علي حسن حسون
الحلم أصبح حقيقة والأماني صارت واقعاً ملموساً، وهو أن يقام أكبر كرنفال كروي على مستوى العالم في دولة عربية وشرق أوسطية (دولة من العالم الثالث) ومنذ أن أعلن فوز قطر باستضافة كأس العالم 2022 من مدينة زيورخ السويسرية في الثاني من ديسمبر عام 2010 كانت هناك العديد من الهجمات والحملات العدائية من قبل الإعلام الغربي حتى قبيل الافتتاح ببضع أيام، فيما بلغت الحملات ذروتها وكشفت وجهاً آخر، لازدواجية المعايير وإقحام بعض قضايا حقوق الإنسان، كالمعتاد هذه الديباجة الغربية المغلفة بالإنسانية ما هي إلا أيقونة يتم استخدامها لتشويه صورة العرب بشكل خاص والعالم الإسلامي بشكل عام، بيدَ أن العديد من الدول الغربية تشهد معدلات قياسية في انتهاك حقوق المشردين الذين يعانون حتى اليوم، الغريب بأن البعض يطالب بمقاطعة المونديال (2022) وعدم بث المباريات في الساحات العامة كما جرت العادة في السنوات السابقة، كل ذلك قبل أيام معدودة فقط من انطلاقة المسابقة إلا أن تدخل رئيس الفيفا الحالي حسم الأمر باستنكاره لتلك الحملات.
وفي اليوم المحدد لإقامة المونديال أسدل الستار بكلمات تعبر عن المعتقدات وقيم الدين الإسلامي الحنيف في مشهد رائع وغاية في الجمال ولا كلام يعلو فوق كلام الخالق {وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}، كانت الآية المباركة توضح للعالم كل المبادئ الرصينة للإسلام في حقوق الإنسان ونبذ الانتهاكات والتعديات المقيتة، فيما كان للتراث العربي حضور وبصمة رائعة في حفل الافتتاح على مرئى ومسمع العالم أجمع، نعم كان حفلاً عالمياً بنكهة عربية أصيلة.
ومازاد توهج وجمال البطولة هو حضور المنتخب السعودي بكل عزم وحماس وشجاعة وأداء مختلف عن النسخ الماضية، لقد سطروا التاريخ بانتصارهم على المنتخب الأرجنتيني المرشح الأول للنيل باللقب والثالث على مستوى العالم في في مباراة دراماتيكية حبست الأنفاس حتى آخر الثواني، لم يكن في الحسبان أبداً أن نكسر سلسلة الانتصارات المتتالية لمنتخب التانجو الذي يضم أغلى لاعبين العالم وأفضلهم على الإطلاق، وليس ذلك فحسب بل حققنا رقماً قياسياً جديداً بأننا أول منتخب عربي وآسيوي يحقق الفوز على منتخب الأرجنتين.
أخيراً أقول حقاً لنا بأن نفخر بهذا المنتخب وأبطاله الرائعين الذين رسموا أجمل وأروع ملحمة كروية واستطاعوا أن يحققوا فوزاً ثميناً على خصم قوي وعنيد، ثقوا دوماً بأنكم قادرون على فعل المزيد وتحقيق الكثير في هذه النسخة، جماهير العالم العربي عامة والجماهير السعودية خاصة تقف خلفكم وتشد على أيديكم وفالكم أخضر بإذن الله.