لا ليس عجيباً العنوان كما سيتجلّى بما يأتي، لكني -لعلي- أحاول أُقرّبه بـ(لقطة):
هل يذهب بك الألم للطبيب، أم حاجة العضو -منك- هي من تحدد، وربما تُجبر؟ هذا السؤال طرحته حين كاد يطرحني ألم ألَمّ بـ(ضرسي)!..
وكلمة (لو نعيها) فلن نركنها على الهامش، أننا في جملتنا لا نهتم لموضوع الوقاية(1)، فضلاً عن جدول زيارة الطبييب، والذي يُلزم بها -بالأخص- من قارب الخمسين.. فصاعدًا.
ففكرت بزيارة الطبيب ليس مخافة التضاعف، ولكن الخوف من استمرار -وربما تزايد- الألم.
وما أن قارب حلول المساء إلا وخفّ الألم فاقلعت الفكرة من ساحة وقتي، أعني جدول بقية يومي، بل أبشركم فقد الفكرة برمّتها، فقط من حين خف الألم، وهذه -التي فعلت- هي من المضحكات المبكايات التي لا نتوارى عن الاعتراف بها، لأنه (بيني وبينكم) مثلي كثير، ممن يفعل هذا(2)
هذا المشهد -أقصد اللقطة- وضّحت لي ليس دواعي الألم (أن اضطر لزيارة الطبيب)، بل إلى نعمة الألم... الذي يأتي كجرس إنذار يسبق تضاعف أنين العضو الذي مع الإهمال يؤدي للتخلّص من الألم أن لا حيدة من التخلّص من ذات العضو، وكم من ضرس بدأ يؤرقك ثم تضاعف لتسحب عصبة وقد يبلغ مع تماديك/ لخلعه تحسب أنك وبعيد خلعه بشيء من سكون الألم ولا تستحضر أنك خسرت شيئًا من متممات حُسن الخالق اللاتي تخدم جسدك داخليًا، وهذه -الأخيرة- ربما هي التي تعزّيك عندئذ خلاف أن الألم لو أتيت تفلسف لقلت عنه نوع من (حزن فرق المنبت) كأم قبل أن يتوفى ابنها تتهاداه تتوجّع ليس فقط لأوجاعه بل لنذارة إلا وتنبئ أن الأجل دنا به عن قريب يتولّى طبعاً أتكلّم عن بعض أمراض (حفظنا الله جميعًا) هي للموت أقرب منها للشفاء، ما تسمى المستعصية من التجاوب مع كل ما بلغه الطبّ.. من علاجات.
المهم لا علينا أن المتناز الجراح، فإن من لا تؤذيه هو الميّت إن لم يكن ماديًا فمعنوياً.. وهي أكبر، فما لميت الآمُ.
وأكرر على الأخيرة ممن ماتت نخوته وتهاوت أماني أمته، فلم يعد يبكي لبكائها ولا يستشعر شيء مما يؤذيها، والنبي - عليه الصلاة والسلام - قرّب لنا هذه بـ (مثل المؤمنين في توادهم).
فمن ليس بداخله مودّة لأحد ولا رحمة بما يصيب غيره.. فيعبّر عن تلكم بالتفاعل وإن لزم الأمر التكافل فهو ليس بالمؤمن (.. التامّ) الايمان، وهذه للعلم هي وجه، ووجهة دلالة نصوص كهذا (3).
هذا، وإن لم يكن موضوعيًا لكن تموضع لمرادي أقصد استقصاء أشمل أقول إن تقديم المعنويّ على التفريق بين الماديّ ليس كل يكترث به، وهذه محض الأنانية.. التي مُني بها فئام اليوم بعضهم تصدّر المشهد، وهذه -الأخيرة- لعمري هي أُس جراح المجتمع المسيّر بعض مركباته بأولئك، وهذا -للتأكيد- هو الذي يفرّق من ناحيتي النصج والنتاج مجتمعٌ عن آخر.
فكم من أمة تعيث بالملهيات ومع ذلك تجد دولها بين الصدارة والسبب يعزوه الحكماء إلى أن كفايتهم من البروز والتقدّم قام به من بينهم من يكفيهم مؤونة مبلغ تلكم المراتب.
ومن ثم التخصص الذي توليه بلادهم لمؤهّل (.. أي وضع الرجل المناسب بالمكان المناسب)، أزيدكم -لكن أهمسها بأذانكم- مقولة (العقل السليم بالجسم السليم) وكم من أمّة سلمت (..على ما لديها من وجوه العبث، بل والتمادي بالملهيات) لأنه أعطت القوس باريها.
فما نامت حتى تأكدت أن من يقود دفّتها هم أولي النهى والعرفان، ومن بعدها نعموا بالمنام والمضيّ خلف الخيلات والأحلااااام.
________________________________________
1) والذي كل يوم يؤكد المثل (درهم وقاية خير من دينار علاج) - كذلك مقالة الصدق.. (أحفظ ريال يومك الأبيض إلى يومك الأسود) وهلم مجرّآة من أمثله سكبها لمن بعدهم - نحن وغيرنا- من خبروا الدنيا، وجربوها.. بعد أن عركتهم!
2) وقد حضرني مثل (هل إذا سقط فلان بالنار تسقط مثله)؟!
3) وكذا حديث لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)..