د. خالد بن عبد الرحمن الجريسي
تتواصل جهود المملكة العربية السعودية وهي تسابق الزمن للوصول إلى المراكز المتقدمة عالمياً، وتتوالى مبادرات وابتكارات وخطط صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد، رئيس مجلس الوزراء، رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، رئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة -حفظه الله- وهَو يرسم مستقبل المملكة، حيث أعلن سموه إطلاق المخطط العام لمطار الملك سلمان الدولي، في بشارة أسعدت كل المواطنين وذلك لجعل مدينة الرياض بوابة العالم ووجهة عالمية للنقل والتجارة والسياحة وجسراً يربط الشرق بالغرب تعزيزاً لمكانة المملكة كمركز لوجستي عالمي.
مطار الملك سلمان الدولي الذي سيمتد على مساحة تقارب 57 كم²، تشمل الصالات الحالية تحت مسمى صالات الملك خالد، و6 مدارج طيران، إضافة إلى 12 كم² من المرافق المساندة، والأصول السكنية، والترفيهية، والمحلات التجارية، والعديد من المرافق اللوجستية، سيجعل الرياض تنافس ضمن أكبر 10 مدن اقتصادياً في العالم، ومتماشية مع التوسع الديموغرافي المتنامي، وسيكون أحد أكبر مطارات العالم، حيث يرفع الطاقة الاستيعابية إلى 120 مليون مسافر بحلول 2030 .
وسيصمم المطار العالمي الجديد وفق أحدث ما وصلت إليه تقنية الطيران والمطارات العالمية مستصحباً كل المستجدات في هذا القطاع والقدرة على مواجهة التحديات والطوارئ والتوسعات المستقبلية، ويمثِّل قلعة جديدة من قلاع التنمية المستدامة في البلاد.
هذا المشروع العملاق يعكس عبقرية سمو ولي العهد وتجدد ابتكاراته التي لا تنضب، ويجسد خطط صندوق الاستثمارات العامة وإستراتيجيته التي تهدف إلى استنهاض طاقات القطاعات الواعدة ومواكبة الإستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية والمبادرة الوطنية لسلاسل الإمداد العالمية.
ويعزِّز المشروع الوطني الحضاري الكبير جهود المملكة في التنوع الاقتصادي ومضاعفة الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي وتوفير الوظائف النوعية للمواطنين من الجنسين، والإسهام في تحقيق مستهدفات رؤية 2030، ويشكل مطار الملك سلمان الدولي نقلة نوعية على المستوى الاقتصادي والحضاري واللوجستي ويواكب تطلعات القيادة في تحقيق التنمية المستدامة ومستجيباً لمضامين الرؤية الرامية إلى تنوع الموارد وتوليد الوظائف ورسم الملامح المستقبلية للمملكة.
وتتواصل خطى المملكة المرسومة بعناية ودقة لتعزيز مركزها العالمي كدولة فاعلة ولاعب أساسي في المجتمع الدولي سياسياً واقتصادياً وأمنياً ولوجستياً، وهذا بفضل الله ثم بابتكارات سمو ولي العهد في ظل حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله.
حفظ الله قيادتنا الرشيدة وأدام عليها نعمة الصحة والعافية، وحفظ بلادنا من كل سوء ومكروه وأدام عليها نعمة الأمن والاستقرار والوفرة والرخاء والتقدّم والازدهار.