يعقوب المطير
وانتهت مشاركة المنتخب السعودي الأول في بطولة كأس العالم 2022 المقامة حالياً في دولة قطر الشقيقة، بعد ما كان مرشحاً للتأهل إلى دور الستة عشر بعد المستوى القوي الذي قدمه الأخضر في مباراتي الأرجنتين و بولندا، إلا أن الغيابات والإصابات داهمت المنتخب السعودي وكانت سبباً رئيسياً في خسارة المباراة الأخيرة أمام منتخب المكسيك ولم يقدم المنتخب السعودي المستوى المأمول في المباراة الأخيرة وكانت أقل مباراة مستوى ونتيجة وغادر البطولة من دور المجموعات برفقة منتخبات عالمية كالمنتخب الألماني بطل كأس العالم أربع مرات والمنتخب البلجيكي صاحب التصنيف الثاني على مستوى العالم والمنتخب الأوروغواي بطل كأس العالم مرتين، وكذلك منتخبات الدانمارك والمكسيك والاكوادور والكاميرون وتونس وإيران وصربيا وويلز وقطر وكوستاريكا وغانا وكندا التي غادرت بطولة كأس العالم 2022 من دور المجموعات، إلا أن المنتخب السعودي شرفنا في هذه البطولة وحفر اسمه من ذهب في تاريخ بطولات كأس العالم بعد هزيمته للمنتخب الأرجنتيني بقيادة «ميسي» بطل كأس العالم مرتين (78-86)، فوز تاريخي سوف تتذكره الأجيال، لاسيما المنتخب الأرجنتيني بطل بطولة أمريكا الجنوبية والمرشح الأول لهذه البطولة وتأهل إلى دور الثمانية حالياً بعد المنتخب الأسترالي وربما يكون المنتخب الأقرب لتحقيق بطولة كأس العالم مع منتخبات فرنسا والبرازيل و إسبانيا.
ولكن سعدنا بتأهل المنتخب المغربي للمرة الثانية في تاريخه إلى الدور الثاني وهو المنتخب العربي الوحيد الذي يتواجد ضمن منتخبات الستة عشر وتمنياتنا القلبية بتجاوز المنتخب الإسباني والتأهل إلى دور الثمانية، وكذلك تأهل ثلاثة منتخبات آسيوية إلى دور الستة عشر (اليابان، كوريا الجنوبية، أستراليا) تأكيد على تميز المنتخبات الآسيوية في الآونة الأخيرة مما يصعب على تجاوزها في البطولات الآسيوية مستقبلاً ووجب الحذر منها.
كما أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» مؤخراً عن إحصائية عن عدد الزوار الذين أصدروا بطاقة «هيا» لدخول دولة قطر الشقيقة وإتاحة لهم حضور بطولة كأس العالم في قطر 2022 بإجمالي (مليوني بطاقة هيا)، بحيث تصدر ترتيب مواطني أكثر خمس دول: 1-السعودية- 77.106 ألف بطاقة هيا ، 2-الهند - 56.893 ألف بطاقة هيا) ثم تأتي 3-أمريكا ، 4- بريطانيا، 5-المكسيك، وهذه دلالة قوية على قوة الجمهور السعودي في مؤازرته ومساندته للمنتخب السعودي في كافة المحافل الدولية بدعم من القيادة والحكومة الرشيدة، وكان من أحد عوامل نجاح البطولة العالمية، باعتباره أكثر جمهور تواجد في بطولة كأس العالم الحالية بإحصائية رسمية صادرة من أعلى سلطة رياضية عالمية.
لاشك أن هناك دروساً كثيرة ينبغي التعلم منها ووضعها في عين الاعتبار للمضي قدماً ولتقديم مستوى مشرفٍ للمنتخب السعودي في بطولة كأس العالم القادمة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك 2026، فالمنتخبات الآسيوية أصبحت أكثر قوة وصلابة لذلك ينبغي الاستعداد من الآن، وتحديداً لدينا استحقاقٌ هامٌّ بطولة الأمم الآسيوية القادمة في دولة قطر أيضاً 2023 بعد ستة أشهر من الآن.