عبده الأسمري
من عمق «الإرادة» إلى أفق «الإدارة» بنى صروح «الريادة» في شؤون «الرياضة» حتى تردد صداه بين «القارات» وتجدد مداه في «المهمات» كقيادي برتبة «خبير» وريادي بمرتبة «مؤثر».
كافح من أجل «الوطن» ونافح في سبل «التتويج» فكان «القائم» على «التفوق» والمقيم في «التنافس» كقيمة رياضية وقامة وطنية ومقام قيادي.
ركض لعقود في دروب «المسؤولية» ملاحقاً بعد نظره ومتابعاً حد فكره قاطفاً «ثمار» البطولات وموظفاً «استثمار» الجولات فكان «كبير» الرياضيين و»خبير» المختصين جمع بين «مهارة» التخصص و»جدارة» الاختصاص وسخر «خبرة» السنين وخيرة «اليقين» ليكون متربعاً على «عرش» الأثر في اتجاهات «المآثر» التي وثقتها «منصات» الاتحادات القارية والآسيوية كاسم بارز ورمز مؤثر صنع «الأمجاد» من توليفة «فريدة» من سداد «الرأي» و»حصاد» الرؤية.
إنه عضو اللجنة التنفيذية بالاتحاد الدولي لكرة القدم ورئيس لجنة المسابقات بالاتحاد الآسيوي لكرة القدم وعضو شرف ورئيس لجنة الاحتراف بالاتحاد السعودي لكرة القدم السابق الخبير الراحل عبد الله بن خالد الدبل رحمه الله أحد أبرز الأسماء الإدارية والقيادية في الرياضة السعودية والخليجية والعربية.
بوجه حساوي دائري تسكنه سمات «الود» وعلامات «الجد» وتقاسيم باهية تتماثل مع أسرته وتتكامل مع عائلته وعينان تنبعان بالطيبة والهيبة في آن واحد وملامح «مألوفة» يغلب عليها طابع «السمت» المرتبط بالحنكة وطبع «الصمت» المقترن بالحكمة مع شخصية وقورة المحيا لطيفة المعشر لينة الجانب تنبع منها صفات «الرقي» و»التهذيب» و»كاريزما» يتوارد منها «أصل» المعاني ويعلو فيها «نبل» التفاني ومحيا أنيق يعتمر الأزياء الوطنية التي ظلت «عنواناً» للتمثيل الدولي وأنموذجاً» للتأصيل الوطني وصوتاً «جهورياً» يعتمد على «مفردات» وطنية و»انفرادات» مهنية تتعالى منه موجهات «النصر» وتتجلى فيه اتجاهات «الانتصار» في هبة «خطابية» فريدة وموهبة «جوابية» سديدة رفعت «مكانة» الوطن رياضياً ورسخت «تمكين» الرياضة قارياً وحجزت مكان «المنافسة عالمياً, قضى الدبل من عمره عقوداً وهو يرفع اسم «السعودية» عالياً في المحافل إدارياً وريادياً وقيادياً وممثلاً وسفيراً «مؤتمناً» للرياضة والشباب.
في بلدة «الجفر» بمحافظة الأحساء الدرة المكنونة في الساحل الشرقي ولد عام 1953 وتنفس أثير هوائها واستنشق عبير حقولها وركض مع أقرانه مشفوعاً بتربية صالحة من والده وحناناً بذخاً من والدته فكبر وفي قلبه «تباشير» الطفولة وفي وجدانه «تعابير» الرجولة وظل طفلاً يراقب «العلا» في مجالس أبيه ويرتقب «الجود» في محافل أسرته.. انتقل مع أسرته إلى مدينة «الدمام» حاضرة المنطقة الشرقية وتعتقت روحه برياحين «المروءة» في تعاضد «النبلاء» وتشربت نفسه نفائس «الشهامة» من تعاون «الفضلاء» مقتنصاً من «وجوه» البسطاء «ملامح» الرضا التي امتزجت بهمته الأولى التي احتضنتها «سريرته» ووظفتها «سيرته».
انخطف صغيراً إلى «نداءات» الرزق في أهازيج «الصيادين» وانجذب نحو «ابتهالات» الضياء في دعوات «العابرين» فكبر وفي يمناه «قبضة» الاقتدار وفي يسراه «إشارة» الاعتبار..
وظل يقتبس مناهج «تجارية» مبكرة في تجارة عشيرته.. وتواءم مع «عشق» مبكر لنادي الاتفاق جعلته يقضي نهاراته في متابعة أخباره واقتناص أنشطته لتتعمق «الرياضة» في ذهنيته المتقدة بالاطلاع والاستطلاع وصياغة «المشاهد» وصناعة «الشواهد» بموضوعية الذات وشفافية النفس.
نال التفوق في تعليمه العام بتشجيع «أسري» ودعم «عائلي» مولياً قبلة «مستقبله» شطر الإنجاز حيث حصل على درجة البكالوريوس من كلية التجارة بجامعة الملك سعود عام 1975هـ بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف الأولى ثم عين معيداً بالجامعة. وابتعث لدراسة الماجستير والدكتوراه إلا أنه لم يستمر وعاد للمملكة لوفاة والده.
لبس الدبل رداءً مطرزاً بالتأثير الرياضي باكراً حيث ترأس مجلس إدارة نادي الاتفاق عام 1978م ونظراً لكفاءته فقد تم تعيينه عضواً في مجلس إدارة اتحاد كرة القدم، وعضواً بلجان عديدة منها لجان المنتخبات وتطوير أساليب الأداء، وتطوير التحكيم واللجنة العليا المنظمة لبطولة كأس العالم الخامسة للشباب وتم تعيينه رئيساً للجنة الاحتراف بالاتحاد السعودي لكرة القدم واختير كعضو في المكتب التنفيذي بالاتحاد الدولي «فيفا» وكانت له بصمته الخالدة في اعتراف الاتحاد الدولي لكرة القدم ببطولة القارات على كأس الملك فهد عندما كان مديراً للبطولة وله جهود مباركة في نجاح دورة التضامن الإسلامي الأولى التي أقيمت بجدة.
وعلى المستوى القاري والدولي تم تعيينه في «مناصب» هامة والتي شكلت «نقطة» تحول في مسيرته المميزة حيث تعين كعضو المكتب التنفيذي للاتحاد الآسيوي ورئيس اللجنة الفنية والمسابقات وعضو اللجنة المنظمة لنهائيات أمم آسيا ورئيس اللجنة المنظمة لبطولة كأس الأندية الآسيوية، وعضو اللجنة المنظمة لبطولة كأس آسيا 2007م، وأشرف على تنظيم العديد من البطولات الآسيوية وعمل الدبل في مختلف لجان الاتحاد الدولي لكرة القدم حتى نال عضوية اللجنة المنظمة لنهائيات كأس العالم 2002 و2006 واللجنة التنفيذية بالاتحاد الدولي من عام 1986 إلى 2002؛ وشارك في وضع القوانين والأنظمة واللوائح المعتمدة في لجنتي الاحتراف المحلي والدولي؛ وتعين كعضو مجلس الإدارة رئيس لجنة الدورات والمسابقات بالاتحاد العربي لكرة القدم من 1997 إلى 2002، وعضو اللجنة التنفيذية للاتحاد وعضو لجنة الأمور المستعجلة، وقد أسند إليه ملف التعاقد مع مدربي المنتخب السعودي الأرجنتيني »كالديرون» والبرازيلي «باكيتا».
وقد تم تكريمه عام 1992 بوسام وميدالية من الاتحاد الآسيوي، تقديراً لما قدمه من إنجازات وما سجله من بصمات.
انتقل الدبل إلى رحمة الله يوم السبت 27-1-2007 في أبو ظبي، حيث كان عضو الوفد السعودي المشارك في بطولة كرة القدم خليجي 18، إثر نوبة قلبية أصابته بعد نهاية مباراة السعودية والإمارات في نصف نهائي البطولة.. وسادت حالة من الحزن لرحيله ونعته الأوساط الرياضية والوسائط الإعلامية واصفة وفاته بالرحيل المفجع والفقد الموجع وتناقلته الأنباء بصفة «الحدث» وتوصيف «الحديث» وبادرت اللجنة المنظمة باستحداث جائزة اللعب النظيف في هذه الدورة باسمه.
وفي عام 2009، كرمه الاتحاد الآسيوي من بين 70 شخصية رياضية آسيوية كما أطلقت أمانة المنطقة الشرقية، اسمه على أحد شوارع حي المزروعية بالدمام تقديراً لجهوده.
عبدالله الدبل الريادي الرياضي الذي حجز مكانه في قوائم «الرموز» واستأثر بمكانته في مقامات «الاعتزاز» وظلت أعماله ساطعة في «ميادين» التقدير واستمرت أفعاله مشعة في «مضامين» التطوير.