د.خالد بن عبدالعزيز الشريدة
ضمان مقومات الحياة يجب أن يكون مسلمة عالمية.. لا يخضع لأي توجه شاذ.
وفهم الحقوق ليس معناها أن تحصل على ما تريد دون أن تضر بنفسك ضررا يؤدي بها إلى المهلكة.
ربما بعض المنطق الغربي يمنح الإنسان حتى حق إنهاء حياته.
مع أن هذا (المعنى) من الخلل أن يسمى حقا.. لأنه في حقيقته باطل من كل الوجوه.
ولو أن هذا (الحق) منح للناس لأمكن أن ترى الجثث على قارعة الطريق لأي مصيبة تواجه الإنسان.
وما زال الغرب يجادل في هذا (الحق المتوهم)، ومحاولة تقنينه بإبرة الموت أو بالموت الرحيم أو بأشكال غريبة في مستنقعهم.
ديننا حرم ذلك بكل أشكاله {وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ}.. بل من رقي هذا الدين منع الإنسان أن يشير بحديدة على أخيه مازحا فكيف بمن يفكر في إنهاء حياته..
(لا يُشِيرُ أحَدُكُمْ علَى أخِيهِ بالسِّلاحِ؛ فإنَّه لا يَدْرِي لَعَلَّ الشَّيْطانَ يَنْزِعُ في يَدِهِ، فَيَقَعُ في حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ) رواه البخاري.
إنه احترام كيان الإنسان الذي لا يخفى على كل عاقل وحكيم {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ}.
المحصلة هنا أنه من الخلل عالميا أن نؤسس أو نشرع لأي شيء يقدم فيه الإنسان بنفسه أو مع غيره على أي شيء يمكن أن يضر بمقومات الحياة له أو لغيره.
إننا (نَئِد) مكونات ومقومات الحياة حينما نسمح بالشذوذ لوطية أو سحاقية أو ما يسمونها (مثلية).
أنكر كتاب الله على المشركين (بأي ذنب قتلت) استفهام إنكاري عظيم يقرع فيه القرآن توحش الجاهليين إقدامهم على ذلك.. إنه إنكار رباني على (وأد طفلة) تستحق أن تتنفس الحياة..
فما بالكم اليوم في عصر (العولمة) من يريد أن (يَأَدَ) الحياة كلها بقطع النسل من أصله بنشر الشذوذ الجنسي (المثلية) كما يسميها الغربيون..
وأد الحياة هو أن نشرع (للفاحشة الكبرى) وأد الحياة هو أن ندعم رموز الشذوذ.. وأد الحياة هو أن نقنن للعلاقات القاتلة للحياة.
كيف يمكن للحياة أن تستمر برجل مع رجل أو بأنثى مع أنثى.. إنها الموبقة الكبرى التي تعطل كل معاني الحياة..
قرع الله سبحانه الجاهليين وانزل ذلك في كتابه الحكيم (لوأد طفلة) بريئة من أي نجس ورجس.. واليوم يريد شذاذ الحياة أن يأدوا الحياة من أصلها.. بترويج وأد النسل كله.
واليوم تنعكس المعادلة ليأتي العرب ليلقنوا الغرب دروسا في مونديالهم وفي قنواتهم ومواقفهم أنهم ضد قتل الحياة وأنهم سيقفون مع صناع الحياة في كل مكان ويقفون دينا وثقافة وفطرة وقوانين ضد أي إشارة أو رمز أو لعبة أو ممارسة تؤدي لوأد الحياة.
حتى من منطق (ديموخراطيتهم) يجب أن يحترموا ثقافات الشعوب وقوانينها حينما يحلون بها.
ولكنه الاستكبار الذي كتب الله أن يكون الصارف الأكبر عن الحق وقبوله.
{سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ..}.
ما أحوج حظيرة الغرب إلى نَقْلةِ العرب من وأدة البنات إلى صناع الحياة.. بعد استجابتهم لنداء الحياة {اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ..}، إنه نداء الحياة.. ودون ذلك إنه خنق الحياة ومسامات تنفسها حتى الممات.
الدول الغربية تستنكر مواقفنا الصارمة لوقوفنا مع مقومات الحياة.. لكننا مصرون على أن نمنحهم دروسا ليس في الألعاب فقط بعد هزيمتهم النكراء في موقعة السعودية والارجنتين بل كذلك في المواجهة الأخلاقية التي نحن أهلها وحملتها ودعاتها في عالم اليوم.
سوف نرفع من مستوى بهيمية بعض الغربيين إلى مفهوم الإنسانية أولا ثم إلى رحاب الإسلام الذي هو الحياة.
** **
- جامعة القصيم