احمد العلولا
منتخب اليابان جاء ثانياً في التصفيات المؤهّلة لكأس العالم 2022 بعد المنتخب السعودي لكنه تأهّل للدور الثاني بمونديال قطر بعد أن هزم ألمانيا وإسبانيا وهما منتخبان مرشحان قويان لتحقيق البطولة وسبق أن فاز كلٌّ منهما بكأس العالم، كما صعد منتخب كوريا الجنوبية بعد الفوز على متصدر مجموعته وتأهّل منتخب أستراليا لدور الستة عشر بالبطولة ذاتها رغم أنه كان بمجموعة المنتخب السعودي بالتصفيات ولم يتأهّل إلّا عبر الملحق في حين تأهل منتخبنا مباشرة, لكننا اكتفينا بالبطولة بالفوز الوحيد على الأرجنتين- وهو لاشك فوزٌ له قيمته التاريخية - لكنه»لم يؤكّل عيشاً» حيث خرجنا من البطولة عاجزين عن تكرار إنجاز 1994 في المشاركة العالمية الأولى بأمريكا بلاعبين (هواة) لا محترفين كما هم اليوم بينما تأهلت الأرجنتين إلى الدور الثاني رغم خسارتها منّا..
في جانبٍ آخر هاهو منتخب المغرب الشقيق يلوي الأعناق إعجابًا بتأهّله لدور الـ 16متصدراً مجموعته على حساب واحدٍ من أقوى منتخبات العالم تصنيفاً «بلجيكا», السؤال : ماهو الفرق بيننا وبين اليابان وأستراليا والمغرب كمثال فقط؟ ماذا ينقصنا لنحقق ماحققوه بل وأكثر؟ هل ينقصنا الدعم المادي والمعنوي من القيادة الحكيمة؟ طبعاً لا, هل ينقصنا الطموح؟ لا هل تنقصنا الإمكانيات؟ بالتأكيد لا, هل تنقصنا العناصر والمواهب؟ لا وألف لا, ماتنقصنا هي أمورٌ عجزنا عن التخلص منها أهمها باختصار الإيمان من الجميع : أنّ سمعة المملكة العربية السعودية هي الأهم والغاية قبل كل شيء.
ماحدث ويحدث منذ أول مشاركة في كأس العالم فيه من المؤشرات بل والحقائق عكس ذلك .. بدليل أسطوانة : لاعبينا - نادينا ضمّوا فلاناً وأبعدوا علّاناً, نحن الأكثر وأنتم الأقل هذا يعيّر ذاك بعد كل خسارة وذاك يمن على ذلك عند كل فوز .. هكذا حال الجمهور الرياضي السعودي في غالبه انعكست ظاهرة التعصب المقيت للأندية على المصلحة العليا الأهم والحال هذه لم تأتِ اعتباطًا بل هي مخرجات واقعٍ مخجل إن لم نعترف به ونساهم في تعديله فستستمر الأسطوانة التي يغني من خلالها كلٌّ على ليلاه رغم أن ليلى نفسها لاتقر لهم بذاك..
أتذكّر بعد بطولة الخليج الأولى بالبحرين عندما خرج المنتخب السعودي بنتائج مخيبة فكتب أحدهم مقالاً وضع فيه صور مجموعة من لاعبي المنتخب السعودي وقتها محمّلاً إيّاهم الخسارة ولازلت أتذكّر عنوان المقال: (عِزّي لمن غزا بكم) ومنذ ذلك المقال لم يتغيّر شيء ولم تتم المعالجة الحقيقية لبحث الأسباب والعمل على ترسيخ مصلحة وسمعة الوطن فوق كل المصالح والانتماءات الفرعيّة.. فقط.. حدث استثناءٌ وحيد لم يتكرر قبل وأثناء مشاركتنا الأولى عالمياً? مما يتطلب وقفةً أطول عنه وعن سبب عدم تكراره. فمتى نحتفي بذلك لنجد منتخباتنا وفرقنا تنافس وتحقق المأمول وما تأمله وتتطلع إليه القيادة الحكيمة والمجتمع السعودي كافة الذي أثبتت كل فئاته انتماءً وطنياً ولا أروع مع مشاركة المنتخب الأخيرة التي زحف لحضورها آلاف السعوديين الذين كانوا ملح البطولة باعتراف الجميع, وكذلك ملايين السعوديين والسعوديات بكل تنوعاتهم ممن تسمروا أمام الشاشة ويكاد صوتهم يصل لمسامع لاعبي المنتخب قبل كل مباراة مرددين معهم: «وارفعي الخفّاق أخضر».
باختصار: من البجاحة تحميل اللاعبين والجمهور جريرة تعصب وضيق فكر غيرهم ممن بإمكانهم لو توفرت لديهم الإرادة تحقيق أفضل مما كان دون الالتفات لمتابعة وسماع الرغبات الخاصة وبرامج حمّالات الحطب التي تتاجر باسم الإثارة الرخيصة بالمصلحة العامة بزراعة التعصب والكراهية التي مللنا منها وشبعنا لدرجة (القرف).
أعجبني هذا الطرح الراقي للصديق / سليمان بن محمد الرميح الإعلامي الرياضي ورئيس نادي الخلود السابق. سامحونا.
*سامحونا بالتقسيط المريح*
@ يتزين البيت السعودي ( المزار ) الأول للجمهور في كورنيش الدوحة بجدارية كبيرة للاعب ياسر الشهراني رسمها الشاب السعودي محمد خضر خلال يومين مثمناً الجهد الكبير الذي قدمه ياسر ومن ثم تعرضه للإصابة في لقاء الافتتاح مع الأرجنتين .
@ ستة لاعبين من الهلال دفعوا ثمن تضحيتهم بالعودة مصابين من المشاركة في كأس العالم, وللأسف هناك من يشكك في عملية اختيار اللاعبين، كان من الواجب تقديرهم وتوجيه الشكر نظير العطاء والتضحية، ولكن ياخساره.