زرت بغداد الجميلة بالأمس فكتبت فيها هذه الأبيات:
كحَّلت عيني من رؤياك بغدادُ
أرض الحضارةِ آباءُ وأجدادُ
كم كنتِ ملهمةً للطامحينَ مدىً
وكم أشادَ بما أهديتِ روّادُ
ألستِ من كانتِ الآدابُ تقطنُها
وكلُّ من عشقوا الآدابَ أشهادُ
لكم بنيتِ ديارَ العلمِ شامخةً
فأزهرَ الشعرُ والتاريخُ والضادُ
وبيتُ حكمتِك المشهودُ تعرفُه
قوافلُ العلمِ إذ تهفو فترتادُ
فإن أصابتكِ يا بغداد ضائقةٌ
فسوف تُفرَجُ، إن اليُسرَ إمدادُ
سترجعين منارَ العلمِ مشرقةً
ولن يضيرَك أعداءٌ وحسّادُ
وتلبسينَ وشاحَ الفنِّ فاتنةً
وللتفرُّدِ في عينيكِ ميلادُ
ذاك الفراتُ تهادّى موجُه نغماً
كأنما صاغه في السبكِ عَوّادُ
وتلك دجلةُ تسقي لحنَنَا طرَباً
فكم تسامَى على الشطَّينِ إنشادُ
من كان يسألُ عن تاريخ أمتِّنا
فذا العراقُ حضاراتٌ وأمجادُ
بغدادُ عودي كما كنتِ الفخارَ لنا
إنا بشوقٍ إلى مجلاكِ بغدادُ
** **
شعر/ د. سالم بن محمد المالك