علي الصحن
أكتب هذا المقال قبل ساعات من لقاء الأخضر مع نظيره المكسيكي، وتقرؤونه بعد ساعات من نهايتها، وبغض النظر عن أي نتيجة انتهى إليها اللقاء، وعن نتيجة الأخرى، ومن تأهل ومن غادر -وكلي أمل أن يكون منتخبنا قد شد ركابه إلى المرحلة الثانية من المونديال- فإن الحقيقة تقول إن المنتخب السعودي قد قدم صورة مثالية في مشاركته، وقد تكون هي الأفضل – في المباراتين الأوليين على الأقل - من ناحية المستوى والظهور الفني والتأكيد على قدرات اللاعب السعودي، ويكفي أن الأخضر قد هزم أحد أهم المرشحين للفوز باللقب وأوقف سلسلة انتصاراته الطويلة عند الرقم 36، وهو أمر يعبر بلا شك عن قوة المنتخب وحضوره الفني اللافت الذي تكرر أمام المنتخب البولندي حيث كان الأخضر أكثر حضوراً واستحواذا وهجمات، لكنه خسر بعد إهدار ضربة جزاء وأخطاء مدافعين يندر أن تتكرر، وصمت الحكم والفار عن طرد لاعب منافس ومهم في وقت مبكر من المقابلة.
يجب أن نكون فخورين بمنتخبنا وبلاعبيه، وأن نعمل على الحفاظ على هذا الفريق وحضوره، وأن يكون الهدف المقبل هو الفوز باللقب الآسيوي الغائب منذ عقدين ونصف من الزمان، وأن نترك المُحبَطين والمُحْبِطين والمثبطين خلف ظهورنا، وألا نلتفت لمن ينظر للمنتخب من زوايا ضيقة، ويعمل على تضخيم الأخطاء والصد عن الحديث عن النجاحات، فهؤلاء تجاوزهم الزمن وكشفتهم جودة المشاركة، وأكدوا من حيث لا يعلمون أو يعلمون أن دونهم والمصداقية والنقد البناء خرط القتاد.
أمام الأرجنتين بالذات لم يكتف الأخضر بتحقيق فوز تاريخي كان حديث العالم برمته، بل استطاع أن يصنع له هيبة وشخصية وحضورا مختلفا، وأصبح محط المتابعة والسؤال وتسليط الأضواء عليه كمجموعة وعلى لاعبيه كأفراد، وهذا بالتأكيد من أهم المكاسب التي تحققت في المونديال.
***
-يفرغون أسوأ العبارات بأقلامهم وأفواههم، ويخرجون في المساحات والبرامج بشكل مخجل لأسرهم ولأبنائهم، ثم لا يتأخرون في نقد غيرهم وتقديم النصح لهم، وقد قال فيهم وأمثالهم المتوكل الليثي:
وتراك تصلح بالرشاد عقولنا
أبدا وأنت من الرشاد عديم
-من غُلبهم، لا يتحدثون عن هدف تاريخي، ويتسابقون للإشادة بهدف لاعب أجنبي، لم يتركوا شاردة ولا واردة ما قالوها عنه قبل شهرين فقط.
-خليل البلوشي، يضيف للمباراة متعة أخرى بتعليقه وحضوره وثقافته.
-صدق من قال عن النجم الكبير محمد كنو « غزال ما ينصادي» ولا أدري كيف ستكون حالة مشجعي فريقه والقائمين عليه لو كان قد غادره لفريق آخر ثم شاهدوا ما يقدمه في ملاعب قطر.
-يرمون الآخرين بالتعصب وهم يعانون من أنفسهم بسببه.
-الهلاليون فخورون بكل تأكيد برقمهم القياسي العالمي في عدد لاعبي منتخب واحد في منتخب واحد، وقدرتهم على كسر الرقم المسجل حتى 22/11/2022 باسم بايرن ميونيخ الألماني، ومصدر فخرهم وسر سعادتهم هو نجاحهم في خدمة الوطن والمنتخب بهذا العدد من اللاعبين.
-بعض المحسوبين على الأندية يصفقون لها وهي تجمع اللاعبين ولها الحق في ذلك فهي تبحث عن المنافسة والأفضل، وعندما ينجح الآخرون يعيبون عليهم تجميع اللاعبين من أندية أخرى...!!