د.شريف بن محمد الأتربي
معالي الوزير اسمح لي في هذه الرسالة الرابعة (والأخيرة) إلى معاليكم أن أقتصر كلامي عن نظام التعليم الثانوي، هذا التعليم الذي تحوَّل إلى حقل تجارب على مدار أكثر من 30 عامًا، فمن نظام التعليم المطور إلى نظام الثانوية العامة والاختبار النهائي من الوزارة، ثم نظام المقررات، والنظام الفصلي، وأخيرًا نظام المسارات. كل هذه الأنظمة طُبِّقت في نظامنا التعليمي وغيرت وتبدلت دون أن نجد سببًا مقنعًا ولا دراسة لأثر هذا النظام على الطلبة الذين تخرجوا من التعليم الثانوي والتحقوا بالجامعات سواء داخل السعودية أو خارجها، أنظمة جاءت ورحلت فقط من أجل تحقيق أهداف صيغت بعناية فائقة فأبهرت كل المعنيين حتى ظننا أن كل نظام منها هو المنجاة من ضعف المخرجات التعليمية، أو دعنا نسميها بمسمها الحقيقي وهو فقر التعليم.
معالي الوزير قبل عام دراسي واحد أطلقت وزارة التعليم نظامًا جديدًا للتعليم الثانوي باسم (نظام المسارات)، وحسب موقع الوزارة: فهذا النظام مبنيٌ على أفضل الممارسات العالمية، وتقوم فلسفته على ضرورة نقل الطالب من متلقٍ سلبي للمعرفة إلى مشارك ومنتج للمعرفة، حيث يُعد النظام الجديد بمنزلة محاولة جادة لتقييم أبرز الممارسات في تاريخ التعليم الثانوي في المملكة العربية السعودية، وتقييم الممارسات العالمية في المرحلة الثانوية بشكل عام من أجل الخروج بأنموذج مطوّر يجمع بين مطالب العصر، والعلمية والقابلية للتطبيق.
ونظام المسارات بشكل عام ينطلق من فلسفة متجددة قائمة على توسيع الفرص ومشاركة الطالب، فهي كما تُعِد الطالب للحياة وإكمال تعليمه بعد المرحلة الثانوية، فهي تمنحه أيضًا فرصة المشاركة في سوق العمل، فالطالب عبر فلسفة نظام المسارات قادر على ممارسة أكثر من دور يجعله شريكًا في صناعة المعرفة، وليس مجرد مستقبِل ومستهلك لها، ووفق هذا النظام يستطيع الطالب أن يتماشى مع المتغيرات من حوله في القرن الحادي والعشرين، وربما يحقق مستهدفات رؤية المملكة 2030.
ويشتمل نظام المسارات على خمسة مسارات رئيسة هي:
المسار العام.
مسار علوم الحاسب والهندسة.
مسار الصحة والحياة.
مسار إدارة الأعمال.
المسار الشرعي.
ويقدّم كل مسار فرص تعلّم مختلفة ومتجددة.
معالي الوزير، لن أخوض في غمار شرح وتوضيح هذه المسارات فأنتم أعلم مني بها، ولكني سأشير إلى نقطة في غاية الأهمية، وهي أن المدارس التي ستطبق هذا النظام أغلبها ستطبق المسار العام، وقليل منها من سيطبق المسارات الأربعة المتبقية، والسؤال هنا: ما فائدة نظام تعليمي لا يمكن تطبيقه في المدارس كافة للمساوة بين الطلبة، وهل لابد أن يتكبد الطالب عناء البحث عن مدرسة تطبق المسار الذي يرغب في الانضمام إليه؟ أسئلة كثيرة معاليك تحتاج إلى ردود ممن قاموا بإعداد هذا النظام، ليست في آلية تطبيقه، فقد قاموا بإفراد الآلية وإعداد الأدلة بما يكفي ويفيض، ولكن السؤال الأهم هو: ما هي أفضل الممارسات العالمية التي تطبق مثل هذا النظام حسب ما ذكر معدو النظام أنه مبني على أفضل الممارسات العالمية؟ وقد سمحت لنفسي معاليكم أن أبحث في أنظمة التعليم المطبقة في الدول المصنفة ضمن المراكز الأولى في أنظمة التعليم حتى أجد ردًا على سؤالي ولا أنتظر ردًا ربما يطول فيؤخر رسالتي لمعاليكم.
معالي الوزير، لقد بحثت عن أفضل أنظمة التعليم حسب التصنيف العالمي لجودة التعليم 2022 والذي تشرف عليه منظمة اليونسكو لضمان إعلان نتائج التصنيف العالمي لجودة التعليم بصورة مثالية، وكان ترتيب الدول العشر الأول كما يلي:
1. الولايات المتحدة الأمريكية.
2. المملكة المتحدة.
3. ألمانيا.
4. كندا.
5. فرنسا.
6. سويسرا.
7. اليابان.
8. أستراليا.
9. السويد.
10. هولندا.
وفي تصنيف مؤسسة US News (الأمريكية) والذي يرصد 78 دولة تمتلك أعلى جودة تعليم عالمي، كانت الدول العشر الأولى هي ما ورد في التصنيف العالمي نفسه. وحتى أكون أكثر إنصافًا فقد تمعنت في أنظمة التعليم لثلاث من الدول التي يشار لها بالبنان، وهي الولايات المتحدة الأمريكية، وكندا، واليابان، وعرجت أيضًا على التنين الصيني لعلي أجد عنده ما لم أجد عند غيره.
في الولايات المتحدة الأمريكية تنقسم المراحل التعليمية إلى 3 مراحل:
المرحلة الابتدائية: وتشمل الصفوف من الروضة حتى الصف الخامس.
المرحلة المتوسطة: وتتشمل الصفوف من الصف السادس حتى الصف الثامن.
المرحلة الثانوية: من الصف التاسع وحتى الصف الثاني عشر.
وتنقسم المرحلة الثانوية إلى مرحلتين: المدرسة المتوسطة والمدرسة الثانوية، حيث يُمنح الطلبة في هذه المرحلة حق اختيار بعض المواد الدراسية، كما يمنح الطلبة حق الاختيار بين الفصول الدراسية والأقسام المختلفة.
يتناول الطلبة في المرحلة الثانوية مجموعة مختلفة من الفصول الدراسية، ولكن دون التخصص في مادة معينة، على الجانب الآخر يتم استثناء المدارس المهنية، حيث يتلقى الطلبة مجموعة كبيرة من المواد الدراسية بشكل الزامي، مع إمكانية اختيارهم بعض المواد الإضافية «لملء وتكملة ساعات التعلم المطلوبة»، وتعتمد المرحلة الثانوية على الدرجات الرسمية التي تؤهل الطالب للمرحلة الجامعية.
وتقدم مدارس المرحلة الثانوية في الولايات المتحدة الأمريكية دورات (مع مرتبة الشرف) أو ما يسمى بالتنسيب المتقدم (AP) أو البكالوريا الدولية الشهيرة (IB)، وفي هذه الدورات يتلقى الطلبة دراسة مناهج أكثر صعوبة وقوة من المناهج التقليدية، ودائمًا ما يحصل الطلبة على (مرتبة الشرف) أو البكالوريا الدولية في فترة الدراسة الثانوية وتحديدًا في الصف الحادي عشر والثاني عشر من المرحلة الثانوية.
يمكن للطلبة الالتحاق بالدورات في وقت مبكر من الصف التاسع، كما تقدم بعض المدارس الدولية شهادات دولية يمكن دراستها وتقديمها مع دبلوم المدارس الثانوية، كما يمكن أن تكون إضافة جيدة لدورات مرتبة الشرف والبكالوريا الدولية والتنسيب المتقدم.
وعادة ما يختبر الطلبة في الصف الحادي عشر عددًا من الاختبارات الموحدة، وذلك لمعرفة وتقييم قدرة الطلبة على التعلم، وتجسد هذه الاختبارات متطلبات التخرج وقياس مهارات التعليم ما بعد المرحلة الثانوية. يقوم الطلبة بالتقدم لنوعين من الاختبارات وهما (SAT - ACT)، وهذه الاختبارات الأكثر شيوعًا في الولايات المتحدة ويقوم بها الطلبة من أجل الالتحاق للكلية. يمكن للطلبة خوض اختبار واحد أو اختبارين، كما يمكن لهم عدم خوض أي منها، ويتوقف هذا على شروط الكلية التي يرغب الطالب الالتحاق بها.
تولي المدارس الأمريكية اهتمامًا وأولوية كبيرة تجاه ممارسة الرياضة والنوادي والأنشطة المجتمعية بشكل عام، وتعتبر الأنشطة (اللامنهجية) أنشطة تعليمية، ولكنها لا تدخل ضمن المناهج وتكون تحت رعاية وإشراف المدرسة وتمارس خارج ساعات الدوام الدراسي، ويفضل أن تكون هذه الأنشطة والمواد اللامنهجية بالمرحلة الثانوية. وتتمثل المواد اللامنهجية في (اللغة - الثقافة - الفن - الموسيقي - الفنون المسرحية - القيادة - المجتمع - الإعلام - الجيش - الرياضة - التكنولوجية - لعب الأدوار (الخيال) - الدين).
وتعد هذه الأنشطة مهمة للغاية كباقي أنشطة العمل الجماعي، ويتم معاملتها مثل الأنشطة الأخرى التي تتعلق بإدارة الوقت وتحديد الأهداف، وكذلك اكتشاف الذات وبناء احترام الذات، إضافة إلى بناء العلاقات وإيجاد الاهتمامات وغيرها. وبالطبع تحتاج هذه الأنشطة إلى تمويل، ويكون تمويل الأنشطة اللامنهجية للطلبة عن طريق جمع الأموال من خلال تبرع الآباء أو بعض الجهات الداعمة. كما أن الطلبة وآباءهم ملزمون بتمويل الأدوات الضرورية لهذه الأنشطة مثل المعدات والملابس الرياضية، والطعام وباقي الأدوات.
قد تتطلب الأنشطة فترات وساعات طويلة، ولكنها تكون خارج اليوم الدراسي، وعلى الرغم من توفر الوقت لدى الطلبة الذين يدرسون بالمنزل إلا أنه من غير المسموح لهم بالاشتراك في الأنشطة اللامنهجية. وتهتم البرامج الرياضية في الولايات المتحدة بكرة القدم والسلة بشكل كبير، فهي من الأنشطة الرئيسية للطلبة الأمريكيين، وتعتمد عليها المدارس الكبرى في جمع الأموال للمناطق التعليمية في الولايات المتحدة الأمريكية.
تعد المدارس الثانوية (العامة والخاصة) هي مراكز المسابقات الرياضية، حيث يوليها المجتمع اهتمامًا شديدًا، وهناك أنشطة لامنهجية «غير رياضية» مثل (الصحف المدرسية - الفرق الموسيقية - المعارض العلمية - النوادي الأكاديمية - خدمات المجتمع).
أما كندا، فهي تمتلك نظامًا تعليميًا قويًا للغاية، كونه يسير في نظام ممول بشكل جيد، وتتم إدارة نظام التعليم العام من خلال المقاطعات (المحافظات)، وهو ما قد يتسبب في وجود بعض التغيرات في النظام التعليمي وفقًا لكل مقاطعة. وتعمل الحكومة الفيدرالية الكندية كمشرف على العملية التعليمية، لذا المستوى التعليمي مرتفع للغاية على مستوى المقاطعات كافة.
يتكون النظام التعليمي الكندي من 3 مستويات تعليمية، المستوى الأول (المرحلة الابتدائية)، المستوى الثاني (المرحلة الثانوية)، إضافة إلى مرحلة ما بعد الثانوية.
يبدأ المستوى الثاني من الصف التاسع وينتهي بالصف الثاني عشر ويعرف بالمدرسة الثانوية، وتتراوح أعمار طلاب الصف التاسع ما بين 15-14 عام، بينما أعمار الطلبة في الصف الثاني عشر ما بين 18-17 عامًا).
وتحتوي مناهج التعليم الثانوية على العديد من المواد الأكاديمية والحرفية. وتتكون المدارس الثانوية من صفوف مختلفة حسب المقاطعة أو الإقليم التي تكون فيه، وقد يختلف نظام الصفوف ضمن نطاق المدرسة وقد تتضمن مدرسة متوسطة أو ثانوية صغرى.
وتبدأ الدراسة في كندا من سبتمبر حتى نهاية يونيو من كل سنة، ويلتزم الطلبة بإنهاء المرحلة الثانوية عند 18 عامًا وقد تمنح بعض المقاطعات استثناءات لترك المدرسة عند سن 14 عامًا.
ولا يوجد امتحان نهائي للفصل الدراسي خاص بوزارة الإقليم أو المقاطعة، بل يتم إجراء الامتحانات من قبل المعلمين الذين يقومون بتدريس المواد والتي يتم اختيارها من قبل الطالب عند كل فصل دراسي على مدار المرحلة الثانوية.
ولإكمال الدراسة الثانوية يجب أن يجتاز الطالب 30 مادة خلال المراحل الأربعة، منها 18 مادة إجبارية، و12 مادة اختيارية والتي يختارها الطالب حسب رغبته ويجتاز امتحانًا عامًا شاملاً للغة الإنجليزية.
ومن يحصل على شهادة المتوسطة والثانوية يحق له الدخول إلى الجامعة. ويعتمد دخول الجامعة على معدل درجات مواد المراحل 11 و12 فقط، ويتم التركيز على المواد التي يتطلبها اختصاص القسم المعني عند القبول وبذلك يحق للطالب التقديم إلى الجامعة.
أما في اليابان، فيعد نظام التعليم فيها من الأنظمة الناجحة والمميزة على مستوى دول العالم، حيث يمكن للجميع التعلم بمفردهم، وليس شرطًا أن يتم التعليم تحت قيادة المعلمين.
يبلغ عدد أيام الدراسة في اليابان 210 يوم كحد أدنى، وهو عدد كبير إذا ما قورن بعدد أيام الدراسة في الولايات المتحدة الأمريكية الذي يصل إلى 180 يومًا. لا تكون فترة الـ 210 يوم عبارة عن دراسة أكاديمية فقط، ولكن هناك اهتمام كبير بالأحداث غير الأكاديمية مثل الرحلات المدرسية وتقضية الأيام الرياضية، وتشغل هذه الأنشطة عدد أيام كبير من العام الدراسي.
وينقسم التعلم إلى نوعين نظامي وغير نظامي، فيمكن اعتبار أي تجربة كان لها تأثير على طريقة التفكير أو تعديل السلوك وكذلك تغيير شعور ما، هي تجربة تعليمية.
نظام التعليم في اليابان نظام إجباري للمرحلتين الابتدائية والمتوسطة، وذلك من عمر (6 سنوات إلى 15سنة)، حيث يلتحق غالبية الطلبة بالمدارس العامة (المدارس الحكومية) وصولاً للمرحلة الثانوية. وللتعليم الخاص أهمية كبيرة للغاية في اليابان، حيث يحظى بشعبية كبيرة في المرحلة الثانوية وأيضًا الجامعية.
يتكون النظام الدراسي في المرحلة الابتدائية من 6 سنوات، والمرحلة المتوسطة من 3 سنوات، وكذلك بالنسبة للمرحلة الثانوية تتألف من 3 سنوات، بينما تصل المرحلة الجامعية إلى 4 سنوات.
تضم المرحلة الثانوية خريجي المرحلة المتوسطة، ولكن يجب أن يجتاز الطالب اختبارات القبول في المدرسة المرغوب الالتحاق بها، حيث يتم اختبار الطالب في اللغة اليابانية والرياضيات، وكذلك مادة العلوم والدراسات الاجتماعية، إضافة إلى مادة اللغة الإنجليزية، وفي هذه المرحلة الدراسية يتلقى الطالب معلومات مختلفة، حيث يتعلم الطالب المهارات اللازمة لخدمة المجتمع الياباني، كما يتم التركيز على المقررات الزراعية والتجارية... الخ..
أما الصين، فيعد التعليم فيها إجباريًا لجميع المواطنين، حيث ينبغي على جميع الصينيين تلقي قدر من التعليم لمدة لا تقل عن 9 سنوات، وتم فرض ذلك من خلال قانون «التعليم الإلزامي لمدة تسع سنوات».
تبدأ السنة الدراسية في شهر سبتمبر، بينما يبدأ الفصل الدراسي الثاني في شهر فبراير (تختلف هذه المواعيد في فترات الدورات الزراعية في الريف).
يقسّم التعليم الاجباري (الإلزامي) في الصين إلى 3 مستويات، المستوى الأول هو التعليم الابتدائي الذي يتكون من 6 سنوات، عادة ما يلتحق الأطفال الصينيون بالمدرسة في سن السادسة، وتنتهي فترة الدراسة الابتدائية في سن الثانية عشرة، ثم يلتحق التلاميذ بالمستوى الثاني أو المرحلة المتوسطة لمدة 3 سنوات، وبعد انتهاء هذه المرحلة يلتحق الطلبة بالمرحلة المتوسطة العليا أو المرحلة الثانوية، وتنتهي هذه المرحلة بعد إكمال الطلبة 3 سنوات كاملة.
ويسمى نظام التسع سنوات الصيني بنظام السياسة الواحدة، ويعمل على تحقيق التكامل التعليمي للمرحلتين (الابتدائية والمتوسطة)، حيث يلتحق الطلبة بالمرحلة المتوسطة فور الانتهاء من المدرسة الابتدائية مباشرة ودون خوض أي اختبارات.
تتألف مواد المرحلة الابتدائية من مجموعة المواد التالية: اللغة الصينية - التاريخ والجغرافيا (ما يعرف بالتعليم الابتدائي في الطبيعة) - الرياضيات - الموسيقى - التربية البدنية - الرسم.
تقوم الصين بإضافة لغة أجنبية للمناهج الدراسية السابق ذكرها عند وصل الطلبة للصف الثالث، وتكون هذه اللغة هي الإنجليزية غالبًا. يهتم نظام التعليم في الصين باللغة الصينية والرياضيات بشكل خاص، حيث تصل نسبة تدريس تلك المواد حوالي 60 % من وقت الفصل، بينما تصل نسبة تدريس مواد العلوم الطبيعية والاجتماعية إلى 8 % فقط.
يتم تدريس المواد النظرية بجانب التركيز على الجوانب العملية لاكتساب مزيد من الخبرات العملية بالتالي يلبي احتياجات سوق العمل، إضافة إلى غرس القيم الأخلاقية والسياسية، وقامت وزارة التربية والتعليم الصينية بتنظيم دورات لتدريس المواد الأخلاقية، وذلك ابتداء من الصف الرابع.
عادة ما يقوم الطلبة بأداء ما يسمى «عمالة منتجة» لمدة أسبوعين لكل فصل دراسي، وذلك لعمل توليفة تجمع بين العمل الصفي (الدراسي) وورش العمل والمزارع لاكتساب خبرات الإنتاج وفقًا لمسار الدراسة الأكاديمية. تقدم معظم المدارس أنشطة ترفيهية للطلبة بالإضافة إلى خدمات المجتمع يوم واحد أسبوعيًا على الأقل، وذلك بعد انتهاء اليوم الدراسي (بعد انتهاء فترة الدوام).
في عام 1986م، أدى انتشار المدارس المهنية والتقنية في الصين إلى انخفاض في معدل الملتحقين بالمدارس الثانوية الأكاديمية العادية، وهو ما جعل الحكومة الصينية تدمج نظام التعليم الثانوي الشامل في قانون التعليم الإلزامي (التسع سنوات) مع جعل التعليم الابتدائي 6 سنوات بدلاً من 5 سنوات وجعل التعليم في المدارس المتوسطة لمدة 3 سنوات بشكل إجباري.
يتم تعريف نظام التعليم الثانوي بشكل شائع على أنه التعليم في المدارس المتوسطة (المتوسطة)، والمرحلة الثانوية هي المرحلة الأخيرة من التعليم الإلزامي في الصين، وتكون مدة الدراسة بها 3 سنوات. يشغل طلاب المرحلة الثانوية الصفوف (السابع - الثامن - التاسع).
ويتم تدريس مجموعة متنوعة من المواد الدراسة للطلبة مثل (اللغة الصينية - الرياضيات - اللغة الإنجليزية - الفيزياء - الكيمياء - السياسة - التاريخ «يشمل التاريخ الصيني والعالمي» - الجغرافيا - علم الأحياء - تكنولوجيا المعلومات - التربية البدنية).
وفي المرحلة الثانوية العامة العليا- تسمى أيضًا هذه المرحلة بالمدرسة المتوسطة العليا- يقوم الطلبة بالدراسة لمدة 3 سنوات، ويشغل الطلبة الصفوف (العاشر - الحادي عشر - الثاني عشر). وفقًا لقانون التعليم الإلزامي في الصين يجب على الطلبة الذين أنهوا 6 سنوات في التعليم الابتدائي؛ أن يلتحقوا بالمدارس المتوسطة لمدة 3 سنوات، وذلك لاكتمال فترة التسع السنوات الإجبارية. بعد الانتهاء من فترة التسع السنوات الإلزامية يختار الطلبة إما مواصلة التعليم الأكاديمي لمدة 3 سنوات أخرى بالمدارس الثانوية العليا، وذلك لتأهيلهم للجامعة أو إذا رغبوا في التحول للدورة المهنية للمدارس الثانوية المهنية.
وفي هذه المرحلة يدرس الطلبة مواد اللغة الصينية - الرياضيات - اللغة الإنجليزية - الفيزياء - الكيمياء - علم الأحياء - الجغرافيا - التاريخ - الأيديولوجيا والعلوم السياسية - الموسيقى - الفنون الجميلة - التربية البدنية - التكنولوجيا - الحاسوب.
والمستعرض لهذه الأنظمة يجد أنها تركز على التعليم الأساسي لكل الطلبة، وفي بعض منها يكون التركيز على مواد معينة لخدمة سوق العمل سواء لتوجه الطلبة له مباشرة أو تجهيزهم للمرحلة الجامعية.
وفرضًا أننا نريد تأهيل الطبلة لسوق العمل فعليًا، فلدينا المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، ويرأس مجلس إدارتها معالي وزير التعليم أيضًا، هذه المؤسسة هي الجهة الحكومية المعنية بالتدريب التقني والمهني في المملكة العربية السعودية منذ عام 1400هـ/1980م، وتختص المؤسسة بتنمية الموارد البشرية الوطنية من خلال التدريب، بما يسهم في سد احتياجات سوق العمل من القوى البشرية منذ صدور قرار مجلس الوزراء بالموافقة على تنظيم المؤسسة بالقرار رقم م/30 وتاريخ 10 شعبان 1400هـ. وقد صدر قرار مجلس الوزراء الموقر رقم (268) وتاريخ 14 شعبان 1428هـ بإعادة تنظيمها، وتحديد مهامها وأهدافها.
وتقدم المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني برامجًا للتدريب التقني والمهني للذكور والإناث وفقًا لطلب سوق العمل الكمي والنوعي، حيث تقدم العديد من البرامج التدريبية في منشآتها التدريبية من كليات تقنية ومعاهد، وكذلك في معاهد الشركات الإستراتيجية، والكليات التقنية العالمية، إضافة إلى برامج تدريبية في منشآت التدريب الأهلي، وبرامج مساندة مجتمعية مرنة. ويصل العدد الإجمالي لمنشآت المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني 283 منشأة تغطي كل أرجاء المملكة العربية السعودية.
وبحسب نتائج مؤشر المعرفة العالمي الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، تحتل المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني المرتبة التاسعة عالمياً للعام 2021م، بعد أن كانت تحتل المرتبة الثانية عشرة في عام 2020م، والمرتبة 86 في عام 2019م، والمرتبة 117 في عام 2018م. ويسعى مؤشر المعرفة العالمي إلى توفير مدخل للدول للنهوض بإستراتيجيات التفكير المتقدم في تعزيز اقتصادات المعرفة القوية، حيث يقيس المعرفة على مستوى العالم، كمفهوم شامل ويرتبط ارتباطاً وثيقاً بالتنمية المستدامة وبمختلف أبعاد الحياة الإنسانية المعاصرة.
التخصصات والبرامج التدريبية
تقدم المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني أكثر من (250) تخصصاً وبرنامجاً تدريبياً، من بينها:
1. برامج تدريبية في المنشآت التابعة للمؤسسة من كليات ومعاهد، ومعاهد الشركات الإستراتيجية، والكليات التقنية العالمية.
2. برامج تدريبية في منشآت التدريب الأهلي.
3. برامج مساندة ومجتمعية مرنة.
وتقوم المؤسسة بشكل مستمر بالتوسع في برامج التدريب لتوفير احتياجات سوق العمل بناءً على رؤية المملكة 2030.
كل الأهداف التي وضعها القائمون على نظام المسارات تتوفر تقريبًا في أهداف المؤسسة، فلماذا نوجد نظامًا موازيًا ولدينا جهة يمكنها تولي تهيئة الطلبة لسوق العمل، لديها المعامل والتجهيزات والبنية التحتية التي تساعدها على تحقيق أهدافها.
معالي الوزير، إن نظامنا التعليمي يحتاج إلى استقرار، يحتاج أن يكون مرنًا وملبيًا لكل احتياجات أبنائنا، وأخيرًا أتوجه للإخوة القائمين على النظام بسؤالين أولهما: كم عدد الطلبة الذين التحقوا بالمسار العام مقابل الذين التحقوا بالمسارات التخصصية؟ وثانيهما: ما هو الفرق الواضح بين نظام المقررات ونظام المسارات الذي دعاكم لإلغاء نظام له أكثر من 15 سنة تقريبًا واستقر الميدان التعليمي عليه؟
معالي الوزير أشكرك مرة أخرى على سعة صدرك وتقبلك وجهة نظر الآخر والتي هدفها مصلحة الوطن وأبناء الوطن وأن يكون نظامنا التعليمي مثالاً يحتذى به.
شكرًا معالي الوزير.