الثقافية - علي القحطاني:
في عام 2015 أصدر الباحث والكاتب البحريني د. عبدالله أحمد المدني كتابا عن محطة تلفزيون أرامكو من الظهران، أول قناة تلفزيونية ناطقة باللغة العربية في منطقة الخليج، والثانية على مستوى الشرق الأوسط من بعد تلفزيون المملكة العراقية من بغداد. لقي الكتاب استقبالا حافلا من المهتمين بتأريخ مظاهر التحديث والمدنية في المنطقة ومن هواة القراءة بصفة عامة، بدليل نفاده من المكتبات خلال فترة وجيزة.
وخلال العام الجاري عمل المدني، الذي كان شاهدا على ميلاد القناة ومواكبا لبرامجها وتحولاتها، على تنقيح كتابه وإضافة مواد جديدة إليه، فصدرت قبل أيام عن "المؤسسة العربية للطباعة والنشر" بمملكة البحرين الطبعة الجديدة الملونة والمنقحة والموسعة من كتاب "تلفزيون أرامكو، دراسة توثيقية لأول محطة تلفزيونية ناطقة بالعربية في الخليج".
سرد المؤلف من خلال 11 فصل و212 صفحة من القطع الكبير وعشرات الصور النادرة قصة تلفزيون أرامكو من الظهران من الألف إلى الياء منذ انطلاق بثها لأول مرة في السادس عشر من سبتمبر 1957 وحتى توقف البث باللغة العربية عام 1970، بعيد إطلاق التلفزيون السعودي الرسمي بثه في تلك السنة. فتناول الدور الرائد الذي لعبته هذه القناة التلفزيونة الأثيرة في حياة أجيال من سكان شرق المملكة العربية السعودية والدول المجاورة كالبحرين وقطر والإمارات، تثقيفا وتنويرا وتوعية وترفيها من خلال برامجها المحلية والعربية والأجنبية العديدة، وتطرق إلى الكثير من الحكايات والطرائف والمشكلات التي ارتبطت بظهور الجهاز في المنطقة، وخصص عدة فصول للحديث المفصل عن الإعلاميين الذين قادوا القناة أوقاموا باعداد وتقديم برامجها المتنوعة أو عملوا على دبلجة أفلامها الأجنبية.
من عناوين الكتاب الرئيسية: "اختراع الجهاز السحري"، "تاريخ البث التلفزيوني في العالم"، "دور شركة أرامكو التنموي والتوعوي"، "تلفزيون أرامكو ــ تاريخ وريادة"، "ذكريات وطرائف وآثار اجتماعية"، "أهم برامج تلفزيون أرامكو"، "فهمي بصراوي ـ أول مذيع تلفزيوني خليجي"، "جميل حطاب ــ آسر قلوب الأطفال" "عيسى الجودر ــ مذيع التلفزيون الأشهر"، "صالح المزيني ــ أول خليجي يدير قناة تلفزيونية".
أما العناوين الفرعية فقد اشتملت على:
"بداية فكرة إطلاق المحطة"، "شعار المحطة وقصة الهندي الأحمر"، "أسماء خالدة في تاريخ المحطة"، "ساعات البث والإرسال"، "مقص الرقيب"، "رسائل المشاهدين"، أسبقية التعرف على التلفزيون"، "التلفزيون دليل وجاهة"، "انقلاب في الحياة الاجتماعية"، "من نجد إلى الظهران من أجل التلفزيون"، "إطلع فوق فر الأريل"، "الزحف لا شعوريا نحو الشاشة"، وغيرها.واختتم المدني كتابه بعرض لأسماء أهم الأفلام المصرية التي تم عرضها على شاشة القناة على مدى 13 عاما من البث مع أفيشاتها النادرة، علاوة على صور وتفاصيل أهم ما تم بثه من مسلسلات أمريكية كوميدية واجتماعية وحربية وكرتونية.الكتاب لا غنى عنه، خصوصا وأنه يؤرخ لبواكير الإعلام المرئي في منطقة الخليج وشبه الجزيرة العربية والذي سبقت فيه المملكة العربية السعودية دولا عربية وأجنبية عديدة.