محمد الخيبري
مع بداية ظهور مواقع التواصل الاجتماعي في نهاية العقد الأول من الألفية الثانية كنّا نعيش بفترة أشبه ماتكون بالواقع الافتراضي ..
كانت معظم حسابات تلك المواقع بأسماء وهمية وبعضها استخدم لأغراض غير إنسانية وتخريبية..
أما في وقتنا الحالي فقد تحوّل ذلك الواقع الافتراضي إلى حقيقة مفروضة على مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي..
توثيق الحسابات ببيانات المستخدم الرسمية حدَّ من التجاوزات الإلكترونية التي تحول بعضها لحروب إلكترونية سياسية..
أيضاً كانت الحروب الإلكترونية «الرياضية» ضمن المخطط التخريبي الذي تقوده بعض المعرفات الوهمية..
سأتناول في هذا المقال أحد أهم مواقع التواصل الاجتماعي وهو موقع «تويتر» والذي يهتم معظم مستخدميه بالجانب الرياضي..
بل إن بعض الحسابات تخصصت بالجانب الرياضي والبعض الآخر تخصص بلعبة رياضية كـ«كرة القدم»..
كان التواجد الإعلامي في بعض موقع تويتر يحظى بامتيازات من أهمها الحصول على التوثيق من إدارة الموقع..
والحماية الفعلية للحسابات الإعلامية من إدارة الموقع من «التهكير» والإساءة وغيرها من التجاوزات..
هذه الحصانة قابلها التوسع الثقافي والمعرفي من المستخدمين «العاديين» والمتابعين البسطاء..
في الجانب الرياضي المحلي قد يعاني الإعلامي من هذا التوسع الثقافي لدى معظم الجماهير والمتابعين الرياضيين..
حتى أن بعض الأساتذة الإعلاميين يقلل من دخول «تويتر» نظراً للانعدام التقريبي للمعلومة الحصرية..
وجنح البعض للمبالغة في المثالية في التعاطي الإعلامي مع بعض القضايا الرياضية التي من الممكن أن يتحول الخطأ الإملائي من الإعلامي لخطأ كارثي قد يؤلب الرأي العام ضده..
أيضاً موقع تويتر جعل للمستخدمين سهولة تداول الصور ومقاطع الفيديو والمقاطع الصوتية..
وباتت الأخطاء العفوية حتى في البرامج الحوارية والإذاعية تحسب سلباً على مرتكب تلك الاخطاء من الإعلاميين..
لقد باتت مواقع التواصل الاجتماعي خصوصاً موقع تويتر كالسلاح «ذو حدين» وقد تكون الإيجابيات فيه متساوية مع السلبيات..
اندماج الثقافة لعامة الناس مع الثقافة الإعلامية وسهولة الحصول على المعلومة جعل من الرقابة الذاتية وغير الذاتية متاحة للجميع وحقاً مكتسباً للجميع..
وباتت المسؤولية أكبر على الهيئات الرقابية خصوصاً مايتعلق بالجانب الرياضي للمحافظة على حقوق الأندية وحقوق الإعلاميين الرياضيين..
فردود الأفعال الواسعة قد تلغي حق المشجع الرياضي من التعبير والتواصل مع وسائل الإعلام والإعلاميين..
ثقافة المشجع في وقتنا الحالي تسير نحو الطريق الصحيح وبسرعة نموذجية..
ظاهر «مساحات تويتر» تؤكد أن المتابع الرياضي أصبح محللاً فنياً ومؤرخاً رياضياً وإدارياً ملماً باللوائح والأنظمة ومرجعاً مجانياً وراصداً لبعض الأحداث التي سجلها التاريخ..