عبدالعظيم العويد
تبيَّن أن السبب الأكبر للطلاق هو لجوء الزوجة إلى شخص «مخبب» للحصول على النصيحة، إلا أن هذا الشخص الذي ربما يكون أحد أفراد عائلتها أو إحدى صديقاتها أو غير ذلك، يقوم بدفع الزوجة إلى تحدي زوجها وطلب الطلاق منه، عوضاً عن أن يقوم بنصيحتها وتهدئة الوضع بينها وبين زوجها.
أكد المحامي والمستشار عيسى بن حيدر أنه ومن خلال خبرته الطويلة في القضايا الأسرية أن أكثر قضايا الطلاق هو الانصياع للمخببين والمخببات.
وذكر ابن حيدر حالات تسبب فيها التخبيب إلى إفساد الحياة بين الزوجين حتى وصلت إلى الطلاق، ومنها حالة طلبت الخلع بسبب عدم مقدرة زوجها على الإنفاق بالقدر الذي كانت تجده في بيت ذويها.
حيث يروي قصة فتاة كانت من عائلة ميسورة بينما يعاني زوجها من قلة ذات اليد. وإمعاناً في إقناعها يوحي لها بأنها ابنة عائلة مرموقة وأنها ما زالت صغيرة وستتزوج مرة أخرى بمجرد أن تحصل على الطلاق لأن ألفاً يتمنونها على حد تعبيرهم.
وأضاف أن هذه الزوجة حصلت بالفعل على الطلاق وما زالت تنتظر الزوج الذي تحلم به منذ ما يقارب عشرين عاماً، حيث أصبح عمرها اليوم 45 عاماً، بينما تزوج طليقها ورزق بأبناء من زوجته الجديدة وترقى في عمله وتحسنت ظروفه.
وذكر ابن حيدر حالة أخرى لزوجة كانت تعاني من إدمان زوجها للخمر ورغم ذلك صبرت عليه ولم تطلب الطلاق، وفي ذات الوقت تنفس عمَّا بداخلها عن طريق التخبيب لجارتها على الرغم من أن زوجها يتقي الله ويرعى حقوق أولاده إلا أنها تنصحها بطلب الطلاق للحصول على حريتها، وذلك لشعورها بالغيرة والحسد من جارتها ذات الوضع العائلي المستقر، مشيراً إلى أن جارتها وللأسف الشديد انصاعت لنصيحتها وكادت تفقد بيتها وحياتها.
أما الحالة الثالثة فهي لزوجة، وفر لها زوجها مسكّناً وأغدق عليها وعلى أطفاله الستة من ماله حتى إنه كان يغيِّر لها السيارة الخاصة بها كل عامين، على الرغم من أنها لا تعمل، وألحق أبناءه جميعهم بمدارس خاصة، ولم يكتف بذلك، بل اشترى لهم شقة في لندن. وأضاف أنه على الرغم من ذلك كله إلا أنها طلبت الطلاق منه وعلَّلت ذلك بأنه غير رومانسي بحسب ما خببت لها صديقة بذلك، فلم يتردد الزوج الذي لم يدخر وسعاً لإسعادها في تنفيذ طلبها دون تردد لما أصابه من قهر للنفس، بل إنه باع كلما يملك وهاجر إلى دولة أخرى وتركها وأبناءه تبحث عن من يسد نفقاتهم.
وفي قصة أيضاً ذكرها المحامي عبد الله سلمان لقضية نظرها أمام محكمة الأسرة أخيراً لزوجة حصلت على الطلاق من زوجها بسبب تخبيب رجل آخر لها، حيث وعدها بالزواج بمجرد أن تتطلق من زوجها الحالي، ووفى بوعده إلا أنها رفعت عليه هو الآخر قضية وتطلقت منه. وأشار إلى أن بعض وكلاء القضايا من غير الأمناء قد يكونون سبباً في تصعيد قضايا النزاع بين الزوجين بغرض مادي، مشيراً إلى أن التخبيب عموماً يعود لأسباب عديدة منها الغيرة والحقد والاستغلال.
يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم «من خبب زوجة امرئ أو مملوكة فليس منا» (رواه أبو داود)، ويقول صلى الله عليه وسلم «لعن الله من خبب امرأة على زوجها ولعن الله من خبب رجلاً على امرأته» (صحيح مسلم)، ويقول الرسول عليه صلى الله عليه وسلم «ليس منا من خبب امرأة على زوجها أو عبداً على سيده» (سنن أبي داود).
الطلاق يعني هدم بيت مسلم تشريد أطفال وتفريقهم عن آبائهم، وبقاء رجل وامرأة دون زوج وتعرضهم للفتن دون تحصين والكثير من المفاسد التي تترتب عليه، فالمرأة التي تريد أن تتطلق هي تحتاج لمن يهون عليها مصابها لا من يزيدها، أما الطلاق فيجيد العزم عليه أي أحد بينما هي لا تبصر هذا فليس منا من خبب زوجة عن زوجها بمعنى أفسدها على زوجها فالأمر ليس هينا فانصحيها بما يصلح بيتها وإن لم تجدي ما تهوني به عليها فاصمتي واكتفي بقولك الله المستعان أنت يا أختي أدرى بحالتك فلا تحملي ذنب أحد فكثيرات منهن يتطلقن ثم يندمن بعد ذلك وتكتشف أنها كانت تحب زوجها ويعود لها الحنين ثم تصبحين أنت السبب وأنت من دفعها لذلك فاصمتي تنجي فإن كان السبب الرئيسي الذي دفعها لطلب الطلاق هو أنه تزوج عليها فالله قد أباح تعدد الزوجات لمصلحة المرأة في عدم حرمانها من الزواج ولمصلحة الرجل بعدم تعطل منافعه في حال قيام العذر بالمرأة الواحدة ولمصلحة الأمة ليكثر عددها فيمكنها مقاومة عدوها لتكون كلمة الله هي العليا فهو تشريع حكيم خبير لا يطعن فيه إلا من أعمى الله بصيرته بظلمات الكفر.