د. إبراهيم بن جلال فضلون
نجحت الرياض في تعزيز حضورها الدولي بكافة المجالات لتُثير الانتباه الذي استرعى العالم ذهولاً، لتتربع بالمحافل الدولية فعلاً وليس قولاً كعادات دولٍ كثيرة، وهو ما يعكس ملمحاً لنهج السياسة الخارجية في عهد الملك سلمان، ورؤية ولي عهده رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، كاشفةً قدرة صانع القرار وحُسن الإدارة ودُبلوماسية تقرأ وتُتابع المُتغيرات الراهنة على الساحة ككُل لتتفاعل معها، بالحوار والتواصل والزيارات واللقاءات المُباشرة، لنجد الزخم حولها في كافة المحافل الدولية، ولا أدل على ذلك الاحتفاء بها بقمة مجموعة العشرين وسبقها قمة المناخ 27 بمصر، ومشاركتها بحل أزمات النزاع المسلح في أوروبا، وحُسن إدارتها للأزمة بالحياد والحفاظ على العلاقة مع الطرفين موسكو والجانب الغربي الأمريكي، وهو ما أسهم في تعزيز مكانة الرياض الدبلوماسية على الصعيد الدولي وقدرتها على إدارة أزمات النفط والطاقة والمناخ برؤية بالفعل يتبعها نجاح، لنفهم منها أن العلاقات الدولية العظيمة للأمير محمد بن سلمان ناجحة بلا جدال شرقاً كانت أو غرباً وبأي مكان وزمان.
وتُعدُّ الدبلوماسية إحدى أهم الأدوات للسياسة الخارجية ذات الأداء الفعلي القوي، والتي انتهجتها الحكومة الرشيدة برؤيتها الحالمة المرتبطة بأهداف واستراتيجيات واضحة شفافة دون مواربة أو مُحاباة، مُعتمدة بالأساس على مخزون معرفي لما يدور حولها من أحداث جسام؛ لتُعامل الدول بما يتناسب وحجمها في محيطها الخارجي بدبلوماسية ذكية، وقوة ناعمة صلبة، ترجمت حنكة القيادة الكريمة في سياساتها بنشاط دبلوماسي على كافة المستويات (سياسيًّا واقتصاديًّا وإنسانيًّا)؛ لتتمكن من ترك بصمتها القوية إقليميًّا ودوليًّا، وسط أزمات عاصفة في منطقة الشرق الأوسط ونزاعات إقليمية، تداخلت فيها الأيادي الخفية والعلنية من الداخل والخارج، أبرزها القضية الفلسطينية، والمناخ وغيرها من الملفات الساخنة، باعتبارها من أهم الدول تأثيرًا، فالدبلوماسية بتعاملاتها المختلفة هي الأداة الأقوى والأنجح في عالم سريع التغير.
وأخيرًا: تُعدُّ الدبلوماسية السعودية؛ رسالة تحتوي مضامين أخلاقية إنسانية في توقيت استثنائي، يعود عليها بالمنفعة وعلى من حولها بالخير.. فالمستقبل مرهون بأفعال واقعية لا شعارات وهمية، ترتهن للنفعية والمصالحية، فالقائد المُحفز هو قوة التأثير والتأثُّر كما رأينا التحفيز المعنوي الأخوي للمنتخب السعودي من قبل ولي العهد وحكومته الرشيدة والشعب العريق، مؤمنة بالانفتاح على الجميع، بواقعية دبلوماسية وعقلية مرنة مُتزنة في تعاملاتها، حيث ركزت «الرؤية» على القوة البشرية الوطنية، والاستفادة من إبداعاتها وتوفير كل ما تحتاجهُ للوصول لأعلى المستويات من حيث الأداة والريادة والعمل لرفعة وطن نعيش فيه.