عبدالعظيم العويد
أثبتت أدلة تجريبية علمية أجريت على مدى ثلاث سنوات، أن طائر البطريق دائمًا ما يكون محاطًا بطيور ماء أخرى، وذلك لأن البطريق يسهل عليه الحصول على الغذاء، كونه يستطيع أن يغطس على عمق 60 مترًا تحت الماء، ليحصل على مجموعة من السمك ليحملها معه إلى السطح، فيأكل اثنتين منها فقط، ويترك البقية للطيور الأخرى التي لا تستطيع الغوص لتأكل بدورها، ويقوم البطريق بذلك العمل بالفطرة التي فطره الله عليها.
قال الحطيئة منشدًا:
مَن يَفعَلِ الخَيرَ لا يَعدَم جَوازِيَهُ
لا يَذهَبُ العُرفُ بَينَ اللَهِ وَالناسِ
ولهذا أنا أحتاج إليكم جميعًا بلا استثناء، فشكرًا للصابرين وممتن للمستفيدين ومعذرةً للشامتين، وكما يقال الناس للناس والكل بالله.
كثيرٌ ممن يتواصل معي قد يستغرب بعض منهم هذا التواصل والاهتمام المستمر بإرسال الخواطر والمقالات التفاؤلية بالرغم أنه لا توجد مصلحة ولا علاقة سابقة تربطني بأحدهم، قاعدتي في تواصلي مع الآخرين: دائمًا أتمنى أن أكون إضافة جميلة في حياة الآخرين كحبات السكر حتى وإن اختفيت عن الأنظار أو أن أحدكم ابتعد عني، تركت طعمًا حلوًا في حياته، أقلها أن أجد دعوة صالحة بظهر الغيب.
هذه رسالة جاءتني بالأمس يقول صاحبها: «غريب أمرك لم أرد ولا على رسالة منك منذ زمن, ومع ذلك لازلت ترسل لي على الدوام، فكلما جاءت رسالة منك أتساءل في نفسي، هل يعقل أن هناك شخصًا يرسل بدون أي مصلحة؟ وماذا يريد من هذا التواصل؟ وهل هناك مصلحة يرجوها مني من إرسال مقالاته وخواطره؟ انتهت الرسالة، ولم ينتهي الكلام..
بعضُ من أرسل لهم منذ سنوات لم يرسل لي حتى رسالة واحدة مدحًا أو شكرًا أو معايدة أو مباركة أو حتى ذمًا أو نقدًا ومع ذلك لم أترك تواصلهم والإرسال لهم، لأني أحب التواصل مع الجميع دون استثناء، والكثير ولله الحمد أصبح يسأل إذا تأخرت عن الإرسال، وتجده يتصل للاطمئنان بالسؤال والاستفسار عن الغياب.
وكلنا يستفيد من بعض في مواقع التواصل إما بقراءة ما أنشره من خربشات قلمي أو تواصلهم معي مباشرة أو إرسال رسائلهم لي لأستفيد أنا أيضًا، فهل يلزم أن تكون هناك مصلحة من التواصل المستمر؟؟
أعرف أن هناك بشرًا مجرد إن انتهت مصالحهم منك لا يعرفوك. ولو كنت من هذا النوع أنني أرجو من أحدهم مصلحة دنيوية لانقطعت عن الذي لا يرد البتة، ومن الذي لا يهتم ويتفاعل مع مقالاتي وخواطري أو أجد الجفاء في علاقته وتواصله معي.
يكفيني أن أجد التواصل الجميل وتكثير سواد الأصدقاء وفتح حسابات بنكية في قلوب الآخرين بإرسال خواطري ومقالاتي، ولله الحمد وجدت منها حب الناس وكسبت ود الكثير منهم، بالرغم أني لم ألتقِ ببعضهم مباشرة وجهًا لوجه، لكن أجد في تواصلي راحة لنفسي وسكونًا لروحي وهدوءً لقلبي..
أحب الكتابة بالفطرة منذ الصغر، ونشر مقالاتي وخواطري وتواصلي المستمر هو احترام وتقدير لنفسي أولًا وللآخرين ثانيًا، وهذا لا يعني أنني بحاجه إلى أحد، ولكن المبدأ الذي تعلّمته من ديني وتربيتي وأخلافي، وما علمتني الحياة؛ أن كسب قلوب الآخرين لا يتم إلا بأربعة أعمال تقوم بها، بطيب الكلام، وجميل الاهتمام، وصدق المشاعر، وحسن المعاملة.