فهد المطيويع
حظي منتخبنا منذ بداية التصفيات إلى أن حقق التأهل بالكثير من الدعم على جميع المستويات وهذا ما جعل منتخبنا مختلفاً في حضوره في هذه المشاركة, وعندما أقول مختلفاً أعني مختلفاً في الشكل والمضمون داخل الملعب مظهراً ثقة كبيرة لم نعهدها في جميع مشاركاتنا في كأس العالم والقادم أجمل بإذن له وعلى نياتكم ترزقون، وقد لاحظنا أن أكثر المحللين الأجانب يشيدون بأداء لاعبي منتخبنا بعد أن أبهر العالم بأدائه المتميز في المباراتين السابقتين بل إن أكثرهم قال إن المنتخب السعودي كان الأحق بالفوز في مباراة بولندا ولكن قدر الله وماشاء فعل.
على الجانب الآخر نجد أن هناك من يحتفل بضياع ضربة الجزاء أمام بولندا في داخل الوطن وآخرين يحتضنون بعضاً فرحاً بانتهاء المباراة وفوز الفريق البولندي وهنا أتساءل ماذا يريدون أن يثبتوا باستفزازهم للوطن؟ لماذا تربطون ألوان الأندية بالمنتخب؟ ومن قال لكم إن لاعبي الهلال ليسوا مثلكم أبناء لهذا الوطن؟ طبعًا لا يمكن أن تصنف مثل هذه المشاهد الوقحة تحت بند التشجيع أو الحماس أو أي شيءٍ إنساني أو وطني أو أخلاقي فهذه النوعية من البشر بصراحة عبءٌ كبير على الرياضة وعلى الأندية ولا تستحق أن تنتمي لأي منظومة رياضية، قبحها الله من رياضة إذا كانت ستقودنا للتشجيع ضد منتخبات الوطن تحت أي ذريعة, فالوطن أولوية في كل زمان ومكان.
على أي حال نشكر الله على ما تحقق ونتمنى المزيد بعد أن كسبنا الحضور الجميل الذي غير الصورة السابقة عن مشاركات المنتخبات السعودية في كأس العالم وهذا لم يكن ليتحقق لولا هذا الدعم بعد توفيق الله، أنا شخصياً أعتبر أن رينارد قدم الكثير لنصل لهذا المستوى وهذه الثقة فهذا المدرب أثبت أنه مميز جمع بين الجانبين النفسي والفني فيكفي أنه صمد أمام حملات النقد القاسية والشرسة التي قادها أنصار الأندية وأصر على تطبيق قناعاته في إعداد الفريق لكأس العالم ليصل لهذه المرحلة ولهذه الجاهزية رغم الظروف الصعبة, وأنا واثق أن مباراة غدٍ أمام المكسيك ستكون احتفالية لتأهل منتخبنا للمرحلة القادمة لنبدأ صفحة جديدة في عالم كرة القدم بعد أن سطر لاعبو منتخبنا أجمل المستويات في أكبر محفل عالمي وأنا على يقين أن هذه المشاركة ستكون اللبنة الأولى لتأسيس مفهوم مختلف للمشاركات السعودية في بطولات كأس العالم القادمة بعد أن ارتفع سقف الطموح خاصة بعد أن أثبتت هذه البطولة تقلص الفجوة الفنية بين أوروبا وبقية العالم.
بالتوفيق لمنتخبنا في المباراة القادمة ولا عزاء ( للمتعانقين ) الفرحين بهزيمة المنتخب خيب الله مسعاهم ومسعى من خلفهم من المتعصبين.