سارا القرني
تعتمد كل دول العالم على مصادر دخلها الطبيعية التي يقوم عليها اقتصادها، وكذلك على تنويع مصادر الدخل من خلال الاستثمار في قطاعات مختلفة كالسياحة مثلاً، كونها من أهم أعمدة الاستثمار الدائم على المدى القريب والبعيد، وكلّ دولةٍ لديها من المقومات السياحية ما يجعلها تمتاز عن غيرها، بل تُشتهر بمعلم من معالمها أو حضارتها العريقة وتُلقّب به.
لقد أنعم الله على بلادنا بالكثير من المميزات.. كالموقع الجغرافي على خريطة العالم والمواقع الأثرية والسياحية، وكذلك المال! نعم المال يصنع السياحة كما يصنع كل شيء، فحين تكتمل لديك مقومات النجاح تحتاج إلى الأداة التي تجعل كل فكرةٍ واقعاً ملموساً، وبلادنا لديها كل مقومات النجاح ولديها ما يجعل الفكرة واقعاً كما نريد ولله الحمد.
دأب المستشار تركي آل الشيخ بجرأته المعهودة على جلب كلّ الفعاليات التي من شأنها جذب كلّ سائح يبحث عن المتعة والتجديد والتجربة الفريدة، ميدل بيست.. إحدى هذه الفعاليات التي لاقت رواجاً غير مسبوق بين أوساط المجتمع داخل وخارج المملكة، وحضر لأجلها الكثيرون من كلّ بلاد العالم، وامتلأت مواقع التواصل بالمقاطع التي تُظهر استمتاع الجماهير والإقبال المتزايد ساعةً بعد ساعة، بغضّ النظر عمّن يخالفهم في طريقة الحياة متحفظاً أو معارضاً، لكنها نجحت وحققت المطلوب.
امتلأت مواقع التواصل بالمقاطع واحداً تلو الآخر.. بين متعةٍ وتوثيق، لكنّ الأمرّ هو ما شاهدناه من توثيق لممارسات سيئة لا تمتّ لمجتمعنا بصلة، ولا تعبّر إلا عن تصرّفات فاعلها وأفكاره وحده هو ومن وافقه عليها، لتبدأ بعدها حملات الإساءة من كلّ حدبٍ وصوب تجاه المملكة، رغم أنّ المسيء قد قُبض عليه، وصاحب الممارسات الخاطئة ماثلٌ أمام القانون منذ تلك اللحظة.
الغريب في الأمر.. انتشار التغريدات التي يزعم أصحابها بأنّ المسيئيين هم من غير السعوديين، بعد أن كتبوا أسماء المسيئين الحقيقية على الصور الملتقطة أو المقاطع المصورة وكذلك أعلام لجنسياتهم الحقيقية.
لستُ في صدد ادعاء المثالية وأنّ بلادي تخلو من مخالفي الأنظمة واللوائح والقوانين.. لكنني اصطدمت بسؤال كبير وكبير جداً إذا صحّت الأخبار المتداولة في وسائل التواصل: «هل هذه الحملات ممنهجة ليُساء للمملكة بهذه الطريقة»؟ لوهلةٍ ظننت أني أمام مخطط إعلامي قذر يتمّ زجّ العملاء به إلى الميدان لينفذوا تعليمات محددة تخالف الدين والمجتمع ويتمّ تصويرهم ونشر هذه المقاطع على نطاق واسع كي تتبعها أكبر موجة إساءة وانتقاد، لأنّ هذه المقاطع تحديداً قد انتشرت أكثر من مثيلاتها التي تعبّر عن جماليات الفعاليات، وخلال وقت قصير يدعوك للشك!
كلّ بلدٍ فيها الصالح والطالح.. لا الخير حكر لدولتنا ولا الشر حكر لغيرنا، وسنجد في كلّ مجتمع المسيء والمصلح، لكننا لن نجد أقذر من المتآمر!