«الجزيرة» - الاقتصاد:
أشارت دراسة جديدة نشرتها شركة مارش، إلى أن مستقبل بعض أهم ممرات الشحن في العالم، بما في ذلك قناة السويس وقناة بنما وغيرهما من الموانئ البحرية والبنية التحتية المرتبطة بالشحن، قد تتضرّر بسبب المخاطر المتعلقة بتغير المناخ. كما تشير الدراسة إلى أن هذا الأمر قد ينطوي على آثار سلبية على الاقتصادات الإقليمية والأمن الغذائي العالمي وسلاسل التوريد على المدى المتوسط والطويل.
وتحمل دراسة مارش عنوان «أعالي البحار: دعم مرونة قناة السويس لمقاومة مخاطر المناخ» وهي تتضمن بيانات نمذجة المقدمة من شركة XDI، المزود لتحليلات المخاطر المادية للمناخ. وتوضح الدراسة كيفية تأثير المخاطر المادية المرتبطة بتغير المناخ على الممرات المائية الرئيسية في العالم، متناولة قناة السويس كدراسة حالة، كما تحدد الطرق والأساليب القادرة على تعزيز مرونة هذه الممرات على مستوى محلي.
وتشير الدراسة أيضاً إلى أن المخاطر المادية المناخية المتزايدة، مثل الفيضانات الساحلية وارتفاع درجات الحرارة والرياح الشديدة، قد تؤثر بشكل مباشر على ممرات الشحن الرئيسية في العالم والعمليات المرتبطة بها في موانئ ومحطات الشحن على طرق التجارية العالمية.
وتذكر الدراسة أن ارتفاع مستوى سطح البحر يرتبط بمخاطر الغمر الساحلي، ويمكن لذلك أن يهدد سلامة البنية التحتية وعمليات الموانئ على طول قناة السويس، بسبب التعطل المحتمل لعمليات التحميل والتفريغ وتوقف حركة البضائع. وعلاوة على ذلك، تشير الدراسة إلى أن ذلك يمكن أن يؤثر أيضاً على وضع البنية التحتية، كشبكات النقل والاتصالات والمواقع الصناعية والإسكان وأنظمة الصرف الصحي.
وفضلاً عن المشكلات الملاحية المحتملة، يمكن أن يختلف تأثير الزيادة في عدد مرات حدوث ارتفاع شديد في الحرارة، من توقف الإنتاجية، كحدوث تراجع في عمليات الشركات التي تستخدم الممرات المائية والموانئ، إلى حدوث تغيرات في درجة ملوحة البحر وكثافته، مما يؤثر على كفاءة تبريد محركات السفن. وفي حين أن حوادث الحرارة الشديدة قد لا يكون لها تأثير مباشر على الممرات المائية، إلا أن الدراسة تشير إلى أن المخاطر الأوسع الناجمة عن الحرارة الشديدة يمكن أن يكون لها تأثيرات أخرى تؤدي إلى زيادة التكاليف وحدوث تأخيرات بالنسبة لأصحاب السفن والبضائع.
وفي تعليق له على الدراسة، قال نِك فاول، رئيس مخاطر المناخ والاستدامة في شركة مارش: «تعتبر قناة السويس وقناة بنما ومضيق هرمز وباب المندب ومضيق ملقا من أهم الممرات المائية في العالم، وتمثل هذه الممرات مصدراً مهماً للدخل القومي للدول المطلة عليها. وقد لعبت الأحداث المناخية، مثل الرياح العاتية، دوراً في حادثة جنوح سفينة إيفر جيفن في قناة السويس في عام 2021، ويمكن لهذه الأحداث أن تؤثر على استمرار القناة في العمل على المدى الطويل. وعلى الرغم من أن بلوغ عتبة 1.5 درجة مئوية المتوافق مع اتفاقية باريس للمناخ سيقلل من تأثير مخاطر المناخ المادية على هذه الممرات، إلا أنه من الضروري جداً إدراج اعتبارات تحقق أكبر قدر من المرونة الممكنة لمواجهة هذه التهديدات عند التخطيط لمشاريع البنية التحتية المستقبلية، بما يحد من مستوى التبعيات الحرجة ويحافظ على سلاسل التوريد الحساسة.»
من جانبه، قال روهان هامدن، الرئيس التنفيذي لشركة XDI: «بات العالم أجمع اليوم يعمل على تقييد والحد من حوادث تطرف الطقس الناجمة عن تغير المناخ، ولذا فمن الضرورة بمكان أن نفهم المخاطر التي يمكن أن تؤثر على البنية التحتية الحالية والمستقبلية لضمان تحقيق الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي. وتعد بيانات المخاطر المادية للمناخ والتحليل البنيوي الوثيق للمواقع الحساسة، كقناة السويس، بالإضافة إلى الاستشارات المستنيرة بشأن المخاطر وتخطيط التكيف، عاملاً أساسياً في عملية تخطيط البنية التحتية وإدارتها».