المقصود بالحياء اصطلاحًا: هو: (انقباض النَّفس مِن شيءٍ وتركه حذرًا عن اللَّوم فيه). وقال ابن حجر: (الحَياء خُلُقٌ يبعث صاحبه على اجتناب القبيح، ويمنع مِن التقصير في حقِّ ذي الحقِّ). والحياء صفة من صفات المسلم ذي الضمير الحي يمنعه من فعل كلِّ قبيحٍ من القول والعمل والمجاهرة بالأفعال على العلن وقد ورد ذكره في القرآن الكريم في عدة مواضع {فَجَاءتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاء قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَاءهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} (25) سورة القصص.
{يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ} (26) سورة الأعراف.
والحياء صفة حميدة لا تقتصر على النساء فقط بل حتى عند الرجال وقدوتنا في ذلك نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم حيث كان أشد الناس حياءً.
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشدَّ حياءً مِن العذراء في خدرها)، والحياء شعبة من شعب الإيمان وصفة أخلاقية حميدة، بها تستقيم الأمم وترتقي بها المجتمعات ويزداد بها صلاح المرء وتزين بها حياته، فيعيش في هذه الدنيا في مأمن عن الشرور ومواقع الفتن والحياء لا يأتي إلا بخير، تزداد به الهيبة وتحفظ به الكرامة وماء الوجه، وتصان به الأعراض ،وإذا سقط الحياء سقطت السمعة وسقطت الهيبة، تبحر فيه النفس إلى مواطن الخلل والزلل وحب الشهوات ويختل ناموس الحياة وهنا يبرز دور الراعي والمربي (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته) وأول من يربي المرء هما الأم والأب، فهما القدوة الحسنة في حياة الأبناء، ويأتي بعدهما دور المربي الذي يغرس هذه الصفة الحميدة عند النشء فيخرج لدينا جيلاً صالحاً يمتلك أجمل الصفات الحميدة والتي تساهم في استقرار المجتمع وصلاح أفراده.