع الغربي غارقاً في عمله والضرائب المفروضة عليه يتلقى الأخبار السياسية التي تقدم له بجرعات مسيسة حسب مواقف دولته السياسية وتحزباتها؛ وقطر كانت فرصة سانحة للآخر أيّاً كان ليتعرف على التطور ورفاهية الشعوب في الدول العربية وكرمها وترحيبها بالغريب على عكس ما نجده في الغرب من عنصرية وتجاهل للغرباء وعداء أحياناً.
القهوة العربية ثقافة الكرم.. العادات الاجتماعية وخفة الدم إيقاع حياة للإنسان المرفه من قبل حكومته، طريقة استضافة المملكة المشجعين السعوديين في قطر على سبيل المثال وتسخير اإمكانات منذ وصولهم المطار حتى مغادرتهم، الألفة الخليجية والاتحاد العربي الذي تجلّى في تشجيع المنتخبات العربية وحضور أمير قطر ملتحفاً العلم الأخضر ثم ملوحاً بعلم مملكة المغرب، هذه إشارات سيتابعها الإنسان الغربي باهتمام لأنه مغرم بتحليل ما يراه وما يلمسه وسيعيد ترتيب المعادلات في رأسه وفقاً لما عاشه بنفسه.
الشعوب العربية شعوب عاطفية مضيافة محبة وتلقائية، بعد أن كانت السياحة العالمية تعتمد عليهم بشكل كبير أصبح لديهم اليوم ما يفتخرون به وما يقدمونه للآخر من حضارات عبرت بلادهم وتاريخ ومناطق جميلة والأهم الإنسان بالصفات التي سبق ذكرها، يسهم في نجاح ذلك التسهيلات الحكومية والجهود الحثيثة في قطاع السياحة.
حضرت الأزياء التراثية والأكلات الشعبية والرقصات الفلكلورية مرآة لثقافة قطر والدول المشاركة.
بعد أيام قليلة سيسدل الستار عن هذا الحدث العالمي الكبير كأس العالم لكن سيبقى كل ما كان لوحة إنسانية راقية سيحملها الآخر معه وستعيش بداخله وسيقرأ نشرات الأخبار على أصدقائه بصدق وكما رآها وشاهدها وستبقى «مسي وينه» بصمة سعودية خالصة لتلفت انتباه عشاق الرياضة لجانب آخر من جوانب الإبداع السعودي.