محمد بن عبدالله آل شملان
ليس هذا وقت الكلام، بل هو موعد الجد والإصرار والعمل.. هو موعد مع الكبار، ولأننا نجزم بأن منتخبنا السعودي من الكبار، فلا يوجد لدينا أدنى شك أبداً بأنه سيكون كبيراً اليوم أمام المكسيك مساء هذا اليوم الأربعاء، ضمن مباريات الجولة الثانية لدور المجموعات في بطولة كأس العالم المقامة حالياً في قطر.
هو موعد العمل الجاد من الكل، موعد التواجد الجماهيري، موعد المناصرة والمؤازرة، موعدنا أن يكون الجمهور هو اللاعب رقم 1.
إنه موعدكم يا نجوم الأخضر.. موعد محمد وسعود وعبدالإله وعلي ومحمد وسامي وعبدالإله ومحمد وفراس وصالح وسالم.. هو موعد كل لاعب ينتمي إلى المنتخب سواء في المستطيل الأخضر أو على دكة الاحتياط.
هو موعد المدير الفني للمنتخب السعودي الأول لكرة القدم «الفرنسي» هيرفي رينارد.. هو موعد الجهاز الفني والإداري.. هو موعد مجلس إدارة اتحاد كرة القدم، رئيساً وأعضاءً.
اليوم هو موعد اللاعبين ليثبتوا أنهم على منزلة التحدي.. إنه موعدهم ليقولوا كلمتهم الفاصلة، ويؤكدوا أن فوزهم على المنتخب الأرجنتيني ليس من قبيل الصدفة وضربة الحظ. لن يكون بالتأكيد هناك طريق للكلام بل كل الطريق للفعل دون غيره، اللاعبون في الأول وفي الأخير بأقدامهم ومشاعرهم يكتمل المشوار بالتأهل إلى الدور الثاني بإذن الله تعالى.
أنتم ولا غيركم أصحاب الكلمة أمام المنتخب المكسيكي، خروجكم في مشهد استاد لوسيل ككبار يجعل كل الأمور العظيمة تصغُر، وأنتم من يستمر مشوار البهجة في الوطن.
هيرفي رينارد طالما أنك تقتنع بطريقتك وفي تمام ثقتك بأنها هي ما ستقودنا إلى تحقيق التأهل.. فالتزم بها ولن يعاتبك معاتب، طالما أننا سنلامس الدور الثاني.. واتحاد الكرة - رئيساً وأعضاءً - طالما أننا جميعاً اقتنعنا بأن أداء المنتخب كان جميلاً ورائعاً، فموقفكم المعنوي نطالب به اليوم، لتجهيز اللاعبين نفسياً لهذه اللحظة بأن تكون النتيجة المشرفة مرافقة للأداء القوي.
ذكِّروا اللاعبين بكأس العالم للناشئين 1989.. بكل مراحله وأدواره، ذكروهم بتخطي البرتغال وغينيا وكولومبيا والبرتغال والبحرين وإسكتلندا.
أعيدوهم إلى كأس آسيا 1984و 1988 و 1996، وكيف تخطينا عمالقة القارة الآسيوية وأحبطنا كل تكتيكاتها ومناوراتها.
ذكّروهم بهذا كله؛ ليعرفوا أنهم في قائمة كبار المنتخبات ومن يجعلون الآخرين يستمتعون بأدائهم. وتكرار حالة التجلي والروح العالية التي كان عليها المنتخب أمام الأرجنتين ليس ببعيد.
دربنا أخضر.. قلبنا أخضر.. فألنا أخضر.. كلنا الأخضر.