أحمد المغلوث
ما أكثر الكلمات المأثورة والمحفزة على الفعل والتي تحثنا دائماً على الابتعاد عن الكسل، ولكن من خلال تجربتي الطويلة والممتدة لم أجد أفضل من أن تستمر في العمل ليتحقق لك الأمل بمشيئة الله، وفي مساء أحد الأيام شاهدت عبر إحدى القنوات الأجنبية التي تحترم عقلية المشاهد. شاهدت تقريراً مصوراً عن نشاط مملكة النمل. ولقد شاهدت باهتمام كبير كيف تدور الحياة في هذه المملكة التي تميزت بنشاط لا يوجد فيه شيء اسمه الكسل، الجميع يعمل بهمة ونشاط كبيرين أعمالا رائعة تشعرك بالخالق عز وجل الذي أوجد في النمل عقلا مبدعا وخلاقا بفضل ما أودعه الخالق العظيم فيها من قدرات ومواهب. وجميعنا كمسلمين خاصة الذين يحفظون القرآن الكريم أو بعضاً من سوره المشرقة والمنيرة والمليئة بالمعلومات والمواعظ والإشارات المباشرة وغير المباشرة. فها هي سورة «النمل» التي تشير من خلال قوله تعالى: {وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِي النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ}. وكان الله قد اختص نبيه سليمان عليه السلام بالقدرة على معرفة لغات الطير.وعندما سمع النبي سليمان كلامها تبسم ضاحكا.. من قول هذه النملة، والمدهش أن مملكة النمل تقوم على أساس العمل الجماعي فهم يعملون لشق الطرق وبناء الجسور بأجسادهم لعبور جداول المياه التي تعترض طريقهم وحسب ما جاء في المشاهد التي عرضتها تلك القناة كانت هناك لغة وتواصل مثير. خاصة وان مجموعات كبيرة تواصل العمل نهارا وحتى في الليالي المقمرة، وعندما يكون الليل مظلما تجدهم يندفعون لأماكنهم. ويؤكد علما الحيوان والحشرات أن النمل خلال جمعه لطعامه من سقاط الحبوب يستطيع أن يحمل أضعاف وزنه. سبحان الله ولا قوة إلا بالله العزيز العظيم. من هنا نجد أن النمل يعطينا دروساً كثيرة في الجد والاجتهاد والعمل بحيوية ونشاط بعيداً عن الكسل. والعجيب أن النمل يقوم بزراعة مساحات من الأرض التي ينثر فيها بذوره التي احتفظ بها في مستعمراته المختلفة بل إنه استطاع أن يسخر عشرات الأجناس من الحشرات التي أصغر منه والتي احتفظ بها ورباها وقتا طويلاً ثم قام حسب ما قاله عالم الحشرات. «رويال نيكسون» الذي أمضى سنوات يدرس النمل وتوغل في مملكته الواسعفي مختلف دول العالم ليخرج لنا بمعلومات قيمة ومفيدة، وكم هو جميل أن تعرض المدارس خاصة في المراحل الأولى الروضة والابتدائية أفلاما عن مملكة النمل وكذلك النحل. هاتان المملكتان فيهما العديد من العظات والعبر، وقبل أيام وصلني عبر الواتساب فيديو عن نوعية من «النمل» تقوم بإنتاج العسل، وهذا النوع من العسل كما جاء في موقع ويكيبيديا العالمية يدعى «نمل العسل» وسبب تسميته بهذا الاسم أنه يتغذى على فضلات الحشرات المتطفلة على الأوراق النباتية. وتكون فضلات هذه الحشرات غنية بالسكر وبالتالي تحتفظ النملة داخل جوفها بهذا العسل الذي تستفيد منه وقت حاجتها. ومشاهدة مملكة النمل باتت متاحة تجدها داخل عالم «اليوتيوب» الذي فتح الآفاق واسعا للاطلاع والمتعة المعرفية التي لا غنى عنها لكل إنسان جاد يريد أن يتعلم كل يوم شيئا جديدا ومفيدا.