نجلاء العتيبي
في باب ما جاء في سطوة محرّك البحث قوقل -Google- ..
سمعت هذه الدعابة المليئة بالإسقاطات..
يقال عنها نكتة لكنها موجعة..
سيدة تكتب استفسارًا: هل زوج أختي عيده يَضربها؟
رغم وجودهما في نفس المدينة، ولا تفصل بينهم مسافة تعيق الاطمئنان والسؤال وجهًا لوجه؛ إلا أنها فضّلت فضاء الإنترنت بدلاً من التواصل والاتصال المباشر.
ما وضع هذه العيده وزوجها؟
وهل كانت إجابة المستشار قوقل حقيقة سالمة مِن المبالغة؟
وهل التعليقات ذات المعرّفات الوهمية أخمدت نار الخصام المتأججة، وأصلحت بين الطرفين؟
أم إن المحرك أبحَر بهم إلى خارج محيطهم؛ فأصبحت مشكلتهم عالمية؛ القاصي والداني يدلو بدلوه فيها.
هذه الحياة المعاصرة التي نَعيشها اليوم تفتح نوافذ عدة للتفكير والتوقف:
كيف كان السؤال عن ما نرغب بالتأكد منه من الأخبار والأحوال قبل بزوغ فجر السوشيال ميديا وشبكات التواصل الاجتماعي وثورة الاتصالات الرقمية الحديثة بجميع تطبيقاتها؟ مما لا شك فيه أن الحال كان أكثر خصوصية وأقل تصعيدًا وتضخيمًا، لكن لا ينفي هذا أنها مُنْجَز حضاري عظيم لسكان هذا الكوكب لا يمكن الاستغناء عنه بأيّ حال.
سهّل الحياة بصورة مختلفة مريحة سريعة، لكنه أدى إلى تراجع الاهتمام بمصداقية الخبر وانحسار البحث فيه، والبعد عن استقصاء المعلومة من مصدرها مِمَّن يعنيه الأمر، والاكتفاء بما تقدمه السوشيال ميديا من معلومات مغلوطة سطحية بغير إدراك لخطرها، وما يترتب من ضرر بالغ على الفرد وأعراف وأخلاق المجتمعات، وخلق حالة من الضبابية وعدم الاستقرار والانقسامات لا سيما إذا تحولت لقضية رأي عام.
مما لا شك فيه أن هذه التقنية السريعة أصبحت حقيقة واقعة، وعلينا الاستفادة منها واستخدامها بطريقة سليمة، فنحن جديرون بما أنعم الله علينا من تطوّر.
عدد عمليات البحث على محرك جوجل تصل إلى 3.5 مليار عملية كل يوم، فيما يعني متوسط 40,000 عملية بحث كل ثانية.
هذا الرقم كبير للغاية، وينمو بمعدل 10 إلى 15 % كل عام، ولكي تكتمل لديك الصورة انظر إلى المعلومات التالية:
أكثر من 60 % من عمليات البحث تتم عن طريق الهواتف، وهذا يدل على مدى اعتماد الناس على الهواتف الذكية في الحصول على المعلومات. تقريبًا 83 % من الناس يستخدمون جوجل بمعدل 3 مرات أو أكثر يوميًّا.
هذه الأرقام توضح مدى اعتماد الناس على جوجل في الحصول على المعلومات بشكل مباشر؛ فالناس لا تذهب فقط لجوجل من أجل البحث عن المواقع المختلفة. «موقع الرابحون»
«ضوء»
لسنا بحاجة إلى رفض التكنولوجيا أو الاستخفاف بها. نحن بحاجة إلى وضعها في مكانها.
- «شيري توركل»