عمر إبراهيم الرشيد
تقول دراسة أوردها مشكوراً الإعلامي مشعل النامي بأن المملكة لو أرادت عمل حملة إعلامية دولية عن الإنجازات التنموية والتطوير الذي تعيشه، لاحتاجت إلى إنفاق ثلاثين مليار دولار. وقد ساهمت الجماهير السعودية المتواجدة في قطر الشقيقة في إنجاح هذه الحملة الشعبية، فكان مشهد ذلك الشاب السعودي الذي يردد نشيداً أرجنتينياً باللغة الإسبانية وبإتقان فائق وسط الجماهير الأرجنتينية تعبيراً عما نقول وعن الروح الرياضية التي نكسب بها تفاهمنا الإنساني معهم، أقول كان ذلك المشهد من أروع ما ساهم به جمهورنا السعودي، وسط ذهول وإعجاب الأرجنتينيين أنفسهم. وماذا نقول عن القطريين، بدءاً بالأمير حمد وقرينته الشيخة موزة وهما يمسكان بالعلم السعودي في مباراة المنتخب الأخيرة. وتلك المشاعر الطبيعية والعفوية من تغريدات كتبها قطريون مطالبين السلطات القطرية باغلاق الحدود حتى لا يخرج الجمهور السعودي ويبقى في الدوحة!. ثم مشاركة جمهورنا السعودي مع الجمهور القطري احتفال الجمهور المغربي بتأهل منتخبهم والذي أصبح ممثل العرب الأفضل وبكل جدارة في الدور الثاني من هذا المهرجان الدولي الرياضي والاجتماعي.
قلت مشاعر من الدوحة وفي مقالي السابق كتبت (دروس من الدوحة)، لأني أكرر التهنئة لقطر على نجاح تنظيم هكذا مسابقة بهذا الحجم، رغم التحديات ومحاولات إفشال هذا التنظيم، ومنها محاولة فرض سلوكيات شاذة لا يقبلها ديننا ولا عاداتنا العربية، ومع ذلك مازالت قطر صامدة في وجه هذه المحاولات حتى أجمل ختام بإذن الله تعالى. ولقد كانت لمشاهد الجماهير من أوروبا وأمريكا وآسيا وهي تشاهد عن قرب أداء الصلاة في عدة مساجد أصداء غاية في الروعة والسمو ولله الحمد، ولا يخفى تأثير مثل هذه المشاهد والشعائر على تلك الجماهير، وقدح الأسئلة وإثارة الفضول في نفوسهم وأذهانهم لمعرفة هذا الدين العظيم. وما نقول في اقبالهم على اقتناء وشراء الغتر والشمغ والعقال القطري الخليجي، وكما قلت فهذه حملة قطرية وخليجية لتعريف العالم بقطر وبثقافتنا وهويتنا الحضارية الخليجية مع تأثير وسائل التواصل والثورة التقنية التي تنقل هذه المشاهد الرائعة. لن نفي قطر قيادة وشعباً حقها من العرفان والامتنان، وندعو العلي القدير أن يوفقهم لاتمام هذا المهرجان الرياضي والاجتماعي والثقافي الدولي، وأن يوفق المنتخب المغربي الشقيق لتحقيق المزيد من التألق، وأن يدحر من يزرع الفتن بيننا والله غالب على أمره وإلى اللقاء.