دمشق - أنقرة - خاص - «الجزيرة»:
ما بين حالة العداء المرير المستمرة على مدى أكثر من عقد منذ اندلاع الأزمة في سورية، ودعوة موسكو لعقد لقاء بين الرئيس السوري بشار الأسد والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والتي كان قد أعلن عنها في وقت سابق، الممثل الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا، ألكسندر لافرنتييف، أكد مصدر سوري لـ»الجزيرة»، أنه لن يحدث أي تقارب بين الطرفين، لأن هذا اللقاء سيكون عديم الجدوى إذا لم يأتِ بأي شيء ملموس، خاصة من جهة الانسحاب الكامل للقوات التركية من المناطق الشمالية.
وكانت دمشق قد رفضت في وقت سابق فكرة عقد اجتماع لوزيري الخارجية، أنها ترى أن ذلك سيمنح أردوغان نصراً مجانياً على أبواب الانتخابات التركية، ويعزز موقفه، خاصة إذا تناول هدف أنقرة باللعب بورقة اللاجئين السوري في تركيا. بالمقابل، كان أردوغان قد أشار إلى استعداده للتقارب، وقال إن تركيا يمكن أن «تضع الأمور في مسارها الصحيح مع سوريا»، مشيراً إلى أنه مستعد لإجراء محادثات مع دمشق إذا تم «التركيز على أمن الحدود، وإبعاد مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية السورية عن الحدود ونقل اللاجئين إلى مناطق آمنة».
أما عضو هيئة القرار والتنفيذ المركزي لحزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، أورهان ميري أوغلو، فقد أعلن في وقت سابق، أن «تركيا وقعت في مواجهة مع كل من روسيا والولايات المتحدة الأميركية وإيران ودمشق بسبب حزب العمال الكردستاني/قوات سوريا الديمقراطية، وهذا الوضع الحساس قد يؤثر بقدر كبير على الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التركية المزمع إجراؤها في عام 2023»، لافتاً إلى أنه «من الصعب الحديث عن عملية تطبيع واضحة بين أنقرة ودمشق، «متى وكيف ستبدأ؟» باستثناء الرسائل المتبادلة بين الطرفين».
بدوره، قال مسؤول تركي «طلب عدم الإفصاح عن اسمه»، إنه من الممكن اللقاء بين الأسد وأردوغان في المستقبل، وأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يمهد لذلك ببطء، وستكون هذه الخطوة بداية تغيير كبير في سورية، وستكون لها آثار إيجابية للغاية على تركيا، وستستفيد موسكو أيضاً، نظراً لانشغالها في أوكرانيا وفي العديد من المناطق». وفي ظل ذلك، صرح مسؤول أمني تركي أن جيش بلاده يحتاج إلى أيام قليلة للبدء في عملية عسكرية برية في شمال سورية، بدأت أولى خطواتها بعملية «المخلب- السيف» التي انطلقت أواخر شهر نوفمبر الماضي من خلال سلسلة من الغارات الجوية التي طالت عشرات المواقع في شمال سوريا والعراق.