عثمان أبوبكر مالي
(جاء يكحلها عماها) مثل عامي معروف تذكرته وأنا أسمع تصريحات رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم ياسر المسحل، الذي قال بعد الخروج المر للمنتخب السعودي من نهائيات كأس العالم، المقامة هذه الأيام في الدوحة، أن العالم عرف بعد الفوز على منتخب الأرجنتين (أن في السعودية كرة قدم)(!!!).
هذا الكلام فيه تجني كبير على الكرة والمنتخبات السعودية (الصقور الخضر) التي شاركت في العديد من المحافل الدولية ومنها المشاركة الأولى في النهائيات، عام 1994م في أمريكا، وصعد فيها الأخضر إلى الدور الثاني عن مجموعته، (المجموعة السادسة) التي ضمت إلى جواره منتخبات (بلجيكا والمغرب وهولندا) بعد أن حل في المركز الثاني خلف منتخب هولندا، الذي يومها لا يقل نجومية وشهرة وحضورًا عن منتخب الأرجنتين اليوم، وكان الأخضر متساويًا في كل شيء مع المنتخب الهولندي، الذي تصدر المجموعة بأفضلية فوزه على منتخبنا (2/1) في حين خسرت هولندا من بلجيكا (1/صفر)، بل إن ما قاله المسحل فيه (تجني) على هامات وقامات رياضية وشخصيات كبيرة، بذلت كل ما في وسعها وما تستطيعه وما تملكه من وقت وأفكار وجهد وعمل، لإيصال الكرة السعودية إلى أقصى نقطة في العالم، منذ تأسيس الاتحاد السعودي لكر القدم عام (1956م)، أي منذ قرابة سبعين عامًا، من خلال اللعبة وبنائها وبنيتها التحتية، ومن خلال المشاركات الدولية، ومن خلال استضافة وتنظيم البطولات العالمية، مثل نهائيات بطولة (FIFA) للشباب لكرة القدم (كأس العالم للشباب) عام 1989م ومن خلال تقديم فكرة وتبني تنظيم وإطلاق واستضافة بطولة دولية وعالمية؛ هي بطولة العالم للقارات، التي لعبت (نسخها الأولى) من عام 1992م في المملكة العربية السعودية، وعلى كأس الملك فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله - وكان منتخب الأرجنتين نفسه أحد المنتخبات التي شاركت في النسخة الأولى باعتباره بطل كأس أمريكا الجنوبية عام 1991م، وكانت كأس القارات ثاني (أهم بطولات) الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA). فهل يعقل أن العالم لم يعرف الكرة السعودية منذ ذلك الوقت ومن كل هذا وغيره، وعرفها من خلال اتحاد المسحل الذي ليس له شيء من الإنجازات (خاص به) يذكر وهو في أيامه الأخيرة من فترته، وهو الاتحاد الذي وجد دعماً تاريخيًا (مادياً ومعنوياً) لم يحصل عليه أي اتحاد سعودي قبله؟!
أبعد هذا أليس من حقنا أن نقول إن سعادة رئيس الاتحاد جاء يكحلها عماها؟!
« كلام مشفر..
« قبل المسحل أعاد مدرب الأخضر (ريناد) منتخبنا إلى الوراء سنوات، من خلال نتيجة مباراتيه الأخيرتين في المجموعة، في مشاركته في كأس العالم 2022م، فبعد الأداء والنتيجة القوية والمشرفة أمام منتخب الأرجنتين كان الأداء والمستوى مخيبًا في مباراتيه التاليتين، خاصة مباراة المكسيك، لتكون المحصلة النهائية أن عاد الأخضر كما ذهب (الأخير) رابع المجموعة التي كانت في المتناول.
« ما حصل يتحمله -ولا شك- السيد هيرفي ريناد، قلنا قبل البطولة (رينارد أبخص) وكانت النتيجة أنه (خبّص) وظهر أن قائمته كانت (حيص بيص) من خلال اعتماده على أسماء لم يحسب عدم قدرتها على أداء مباريات دور المجموعات بأوقاتها المضغوطة، نتيجة عدم اكتمال جاهزيتها، ناهيك عن إمكانية أن تقدم مستواها الطبيعي فيما لو تقدم الأخضر في البطولة.
« ويبدو - من وجهة نظري - أن تخطيط رينارد كان منصبًا على المباراة الأولى، وكان طموحه ورهانه (الوحيد) أن يفوز على الأرجنتين وميسي، وبذلك يكسب (مجدًا شخصيًا) واسمًا إضافيًا، دون أن يهتم أو يعمل على ما هو مطلوب وطموح وتطلع الجماهير السعودية وثقتها التي ذهب بها أدراج الرياح.
« ولعل ما يدعم هذا القول هو اختيارات رينارد للبدلاء، فغالبية الأسماء الأساسية التي كانت جاهزيتها لا تتجاوز مباراة واحدة هي مباراة الأرجنتين، لم يكن لهم بدلاء، ليس في مستواهم وأنما قريب منهم، خاصة في المراكز المهمة جدًا وتأكد ذلك بعد الغياب الذي حدث من الشوط الثاني في المباراة الأولى.
« ويبدو أن تجديد عقد المدرب حتى موسم 2027م (تخبيص) ثالث خرج به اتحاد الكرة من البطولة، بعد تخبيص التصريح والمدرب، ولابد أن يراجع استمرار التمديد من عدمه، بل من الواجب السعي للوصول إلى (تفاهم) في إلغائه، فثقة الشارع الرياضي بالمدرب اهتزت جدًا، ناهيك عن ثقة كثير من اللاعبين، ممن كانوا من خياراته وإبقاهم على الدكة، ومن هم خارج خياراته وما أكثرهم.