عبد العزيز الهدلق
أصبح التشجيع ضد منتخب الوطن اليوم شيئاً عاديًا وعملاً مباحاً في مفهوم البعض. وهناك من يخجل من المجاهرة بذلك ولكنه يخفي تشجيعه ضد منتخب الوطن تحت غطاء النقد!
للأسف أن هذه الظاهرة قد استشرت وكأن منتخب الوطن ناد أو فريق قد نشجعه وقد نشجع ضده! وهناك من يربط تشجيعه للمنتخب بعدد لاعبي ناديه المختارين لصفوف الأخضر!
وهذه الظاهرة السيئة التي لم تكن معروفة من قبل، انتشرت بعد أن قاد فئات من المحسوبين على الإعلام الرياضي شريحة من الجماهير للوقوف ضد منتخب الوطن، باشتراط وجود عدد من لاعبي ناديهم المفضّل لتشجيعه! حتى ولو لم يقولوا ذلك. فمشاعرهم تجاه المنتخب تفضح ما بداخلهم.
وهذه الفئة المحسوبة على الإعلام الرياضي تجد لها لكل أسف مكاناً أثيراً في وسائل الإعلام المختلفة، وتتيح لها الفرصة الواسعة لتبث سمومها بكل أريحية!
وأول من بذر فكرة التشجيع ضد منتخب الوطن هم أولئك الذين قالوا بهتاناً أن تشجيع الفرق الخارجية ضد فرق الوطن أمر مشروع وتحكمه الذائقة الكروية! ولا علاقة له بالوطنية! فأخرجت تلك البذرة نبتة شيطانية كبرت وأثمرت عفناً تشجيعياً تجاوز الأندية ليكتوي بناره المنتخب.
فهناك من ارتدى قميص فريق سيدني خلال ظهوره على الشاشة! وهناك من تمنى على الهواء مباشرة فوز فريق أوراوا الياباني على فريقاً سعودياً دون أن يجد من يقول له اخرس!
وها نحن اليوم نجني ثمار ذلك الغرس الفاسد بظهور من لا يخجل ولا يرف له جفن وهو يتمنى خسارة منتخب الوطن! وظهور من يرتدي قميص الأرجنتين وهو يواجه منتخب المملكة العربية السعودية! دون أن يجد من يردعه، ويحاسبه على فعله المنكر والمشين!
وجميعنا يتذكر ما قاله سمو ولي العهد -حفظه الله- وهو يستقبل فريق الهلال الفائز بكأس آسيا إن هذا الانتصار إنجاز للوطن. إذن تحت أي عنوان مرر أولئك مقولة أن التشجيع ضد فرق الوطن تحكمه الذائقة الكروية ولا علاقة له بالوطنية! نعم لا تستطيع أن تجبر كل مشجع بأن يشجع الفريق السعودي عند مشاركته الخارجية، ولكن لا يمكن بأي حال من الأحوال قبول المجاهرة بتشجيع الفريق الأجنبي ضد الفريق السعودي ونقول لا علاقة لهذا بالوطنية!
وها هي شرارة ذلك القول الشاذ والمنكر تكوي المنتخب الوطني بنارها.
زوايا
** يهاجمون اتحاد الكرة ورئيسه ياسر المسحل على نتائج المنتخب في المونديال، ويطالبونه بالتطوير، وفي هذا قفز على الواقع والمنطق! فالتطوير يجب أن يكون من الأندية! فليطالبوا أنديتهم بأن تتطور لأن المنتخب في النهاية يعتمد على مخرجات الأندية. فعندما تكون المخرجات ضعيفة فطبيعي أن يكون المنتخب ضعيفاً. والعكس صحيح. وإذا كان هناك ناد واحد متطور ومتميز فمن الطبيعي أن يعتمد المنتخب على مخرجاته. فإذا كنتم تملكون الجرأة والشجاعة في النقد فتوجهوا لرؤساء أنديتكم وطالبوهم بالتطوير أولاً، ليتطور المنتخب.
** ليس من الأخلاق أن يقبل الدعوة مدفوعة التكاليف، وبعد العودة يبدأ بالتهكم والسخرية! النقد متاح وهو ممارسة أدبية وأخلاقية. ولكن التهكم أسلوب مرفوض بدعوة أو بدون.
** منذ إعلان قائمة المنتخب في كأس العالم وحتى اليوم أكثر كلمة تم تداولها في السوشال ميديا والبرامج الرياضية هي «الهلال»! والعجيب أن أكثر من يتداولها هم غير المحبين لهذا النادي!
** تصوروا أن أكثر ناد هاجموه وانتقدوه هو نادي الهلال الداعم الأول للمنتخب! يبدو أنهم يريدون منتخباً كأنديتهم! ويسوؤهم أن يروا منتخباً يهزم الأرجنتين في كأس العالم.
** التأهل لدور الستة عشر في المونديال لا يقف على المستوى الفني فقط للمنتخب المشارك، بل أيضاً نوعية المنتخبات المتنافسة في نفس المجموعة، إضافة إلى الاستفادة من نتائج المباريات الأخرى في ذات المجموعة. فمثلاً منتخب بولندا تأهل لدور الستة عشر بسبب هدف سالم الدوسري في المكسيك! ولو كان منتخب كوستاريكا مثلاً في مجموعة منتخبنا بدلاً من بولندا أو المكسيك لتأهل الأخضر بسهولة.
** شكراً من القلب نقولها للمذيع والإعلامي القطري الناجح واللامع والمتميز الأستاذ خالد جاسم الذي كان سعودياً بكل مشاعره وأحاسيسه الصادقة في كأس العالم بعد منتخب بلاده قطر.
** من كان يهاجم المنتخب السعودي ولاعبيه ومدربه واتحاد الكرة ورئيسه كان في نفس الوقت يصفق لمنتخب الكاميرون ونجمه فينيست أبوبكار ويشيد به رغم أن كلا المنتخبين خرجا من دور المجموعات! هل اتضحت صورة النقد وحقيقته ودوافعه!
** رئيس اتحاد الكرة ياسر المسحل والأمين العام إبراهيم القاسم ليسا هلاليين، بل هما للضفة الأخرى أقرب، ومن المؤكد أنهما اكتشفا الآن وخلال فترة عملهما في الاتحاد الواقع المهترئ لشريحة من الإعلام الرياضي المحلي! ومنطلقات ومعايير النقد الفاسد لديهم. وأنها لا تتعدى ألوان النادي المفضّل فقط. حتى ولو كان الضحية منتخب الوطن!