مها محمد الشريف
من أجل محاربة هذا التوعك السياسي، بدأ العالم بكتابة قوائم الاقتصاد المتذبذب التي تغلبت على كل المستجدات، حيث انهارت الخطط في معظم دول أوروبا على نحو كارثي بعد الحرب، ويبدو أن أشمل تعريف وأوفاه عن الحرب في تصورات الفلاسفة المعاصرين كمعنى، الويل والهلاك، ومن المفاهيم ذات الصلة الجدلية بالحرب هو العنف، وحالة من النزاع المستمر الذي يشكل تهديداً ويعد خطراً على العالم بأسره، وكثير قال إنه موقف تساومي له آثار سلبية على الاستقرار وصراع بين كيانات سياسية، فالحرب الأوكرانية الروسية نزاع دولي ووضع خطير يدعمه الغرب ضد روسيا، فمازالت مخاوف الكارثة النووية تتصدر هذه الحرب مجدداً وموسكو وكييف تتبادلان الاتهام بقصف محطة «زابوريجيا» والأمم المتحدة تقول: أنتم تلعبون بالنار».
واستمرار الحرب الروسية الأوكرانية تضع مستقبل أوروبا في موقف حرج للغاية، بعدما تفاقم التناقض والتباين في سياسات الدول الأوروبية، وخاصة بعد نقص إمدادات الطاقة والغاز فكل ما يواجه الإنسان من قلق الحروب يعود إلى اتساع رقعة الشر في الكون، «نظراً لارتفاع حجم ونطاق الخطاب النووي الروسي، وصنع منتج فائق التعقيد يقتل الناس من الدول المصنعة، وسط ترقب تزايد الصعوبات الميدانية مع قدوم فصل الشتاء، وصناعة الأسلحة النووية والبيولوجية للقضاء على الحياة بكل أشكالها، لذلك تستمر التهديدات بالحرب النووية والعقوبات والسماح بإرسال الأسلحة المتطورة التي تزيد من إشعال الاضطرابات والشقاق، في غضون ذلك تعهد بريطاني أمريكي بمواصلة دعم كييف وضخ المزيد من تلك الأسلحة الفتاكة.
وبالمقابل هناك تصعيد خطير محتمل في الصراع المستمر ومخاوف كبيرة، بعدما قال بوتين في تصريح سابق إنه «لم يكن يخادع» بشأن استعداده لاستخدام الأسلحة النووية للدفاع عن وحدة أراضي بلاده، ويظل الاقتراب من حل المسائل الشائكة بين الموقفين الروسي والغربي مستحيلاً ولن يتوقف تغلغله ولن تتقلص مساحته الشاسعة ولا تستطيع أوروبا وأمريكا تدارك الأمر.
فالصعوبة هنا تكمن في التدافع والتناقض ودخول أطراف جديدة ووسائل جديدة تشحذها كل الدعوات المتحاملة والمتعسفة، حتى غابت شمس السلام عن الساحة، فالمصالحة هي الفصل الواعي والمحرك لصيرورة الزمن وبقاء البشر لكي تنتهي فوضى الحرب أو تتوقف لتحقق أهداف السلام.