الثقافية - أحمد الجروان:
صدر للشاعر والناقد المصري عبدالله السمطي كتاب نقدي جديد في مجال القراءات النقدية لقصيدة النثر العربية، بعنوان: «جاذبية الشعر النسوي: 40 شاعرة في الأفق النقدي» ( الرياض، الطبعة الأولى 2022 ) ويقع في 408 صفحات من القطع المتوسط.
يضم الكتاب (40) قراءة نقدية عن (40) شاعرة عربية وقد ركزت القراءات النقدية في هذا الكتاب على تأمل الدلالات والفضاءات والرؤى التي تزجيها كل شاعرة في ديوانها، من وجهة سيميولوجية حيناً تتأمل في معاني النصوص وبوحها التعبيري، والكشف عن مكنونات الذات وتجوهراتها المتعددة، وبوحها الغنائي أو الدرامي وحيناً من وجهة بويطيقية تصبو للكشف عن المكونات الشعرية التي تحققها النصوص من جهة تركيب العبارة الشعرية، وتشكيل الصورة والمشهد الشعري، والكشف عن تمازج السياقات الأسلوبية التي قد تركز على معجم محدد أو حقل دلالي أو تستثمر جملة من الآليات الفنية مثل: التكثيف، والترميز، والإشارة، والتشكيل عبر السرد الشعري، أو المفارقة، والتشخيص، والتناص مع مصادر تاريخية أو أسطورية أو شعرية.
وجاءت القراءات النقدية في الكتاب عن الشاعرات: أدال حوراني ( لبنان) أريج حسن (سوريا) أليسار الحكيم (سوريا) أماني غيث (لبنان) إيمان إمبابي (مصر) إينانة الصالح (سوريا) ابتسام أبو سعدة (فلسطين) بسمة شيخو (سوريا) حنين الصايغ (لبنان) دلشان آنقلي ( سوريا ) راشيل شدياق (لبنان) رانيا كرباج (سوريا) رقية مهدي (السعودية) ريتا يمين (لبنان) ريف حوماني (لبنان) زكية المرموق (المغرب) سمر دياب (لبنان) سميحة المصري ( فلسطين) صبا قاسم (سوريا) عائشة المؤدب (تونس) عبرة المزروعي (الإمارات) فاطمة سعدالله (تونس) فاطمة المرواني (السعودية) فاطمة نزال (فلسطين) فضيلة مسعى (تونس) كريستين حبيب (لبنان) لينا شكور (سوريا) ماجدة داري (سوريا) مثال الزيادي (المغرب) مريم مشتاوي (لبنان) ميثاق كريم الركابي (العراق) ميرنا الداقور (لبنان) ناريمان علوش (لبنان) ندى حطيط (لبنان) نسرين كمال (لبنان) نغم نصار (لبنان) نور طلال نصرة (سوريا) هالة نهرا (لبنان) هدى الدغاري (تونس) يسر بن جمعة (تونس ) .
ويرى السمطي في كتابه : أن المرأة العربية الشاعرة تقدمت في العقود الثلاثة الأخيرة تحديداً لتشارف عوالمها الشعرية بشكل مستقل، ترى بنفسها، وتشعر بالعالم بحواسها وكينونتها، وتكتب ما تراه هي لا ما يراه الآخرون. المرأة العربية كانت طوال عصور قابعةً شعريًّا تحت أشجار الفحولة الشعرية، كانت تابعةً تعبيريًّا فيما هي متبوعة كصورة أو كلوحة أو كاستلهام عاطفي غزلي رومانتيكي حيناً، أو رمزي إشاري أحياناً أخرى كصورة للوطن أو الأرض أو الخصب أو صورة مؤسطرة أو خطابًا يستدعيه الشاعر ليتحدث معه عن تجربته في الحياة والعالم شعرياً. ومن هنا لا نستغرب كثيراً هذا الاستدعاء الوهمي أحياناً من دون وجود امرأة حقيقية لتتدفق قصيدة ما.
في ظل هذا الوعي - كما يوضح السمطي في كتابه - يتسنى لنا أن نحدق في تجربة كتابة المرأة الشعرية. وهي كتابة محفوفة بالمخاطر، لأن المرأة خرجت عن وصاية الرجل وعن رقابته وعن تحديده لبوصلة القصيدة واتجاهاتها. لتقدم شعراً له هويته النسوية وله جاذبيته ومستوياته المتعددة التي تعلو حيناً إلى نسقها السامي أو تتأمل أن تتجاوز مباشرتها وتقريريتها.
الكتاب هو الثالث في إطار القراءات النقدية التي يقدمها عبدالله السمطي عن قصيدة النثر النسوية بعد كتابيه:» انبثاق قصيدة النثر النسوية (2012) و»كتابة الحواس» (2016) وصدر للناقد من قبل 25 كتاباً نقدياً من أبرزها: نسيج الإبداع، وحلم الكلمات، وأفق التسمية ومثاقفة النص، والموسوعة النقدية لقصيدة النثر العربية.