فضة حامد العنزي
النجاح الذي يحصده شخص، أو تحققه مجموعة قد يكون - أيضًا - هو النجاح نفسه لمجموعة وعدد أكبر من الناس، فالنجاح الذي تحصل عليه يسعد كل محبيك، ويبهر حتى خصومك، وقد يجعلهم في صفك.
الجميل في الأمر أننا - في هذه الأيام - نعيش فرحة عظيمة، ونجاحًا باهرًا كبيرًا قد حدث ويعتبر حدثًا تاريخيًّا، ونتنفّس حبًّا للدين الإسلامي، وللوطن العزيز المملكة العربية السعودية، ونحلق عاليًا كالصقور التي لا ترتضي إلا أعالي القمم، وهذا الذي حصل لصقور الأخضر حيث إن منتخبنا السعودي فاز على منتخب الأرجنتين في بطولة كأس العالم 2022 في الجولة الأولى من دور مجموعات مونديال قطر بنتيجة 2 - 1 حيث سجل الهدف الأول اللاعب صالح الشهري، وسجل الهدف الثاني اللاعب سالم الدوسري.
إن السعادة نبعت من كل قلب محب للوطن، وعمَّت قلوب من هم حولي وقلوب الكثير، منهم الذين سجدوا لله شكرًا، وهؤلاء يقفزون فرحًا، وأولئك يتحدثون أنسًا، ومنهم من يفعلون خيرًا.
نعم، الفوز سعد به محققوه ومنجزوه والساعون له، وأيضًا سعد الكثير الكثير من الناس الذين فرحوا بهذا الفوز العظيم؛ فهو نجاح شمل الكثير واعتبروه نجاحهم، وهذا صحيح.
ومما رأيناه وعرفناه أن كل محب للسعودية في العالم فرح بالفوز، وأيضًا كان اللعب مقنعًا للخصوم حتى إن بعض الأجانب والعرب بُهِروا باللعب وأحبُّوا المتعة مع نظرتهم باستحقاق الفوز للسعودية.
كان لكلمات الأمير محمد بن سلمان ولي العهد - حفظه الله وسلمه وبارك فيه - الأثر الطيب والتحفيز الرائع لدى لاعبي المنتخب السعودي الأول لكرة القدم وأعضاء الجهازين الفني والإداري؛ فقد هنَّأ سموُّه اللاعبين في بداية الاستقبال على التأهل للمونديال، حيث قال سموُّه: (مبروك التأهل ودائمًا الوزارة والاتحاد يقومون بجهد لضمان التأهل، وهذا أصبح شيئًا لازمًا بالنسبة لنا في المملكة ولمنتخبنا، وأعرف أن مجموعتنا صعبة هذه السنة في كأس العالم، ما أحد متوقع منا حتى تعادل أو فوز، اللي بقوله لكم فقط خلوكم مرتاحين العبوا لعبكم واستمتعوا في البطولة، المجموعة صعبة فيها من أقوى فرق العالم، اللي نبغاه منكم العبوا لعبكم المريح، وإن شاء الله القادم أفضل، أنا ما أبغى أي أحد يكون تحت ضغط نفسي يمكن يؤثر على أدائكم الطبيعي، موفقين ودعواتنا معكم ومتابعينكم أولًا بأول).
نعم بفضل الله يا ولي العهد - بارك الله فيك - كلماتك ارتوى أبطال منها، وإنك بتحفيزك بطريقة مريحة غير متكلَّفة قدَّمتهم للأمام، وبنشرك للراحة طَمْأَنْتَهم، واهتمامك فيهم أسعدهم، ومتابعتك الكريمة سرَّتهم، وتواضعك الجمّ قرَّبهم، كل ذلك وأكثر مما قدم لهم سواء ماديًّا أو معنويًّا حفَّزهم لتقديم الأفضل، وهذا ما فعلوه وبجدارة في مباراتهم مع الأرجنتين، وهم حريصون على استمراره، وأملنا أن تكتمل الفرحة مساء هذا اليوم بالفوز والتأهل للمرحلة المقبلة.