عبده الأسمري
ما بين «الهندسة» و«الإدارة» بنى جملته «الفعلية» من «أفعال» مبنية على «المتون» فغرد خارج»السرب» بنداء تردد صداه في «الأجواء» وتجدد مداه في «العطاء»..
اتخذ سبيله في «الصبر» سبباً ليجتاز «معابر» الإلهام ويعتلي «منابر» المهام موجهاً «بوصلة» أمنياته شطر «اليقين» ليكتب سيرته بخطوط «الوقائع» ويرسم مسيرته بمشاهد «الحقائق» بعد أن أشعل الضياء في آفاق «الطيران» وأبقى الإمضاء في معاني «العرفان».
من وسط خطط «المطارات» وتخطيط»المدارات» مضى يرسم «مشاهد» التطور على الأرض ليجني «شواهد» التطوير في الجو متسلحاً بهوية «المكانة» ومحققاً غاية «التمكين» فكان «كبير» المسؤولين وخبير «القياديين» الذين صنعوا الإنجاز وحصدوا الاعتزاز.
إنه مدير عام الخطوط الجوية العربية السعودية السابق معالي الدكتور خالد عبد الله بن بكر أحد أبرز مدراء العموم ورجال الإدارة في المملكة.
بوجه «طائفي» بحكم الأصول واحتكام الفصول تسكنه سمات «اللطف» و»العطف» مع تقاسيم «حجازية» تتقاسم مع والده وتقتسم مع أخواله «وعينان تلمعان بنظرات «الابتسام» وتشخصان بلمحات «الرقي» مع شخصية ودودة لينة «الجانب» لطيفة «المعشر» جلية» التعامل» ومحيا أنيق يعتمر البياض ويتجلل بالصفاء وكاريزما خليطة ما بين «الجد» و»الود» تتباين فيها موجهات «الوجاهة» واتجاهات»التوجيه»..وصوت مسكون بلهجة «بيضاء» في مجالس العائلة ولغة «رسمية» في مواقع الأعمال تتوارد منها «عبارات» استراتيجية و»اعتبارات» تنفيذية ومفردات توجيهية تنبع من «منبع» التخصص وتسطع من نبع «الاختصاص وتستند على «مخزون» علمي و»رصيد» عملي قضى ابن بكر من حياته عقوداً وهو يؤسس «مناهج» الإدارة ويوظف «مباهج» الإرادة ويجني «ثمار» الريادة ويستقرئ «أبعاد» القيادة مسؤولاً وقيادياً وإدارياً وتنفيذياً وضع اسمه في «قوائم» الكبار وترك ذكره في «مقامات» الاقتدار.
في»الطائف» عروس المصائف ولد عام 1374 واحتفلت «العائلة» بمواويل الموروث الحجازي داخل «منازل» طينية متجاورة تجللت بالفرح وتوشحت بالمرح في «مساءات» شتوية غمرتها «بهجة» القدوم الميمون.
تفتحت عيناه صغيراً على «أب» عصامي كريم يمتهن «الزراعة في بساتينه المشهورة بحي «الريان» في المحافظة وأم صبورة متفانية عرفت بلقب «أم المساكين» ونشأ بين إخوة متعلمين مثقفين كانوا له بمثابة «العضد» ومثوبة «السند».
تعلم خالد من أبيه عشق الأرض ومن أمه حب الإحسان فنشأ مخطوفاً إلى «تربية» حميدة ومنجذباً إلى صفات «مجيدة» تكلل بها وظل يركض مع إخوته وأقرانه في مسقط رأسه بحارة «أسفل» المشتهرة بالتراث والإرث القديم ويجول بين أحياء المثناة والردف والهدا وبرحة القزاز وباب الريع منتشياً أنفاس «الزمن «الجميل.
تعتقت أنفاسه باكراً بعبير حقول «الورد» و»التوت وتشربت روحه نسيم مزارع «الرمان» و»التين» وظل يقتنص الرضا في «ملامح» البسطاء ويستلهم التسامح في «مطامح» الفضلاء وهو ينتظر الصلوات امام مسجد «الهادي» الشهير في قلب مدينته مراقباً ملاحم «البكور» في دعوات «العابرين» فجراً وهم ينشدون «الرزق» مرتقباً محافل «الأجور» في صيحات «المزارعين» مساءً وهم يجنون «الحصاد» وبقي مع أبناء حارته ينتظرون «موكب» الملك فيصل كل صيف في «دكة» القديرة والتي كانت حدثاً استثنائياً يملأ الزمان والمكان بتباشير التلاحم.
دأب خالد على الارتماء في حضن والدته مفضياً إليها «أحاديث» النهار و»أمنيات» العمر مكملاً يومه بالمكوث بجانب والده الذي كان يستعين به في «كتابة» سندات بيع قطع أراضي ورثها عن أبيه وضعته في خانة العقاريين الأوائل في بلدته.
أمضى خالد طفولته «الجميلة» مكللاً بنصح والده مجللاً بابتهال والدته في البيت «العائلي» الكبير الذي بناه والده لهم ثم حوله لمجمع سكني يحوي مسكناً منفرداً للجميع موصياً إياهم بأهمية التقارب رغماً عن «المسافات».
جنى خالد التفوق في دراسته بالتعليم العام ثم درس الهندسة المدنية بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن ونال منها درجة البكالوريوس ثم حصل على الماجستير في إدارة الأعمال الدولية من جامعة ثندبيرد بأمريكا ثم الدكتوراه في الإدارة العامة من جامعة جنوب كاليفورنيا الأمريكية وذلك في الفترة من 1980وحتى 1987.
بدأ رسم محطات تاريخ وظيفي مذهل من العام 1978 حيث تعين على وظيفة مهندس استشاري بقسم الشؤون الفنية بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن ومضى فيها عامين حتى 1980 ثم انتقل بعدها لإكمال دراساته العليا وعاد لأرض الوطن وعمل على وظيفة أستاذ الإدارة المساعد بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن في الفترة من 1987 وحتى 1993 ثم ترقى الى أستاذ مشارك بالجامعة حتى 1994 وتعين في الفترة من 1990 وحتى 1994 رئيساً لقسم الإدارة والتسويق إضافة إلى رئاسته لبرنامج ماجستير إدارة الأعمال بالجامعة ذاتها وفي عام 1994 صدر أمر ملكي بتعيينه على منصب مدير عام الخطوط الجوية العربية السعودية والتي ظل فيه حتى عام 2006.
سيرة حافلة بالمعاني والتفاني قضاها ابن بكر في مواقع إدارية وقيادية حيث ترأس الاتحاد العربي للنقل الجوي «الأكو» واللجنة التنفيذية بالاتحاد وعضوية عشرات الجهات والقطاعات والهيئات المختلفة في مجال التأسيس والاستشارات والإشراف وامتلك العديد من الخبرات الإدارية والعلمية في المجال الأكاديمي وله العديد من البحوث والمشاركات العلمية والعملية في مؤتمرات ومجلات متخصصة.
ترك ابن بكر بصماته المضيئة في الخطوط الجوية العربية السعودية حيث قام بإعادة هيكلة قطاعات المؤسسة ودمج طائرات الأسطول الجديد في الإطار التشغيلي للمؤسسة وأسس برنامج الصورة الذهنية الجديدة وقام بتطوير خدمات الخطوط السعودية من خلال درجات خدمات الضيافة وبرامج الخدمة لذوي الاحتياجات الخاصة ومشروع تطوير خدمات الحجز وبرنامج الخدمة الذهبية وتطوير شبكة الرحلات لتشمل 80 محطة منها 26 محطة داخلية و54 دولية وغيرها من الإنجازات التي ظلت أصداؤها تتردد في أفق الابتكار والاعتبار.
قام ابن بكر بتأليف كتاب عن حياته الشخصية والعلمية والعملية بعنوان «رحلة حياة أرضاً وجواً» شملت العديد من التفاصيل والتفصيلات عن محطات ودروب حياة تراوحت بين «ذكريات» الطفولة و»منصات» البطولة في قصص وحكايات ومواقف ووقفات اتسمت بالشفافية واتشحت بالموضوعية.
ترجل «الفارس» خالد من على «صهوة « الهمم تاركاً «الإضاءات» مبهجة ومبقياً «الإمضاءات» متوهجة ليقضى حياة «التقاعد» في مساحات من «الحضور» الفريد في «مواقع» النصح و»منابع» الشور ثاوياً بين أسرته المباركة التي يراها «سراً» لتميزه و«جهراً» لامتيازه.
خالد ابن بكر.. القيادي المبتكر صاحب «الاسم» الناصع و»الرقم» الثابت في معدلات «الأثر» ومعادلات «التأثير».