د. فاطمة سحاب الرشيدي
تتردد كلمة النسوية ومتعاطيها ما بين مؤيد ومعارض من كلا الجنسين.
هذه الحركة ليست سهلة ولا سهل التغاضي عنها أو التعاطي معها بتساهل أو تصغير لحجم خطرها؛ خاصة أن نهاية كل مقتنعة فيها من النساء الندم وأنا أعني بذلك ما أقول بكلمة الندم.
فقد تعتنقها فتاة أو امرأة تزعم أنها ناضجة لفترة من الزمن قد تطول أو تقصر تحت ظل ظروف ومعطيات تعتقد فيها بامتلاكها لمقومات السعادة والاستقلالية النفسية والاستقلال المادي عن الرجل، ولست ضد ذلك على الإطلاق فمن حق كل امرأة ذلك، وليست المشكلة هنا، وإنما تكمن في أنها بالتزامن مع هذه الحقوق تناصب الرجل العداء.. وليس أي عداء بل هو مطعم بالحقد الملغم بالهجمات المتتالية وغير المبررة عليه في وسائل التواصل الاجتماعي والأدهى والأمر حين تطبقه في تعاملاتها الأسرية والاجتماعية وكأنها في حرب ضروس مع عدو متربص..
يجب ويجب جدا أن تكون هناك طرق للتعامل مع متبنيات ذلك الفكر البئيس وهذا الأمر في متناول اليد ومفاتحه بمتناول الجميع؛ فليس ثمة تعارض بين تمتع المرأة بحقوقها كاملة في ظل قوامة رجل، وأنا هنا أحدد الرجال لا الذكور.
فكمال المرأة باكتمالها بنصفها الآخر أسريًا واجتماعيًا وفي شتى المجالات.
النسوية نقص ودمار إن افتقدت المرأة كيان الأمومة والأطفال والبيت المستقر.
وفشل إن تخلت عن مقومات أنوثتها وباتت تنافس الرجال في مجالاتهم وترتدي ثيابهم في سماتهم وما خلق لهم وخلقوا له وفي مسؤولياتهم التي بنقصها عنها كمالٌ تامٌ لها.
المرأة نبض قلب لجسد الرجال فيه عموده الفقري، فهل تستقيم الحياة بنقص أحدهما وإيقافه عن العمل في جسد ما؟
لم ولن ومحال أن يأتي تشريع بشري وفكري إنساني قاصر بحقوق وواجبات غير التي جاء بها ديننا الحنيف قرآنًا وسنةً في تفصيله لذلك الأمر.
حين يتكلم الشرع نقول كما قال الله تعالى:{قُضِيَ الأمْرُ الَّذِي فِـيهِ تَسْتَفْتِـيانِ}.
** **
- أستاذ علم النفس التربوي