د. عثمان عبد العزيز المنيع
ما زال الجميع أو لنقل الأغلبية تحت تأثير مشاركة المنتخب السعودي في بطولة كأس العالم بقطر، بداية من حق أشقائنا القطريين تهنئتهم على نجاح التنظيم والذي أكد أيضًا عمق العلاقات السعودية القطرية حيث الدعم اللامحدود بتوجيهات صريحة من ولي العهد الأمير محمد -حفظه الله.
مشاركة المنتخب السعودي جاءت متباينة التوقعات، قبل اللعب مع الأرجنتين الأغلبية يكفيها اللعب مع خسارة غير كبيرة، البعض كان يتوقع فشلاً ذريعًا لأسباب مختلفة، بعد أن كسبنا الأرجنتين تغيرت التوقعات عند الأطراف كافة بل إن البعض بات يتساءل من سنقابله في دور الثمانية؟
العاطفة لا تخلق نجاحًا، العقلانية والمنطقية تدفع للنجاح، خطاب ولي العهد للاعبين والفريق الفني قبل المشاركة كان عاملاً رئيسًا لتخفيف الضغط عن اللاعبين وتقديمهم مستوى ونتيجة أسعدت الجميع، بعد مباراة الأرجنتين اختلت الموازين عند الأغلبية وتغير إيقاع الخطاب الرياضي عند المسؤولين عن المنتخب لدرجة عرض فيلم عن كواليس المباراة وما دار بين الشوطين وكأن تلك النتيجة ستنقلنا للعب على الكأس، وهنا بداية الخطأ لتأتي الإصابات والضغط الإعلامي والمجتمعي من ناحية أخرى.
بعيدًا عن تلك التفاصيل الإدارية والفنية، هل مشاركتنا ناجحة أم فاشلة..؟ الواقعيون ومن يرون الزوايا كافة يرون أنهم ناجحوا بل وحققت أهدافًا بعيدة المدى حيث تعرف العالم على حقيقة الإنسان السعودي، فقد كان الجمهور السعودي بأخلاقه وروحه المرحة دون إسفاف في الغالب عنصرًا مهمًا لتقديم السعودية الجديدة للعالم، حيث صاحب الفوز متابعة للجمهور من القنوات كافة بل أصبحت أهازيجه جزءًا من ثقافة جمهور البطولة..، فنيًا باستثناء مباراة المكسيك كان منتخبنا يقدم نموذجًا رياضيًا ناجحًا، أبرزت نجومًا سعوديين يمكن أن يحترفوا خارجيًا.
السؤال: ماذا نحتاج لتكون مشاركتنا في البطوله القادمة للمنافسة..؟
من يعرف الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل الرجل المتواضع الواثق مع حنكته الإدارية يرتفع تفاؤله بمستقبل الرياضة السعودية عمومًا، فهو رياضي وإداري شغوف بعمله ويدرك مع فريق العمل بما يحظى به من دعم منقطع النظير من القيادة العليا متمثلة بالملك سلمان وولي عهده -حفظهما الله- ضرورة إعادة هيكلة المنظومة الرياضية بأكملها وتحقيق الخصخصة يأتي في المقدمة.
لا بأس أن نستفيد من تجارب من سبقونا، فنحن لن نخترع العجلة ولكن نحن مطالبون أن تكون رياضتنا جزءًا فاعلاً في عملية التحول والتقدم العام، لا يمكن إنكار تطور مستوى الأندية مع مشاركة اللاعب الأجنبي والذي أرى ضرورة تقليص عددهم للنصف مع أهمية اختيار عناصر مميزة تسهم في ارتفاع مستوى اللاعب السعودي وليس العكس، عموماً نحن نحتاج لمنظومة متكاملة بما فيها الوعي للإعلامي السعودي ممن يشاركون ويعدون ويقدمون البرامج الرياضية لأننا لا نستطيع أن ننكر أن الإعلام كان له تأثير في الضغط على اللاعبين في هذه البطولة، للأسف البعض كال بمكيال عاطفته لناديه ونسي أن المنتخب للوطن بصرف النظر عن انتماء اللاعب لأي نادٍ.
المنتخب أمامه بطولة آسيا وفوزه فيها لن يكون سهلاً ولكنه ليس مستحيلاً، علينا البدء بالعمل المؤسسي لنكون في عام2026 جاهزين لمشاركة تليق باسم السعودية.